من ليلى بسام وآري رابينوفيتش
بيروت/القدس (رويترز) - قالت مصادر في لبنان إن طائرات حربية إسرائيلية قصفت وادي البقاع اللبناني يوم الاثنين فقتلت اثنين على الأقل من أعضاء حزب الله، في أكثر هجماتها عمقا داخل لبنان حتى الآن منذ اندلاع القتال مع الجماعة المتحالفة مع إيران في أكتوبر تشرين الأول الماضي.
وفي ما يبرز مخاطر التصعيد، ذكرت قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله أن الجماعة ردت بإطلاق 60 صاروخا على مقر للجيش الإسرائيلي في مرتفعات الجولان المحتلة. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن عشرات الصواريخ أُطلقت باتجاه مرتفعات الجولان من لبنان.
وتمثل الهجمات تصعيدا لأسوأ موجة من أعمال العنف بين حزب الله وإسرائيل منذ حربهما عام 2006، مما يثير مخاوف من احتمال تفاقم التصعيد وامتداد حرب غزة إلى المنطقة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته الحربية قصفت دفاعات جوية تابعة لحزب الله في وادي البقاع ردا على إسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية قالت الجماعة اللبنانية إنها أسقطتها بصاروخ أرض جو في وقت سابق يوم الاثنين.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية منطقة تبعد نحو 18 كيلومترا عن مدينة بعلبك المعروفة بآثارها القديمة. والمنطقة متاخمة لسوريا ومعقل سياسي لجماعة حزب الله.
وقالت المصادر إن إسرائيل شنت غارات متزامنة على المنطقة. وقال مصدر أمني لبناني ومصدر آخر مطلع إن اثنين من أعضاء جماعة حزب الله قتلا.
وبثت قناة الجديد التلفزيونية اللبنانية صورا للدخان يتصاعد من المنطقة.
وفي هجوم منفصل، قالت ثلاثة مصادر أمنية في لبنان إن غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة في قرية المجادل بجنوب لبنان، مما أسفر عن مقتل حسن حسين سلامي القائد الميداني في حزب الله.
ونشر الجيش الإسرائيلي مقطعا مصورا للضربة وقال إن الهدف هو حسن حسين سلامي الذي قال إنه ضالع في أنشطة تشمل إطلاق صواريخ موجهة إلى إسرائيل.
وقال حسن فضل الله السياسي في جماعة حزب الله إن إسرائيل وسعت نطاق هجماتها بقصف بعلبك ومناطق أخرى لأن "العدو.. يعتقد أنه يعوض ما لحق به هذا الصباح على يد أبطال المقاومة في إسقاط فخر مسيراته بصواريخهم".
وذكر في تصريحات بثها التلفزيون خلال تشييع جنازة مقاتل بجماعة حزب الله قُتل في الأيام القليلة الماضية أن "عدوان (إسرائيل) على بعلبك أو أي منطقة أخرى لن يبقى من دون رد".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه "سيواصل عملياته للدفاع عن دولة إسرائيل في مواجهة تهديد منظمة حزب الله الإرهابية بطرق تشمل عمليات جوية فوق الأراضي اللبنانية".
وتشن جماعة حزب الله هجمات على أهداف على الحدود اللبنانية مع إسرائيل منذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول انطلاقا من غزة، في ما تصفه بأنه محاولة لدعم الفلسطينيين الذين يتعرضون للنيران الإسرائيلية في القطاع.
* إسرائيل تكثف الهجمات على حزب الله
تركزت الأعمال القتالية إلى حد كبير في المناطق القريبة من الحدود اللبنانية الإسرائيلية، لكن نطاقها اتسع الأسبوع الماضي عندما استهدفت إسرائيل منطقة جنوبي مدينة صيدا الساحلية.
وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت يوم الأحد إلى أن إسرائيل تعتزم زيادة الهجمات على جماعة حزب الله في حالة التوصل إلى هدنة محتملة في غزة.
وقال "في حالة التوصل إلى هدنة مؤقتة في غزة، سنزيد إطلاق النار في الشمال على نحو منفصل وسنستمر في ذلك حتى الانسحاب الكامل لحزب الله (من الحدود) وعودة المواطنين الإسرائيليين إلى منازلهم".
لكنه ترك الباب مفتوحا أمام الدبلوماسية قائلا في بيان أرسل من مكتبه "الهدف بسيط... سحب حزب الله إلى حيث يجب أن يكون، إما عن طريق دبلوماسي أو سنفعل ذلك بالقوة".
وتسبب العنف في نزوح عشرات الآلاف على جانبي الحدود.
وقالت جماعة حزب الله في وقت سابق من يوم الاثنين إنها أسقطت طائرة مسيرة إسرائيلية من طراز هرمز 450 فوق الأراضي اللبنانية بصاروخ أرض جو.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن صاروخين استهدفا المسيرة التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي بينما كانت تحلق فوق لبنان. وأضاف أن نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي "مقلاع داود" اعترض الصاروخ الأول لكن المسيرة "سقطت داخل الأراضي اللبنانية" بعد إطلاق الثاني.
وأسفرت الهجمات الإسرائيلية منذ أكتوبر تشرين الأول عن مقتل نحو 50 مدنيا في لبنان بالإضافة إلى نحو 200 من مقاتلي جماعة حزب الله.
وأدت الهجمات من لبنان على إسرائيل إلى مقتل 12 جنديا إسرائيليا وخمسة مدنيين.
(تغطية صحفية مايا الجبيلي وليلى بسام وتوم بيري من بيروت ودان وليامز وآري رابينوفيتش وهنريت شقر من القدس - إعداد نهى زكريا ومحمد عطية ومحمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير رحاب علاء ومحمود رضا مراد وأيمن سعد مسلم)