من محمد المصري
دير البلح (قطاع غزة) (رويترز) - قال فلسطيني يتلقى العلاج في مستشفى بغزة بعد إصابته بكدمات خطيرة في وجهه وجروح في أصابعه وإصابات أخرى إن جنودا إسرائيليين ضربوه بقطع من الحجارة والكراسي بعد أن اقتحموا منزله في 20 فبراير شباط.
رواية رمضان شملخ (22 عاما)، والتي لم تتمكن رويترز من التحقق من صحتها من مصدر آخر، هي الأحدث في سلسلة روايات عن سوء معاملة القوات الإسرائيلية للفلسطينيين منذ بدء حربها ضد حركة حماس.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يعامل المعتقلين وفقا للقانون الدولي.
ظهر شملخ في فيديو صوره صحفي مستقل لصالح رويترز في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط غزة يومي الثلاثاء والأربعاء، وكانت رأسه ملفوفة بضمادة عليها آثار دماء وهناك أخرى حول ذارعه اليسرى.
وكان وجهه منتفخا وملطخا بالدماء، ولم يتمكن من فتح عينه اليمنى. وكان يمشي وهو يعرج. وكان هناك عدد من الجروح على ظهر أصابع يده اليمنى قال إنها بسكين.
وقال شملخ واصفا معاملة أحد الجنود له "نيمني على الأرض ويقولي ماتتحركش. ويجيب حجار من اللي اتكسرت من البلكون من عندنا ويرمي على رجليا".
وتابع "كل ما أقوم زي هيك ألاقي البسطار (الحذاء العسكري) صفحني (ضربني) هيك صفحني هيك (مشيرا إلى أضلعه اليمنى واليسرى) ... بقدرش أتنفس. بيكتم صوتي"، مضيفا أن الجندي حطم عليه أيضا كرسيين.
وقدمت رويترز اسم شملخ واسم المنطقة التي يعيش فيها وتاريخ الواقعة المزعومة إلى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، والذي أجاب بأن الجيش ليس لديه علم بها. وطلب المتحدث الإحداثيات، والتي لم تكن لدى رويترز.
* "وين حماس؟"
قال الجيش إنه يعتقل ويستجوب من يشتبه في تورطهم فيما يصفه بالنشاط الإرهابي ضمن إطار عملياته بغزة، دون الكشف عن عدد محدد لهم. وأضاف أنه يطلق سراح من يثبت عدم تورطهم في أي أعمال إرهابية أو قتال.
وقال شملخ إن القوات الإسرائيلية كانت تتحرك بالدبابات ليل الاثنين في منطقة الزيتون بمدينة غزة حيث يعيش. وأضاف أنه في الساعة 6:30 صباحا تقريبا يوم الثلاثاء، دمروا جدارا في منزله ودخلوه وبدأوا في استجوابه لعدة ساعات.
وأضاف "يقولولي وين حماس؟ أقولهم معرفش وين هي. وين مخازينها بتاعة الأسلحة؟ قلت لهم أنا مدني... مدني".
وقال الطبيب أنس الكرد إن شملخ كان مصابا بجروح في أنحاء جسده، وأن مستشفى شهداء الأقصى ليس مزودا بالإمدادات اللازمة لتقديم العلاج المناسب لحالته.
وأضاف "كان من المفترض تحويله للمستشفى الأوروبي للعرض على أطباء العيون ولكن جيش الاحتلال كان متواجدا على خط البحر الرشيد وكان قاطعا للطريق... وبقى هذا الشاب عندنا يعاني من الآلام وفقط كان يأخذ المسكنات ولم يأخذ حقه الطبيعي والإنساني في العلاج".
وأفادت رويترز ووسائل إعلام أخرى بحدوث وقائع أخرى قال فيها أشخاص اعتقلتهم القوات الإسرائيلية في غزة إنهم تعرضوا للضرب والإهانة.
وفي أحد تقارير رويترز، قالت امرأة إنها سُجنت لأسابيع وتعرضت للإهانة وسوء المعاملة، وقال طبيب إنه كان مكبلا ومعصوب العينيين ومحروما من النوم 45 يوما، وقال ثلاثة أشقاء إنهم وباقي المعتقلين معهم تعرضوا للضرب والتجريد حتى من ملابسهم الداخلية والحرق بالسجائر.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على تفاصيل أي من هذه المزاعم، لكنه قال إن بروتوكولاته تنص على معاملة المعتقلين بما يحفظ كرامتهم، وأنه سيحقق في الوقائع التي لم يتم اتباع الإرشادات فيها. وسبق وأن نفى استهداف المدنيين أو إساءة معاملتهم.
اندلعت الحرب بعد هجوم شنه مسلحون من حماس من غزة على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول، والذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة.
وتتوعد إسرائيل بالقضاء على حماس تماما وردت بهجوم جوي وبري على قطاع غزة المكتظ بالسكان، مما أسفر عن مقتل ما يربو على 29400 شخص، وفقا للسلطات الصحية في غزة التي لا تفرق بين الضحايا المسلحين والمدنيين.
وتسبب الهجوم الإسرائيلي في نزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة وانتشار الجوع والمرض وتدمير جزء كبير من القطاع.
(إعداد عبد الحميد مكاوي ودنيا هشام للنشرة العربية - تحرير محمود سلامة)