من جابرييل تيترو فاربير
جنيف (رويترز) - عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الاثنين عن أسفه على مأزق مجلس الأمن الدولي في الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة وفي الغزو الروسي لأوكرانيا، قائلا إن الانقسامات بين أعضائه ربما قوضت سلطته "تقويضا قاتلا".
وقال في افتتاح اجتماعات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف إن مجلس الأمن يجد نفسه في كثير من الأحيان "غير قادر على معالجة أبرز قضايا السلام والأمن في عصرنا".
وأضاف "افتقار المجلس إلى الوحدة فيما يخص الغزو الروسي لأوكرانيا، والعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة في أعقاب الهجمات الإرهابية المروعة التي شنتها حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، كل هذا قوض سلطته بشدة وربما تقويضا قاتلا".
وتابع أن "المجلس يحتاج إلى إصلاح جدي لتركيبته وأساليب عمله".
واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) مجددا الأسبوع الماضي ضد مشروع قرار في مجلس الأمن طالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وهذه ثالث مرة تستخدم فيها واشنطن حق النقض ضد مشروع قرار منذ اندلاع القتال الحالي في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وردا على سؤال بشأن ما إذا كان من الممكن في نهاية المطاف اعتبار أن مجلس الأمن أصيب بحالة موت دماغي، قال جوتيريش للصحفيين "إذا أظهر مجلس الأمن يوما ما عدم قدرته على فعل أي شيء، فسيكون قريبا جدا من هذه الحالة الطبية".
ويتكدس نحو 1.5 مليون من سكان غزة في خيام وملاجئ مؤقتة بمدينة رفح على الحدود مع مصر، ونزح معظمهم من منازلهم الواقعة شمالا هربا من الهجوم الإسرائيلي.
وقال جوتيريش الذي وصف رفح بأنها قلب عملية المساعدات الإنسانية في القطاع الفلسطيني إن أي هجوم إسرائيلي شامل هناك ستكون له عواقب مدمرة.
وحذر قائلا "أي هجوم إسرائيلي شامل على المدينة لن يكون مرعبا لأكثر من مليون مدني فلسطيني يلجأون إليها فحسب، بل سيدق المسمار الأخير في نعش برامجنا للمساعدات".
ويتضاءل تدفق المساعدات التي تدخل غزة من مصر، كما يزيد الانهيار الأمني من صعوبة توزيع المواد الغذائية التي تدخل القطاع، وفقا لبيانات الأمم المتحدة ومسؤولين.
وتقول واشنطن إن اتفاقا لهدنة ولإطلاق سراح الرهائن يسمح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة أصبح وشيكا الآن.
(إعداد رحاب علاء ومحمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير محمود رضا مراد وأيمن سعد مسلم)