من إيما فارج وراشنا أوبال
أبوظبي (رويترز) - احتشد وزراء التجارة من أنحاء العالم في أبوظبي يوم الاثنين لحضور اجتماع لمنظمة التجارة العالمية يهدف إلى وضع قواعد جديدة للتجارة العالمية، لكن حتى المديرة العامة للمنظمة نجوزي أوكونجو إيويالا سعت إلى الحد من التوقعات.
وتحاول منظمة التجارة العالمية التي يعود تاريخ تأسيسها إلى 30 عاما تقريبا وتدعم لوائحها 75 بالمئة من التجارة العالمية، إبرام اتفاقات بتوافق الآراء لكن هذه الجهود أصبحت أكثر صعوبة مع تزايد الدلائل على أن الاقتصاد العالمي ينقسم إلى كتل منفصلة.
وقالت أوكونجو إيويالا في كلمة افتتاحية "دعونا لا نتصنع أن أيا من هذا سيكون سهلا"، واصفة الأجواء بأنها "أصعب" مما كانت عليه عند عقد الاجتماع السابق لمنظمة التجارة العالمية في عام 2022، إذ أشارت إلى الحروب والتوترات والانتخابات ومؤشرات على أن نمو التجارة سيقل عن توقعات المنظمة.
ودعت الوزراء إلى "التشمير عن سواعدهم" وإكمال المفاوضات، غير أنها استبعدت على ما يبدو إبرام أي اتفاق في أبوظبي بشأن إصلاح محكمة الاستئناف التابعة للمنظمة.
وقالت "لم نصل إلى هذا الحد بعد".
وقال ثاني الزيودي وزير الدولة للتجارة الخارجية الإماراتي ورئيس المؤتمر في كلمته الافتتاحية "يمر النظام التجاري متعدد الأطراف، وفي جوهره منظمة التجارة العالمية، بمنعطف حرج إذ يواجه العديد من التحديات".
وأضاف "تظل منظمة التجارة العالمية قوة قوية في مواجهة التدابير أحادية الجانب وسياسات الحماية الاقتصادية والتمييز حاليا".
وعبر بعض المندوبين بشكل غير معلن عن مخاوفهم بسبب غياب وزير التجارة الهندي، الذي يُنظر إليه على أنه الرافض الرئيسي في بعض القضايا الرئيسية بما في ذلك الزراعة، يوم الاثنين على الرغم من أن نيودلهي قالت إنه سيكون في أبوظبي يوم الثلاثاء.
* عضوان جديدان
يقول المفاوضون إنهم ما زالوا يأملون في التوصل إلى اتفاق يمكن أن يدعم الأرصدة السمكية العالمية ويحمي الصيادين من خلال حظر الدعم الحكومي.
ومن النتائج الأخرى التي سيتمخض عنها الاجتماع الذي يستمر أربعة أيام والتي إما أن تكون مؤكدة أو قابلة للتحقيق، انضمام عضوين جديدين هما جزر القمر وتيمور الشرقية والتوصل إلى اتفاق بين نحو 120 دولة لإزالة الحواجز التي تعوق التنمية والاستثمار.
أما النتائج الأصعب فتتمثل في تمديد الوقف الاختياري لمدة 25 عاما بشأن تطبيق التعريفات الجمركية على التجارة الرقمية، وهو ما تعارضه جنوب أفريقيا والهند، وفي إبرام اتفاق بشأن قواعد التجارة الزراعية الذي استعصى على المفاوضين لعقود من الزمن.
وأكد وزير التجارة الهندي بيوش جويل يوم الاثنين مجددا أن نيودلهي تسعى إلى تنازل دائم مثير للجدل عن قواعد منظمة التجارة العالمية التي تقيد حاليا الدعم الزراعي المحلي لمواد غذائية مثل الأرز.
وقال سايمون كونفيني وزير المشاريع والتجارة والتوظيف الأيرلندي "أعتقد أن هذا الأسبوع يدور حقا حول محاولة تعزيز التقدم مقارنة بالوضع قبل عامين والبناء عليه حيثما أمكن ذلك، لكنني لا أعتقد أنه ستكون هناك انفراجات جديدة كبيرة في مجالات جديدة"، في إشارة إلى اجتماع منظمة التجارة العالمية لعام 2022 في جنيف.
وقالت المندوبة التجارية الأمريكية كاثرين تاي إن الاجتماع يشكل فرصة "لرسم مسار مستقبلي معا" وإن النجاح ينبغي ألا يقاس بعدد الاتفاقات.
ومن العوامل التي قد يكون لها تأثير إيجابي هو عزيمة أوكونجو إيويالا، وزيرة المالية النيجيرية السابقة، التي ساعد إصرارها في السابق في إبرام حزمة من الصفقات في جنيف عام 2022. وطلبت بالفعل من الوزراء التخطيط لمواصلة المحادثات التي تستمر أربعة أيام لوقت إضافي.
وقال مفوض التجارة الأوروبي فالديس دومبروفسكيس إن حالة الغموض والأزمات المتعددة تؤثر على النظام العالمي القائم على القواعد. وأضاف "هذه الأجواء الجيوسياسية المتوترة تجعل المنظمات متعددة الأطراف مثل منظمة التجارة العالمية أكثر أهمية بكثير وليس أقل أهمية".
(شارك في التغطية ألكسندر كورنويل - إعداد حسن عمار وأميرة زهران للنشرة العربية - تحرير رحاب علاء وأيمن سعد مسلم)