ريو دي جانيرو (رويترز) - استهلت البرازيل مؤتمرا لوزراء خارجية دول مجموعة العشرين يوم الأربعاء بتحميل الأمم المتحدة وغيرها من الهيئات متعددة الجنسيات مسؤولية الفشل في وقف الحروب والصراعات المتصاعدة التي تودي بحياة الأبرياء.
ودعا وزير الخارجية ماورو فييرا إلى "إصلاح عميق" للحوكمة العالمية باعتباره الأولوية القصوى للبرازيل خلال رئاستها هذا العام لمجموعة أكبر الاقتصادات في العالم.
وقال فييرا في افتتاح اجتماع يستمر يومين لتحضر جدول أعمال القمة السنوية لمجموعة العشرين التي تنعقد في نوفمبر تشرين الثاني "المؤسسات متعددة الأطراف ليست مجهزة بشكل كاف للتعامل مع التحديات الحالية، كما يتضح من الشلل غير المقبول الذي يعاني منه مجلس الأمن فيما يتعلق (بالتعامل مع) الصراعات المستمرة".
وأضاف "حالة التقاعس هذه تؤدي إلى فقدان أرواح بريئة".
وبدأ وزراء من دول مجموعة العشرين، ومنها الولايات المتحدة وروسيا، مناقشة حرة حول التوتر في أنحاء العالم وسبل تحسين عمل المنظمات متعددة الأطراف، وهي إحدى أولويات الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، إلى جانب الحد من تغير المناخ ومكافحة الفقر.
لكن مع استمرار القتال بين روسيا وأوكرانيا والحرب في غزة، صار الدبلوماسيون غير متفائلين بأن مقترحات تطوير الحوكمة العالمية ستمضي بسهولة داخل المجموعة التي تضم أكبر الاقتصادات في العالم.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر للصحفيين إن الوزير أنتوني بلينكن التقى بلولا في برازيليا قبل أن يتوجه لحضور اجتماع ريو، وعبر عن دعم الولايات المتحدة لأجندة البرازيل لجعل الحوكمة العالمية أكثر فاعلية.
وبحث كبير الدبلوماسيين الأمريكيين حرب إسرائيل في غزة مع لولا وسط خلاف دبلوماسي بعد أن شبه الرئيس البرازيلي حرب إسرائيل بالإبادة الجماعية النازية خلال الحرب العالمية الثانية.
وانتقد لولا الأمم المتحدة لفشلها في حل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، وأثارت اتهاماته الأسبوع الماضي بارتكاب إسرائيل أعمالا وحشية في غزة أزمة دبلوماسية مع توبيخ إسرائيلي للسفير البرازيلي واستدعاء البرازيل لسفيرها.
وقال فييرا إن البرازيل لا تقبل عالما يتم فيه حل الخلافات من خلال استخدام القوة العسكرية.
وقال "جزء كبير جدا من العالم اختار السلام ولا يقبل التورط في صراعات تحركها دول أخرى".
وحظي سعي البرازيل لتمثيل أكبر في مجلس أمن موسع بدعم وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا، على الرغم من صعوبة تحقيق توافق في الآراء حول هذا الأمر.
وقالت خلال الاجتماع، بحسب المتحدث الصحفي باسمها، "مجلس الأمن بحاجة إلى التكيف مع التحول الجيوسياسي وأن يكون أكثر كفاءة في عالم متغير... فالمجتمع الدولي يواجه أزمات متعددة".
وقال الدبلوماسي ماوريسيو ليريو ممثل البرازيل في مجموعة العشرين للصحفيين يوم الثلاثاء "نعيش في عالم بلا حوكمة وتنتشر فيه الصراعات بشكل غير مسبوق. هناك افتقار إلى الحوكمة للتعامل مع التحديات العالمية".
وذكر أن هناك توافقا في الآراء يوم الأربعاء على ضرورة إصلاح الأمم المتحدة. ودعت البرازيل إلى توسيع مجلس الأمن، وهو مقترح لم يكتسب زخما بسبب مقاومة الدول التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) منذ إنشاء المنظمة العالمية بعد الحرب العالمية الثانية.
وقال دبلوماسي أوروبي لرويترز "الاجتماع سيكون في الأساس جلسة مناقشة لحشد الدعم لإصلاح متعدد الأطراف وتشخيص المشكلة".
وواجه بلينكن ونظيره الروسي سيرجي لافروف بعضهما البعض على الطاولة لأول مرة منذ أن تحدثا لفترة وجيزة وجها لوجه في اجتماع وزراء الخارجية العام الماضي في نيودلهي. ولا توجد خطط مسبقة لعقد اجتماع بينهما.
(إعداد نهى زكريا ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني وأيمن سعد مسلم)