من جابرييل تيترو فاربير
جنيف (رويترز) - قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك يوم الخميس إن جميع أطراف الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) ترتكب جرائم حرب، ودعا إلى التحقيق فيها ومحاسبة المسؤولين عنها.
وأضاف تورك أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف "يرتكب جميع الأطراف انتهاكات صارخة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك جرائم الحرب وربما جرائم أخرى بموجب القانون الدولي".
وتابع "حان الوقت، وربما فات الأوان، للسلام والتحقيق والمساءلة".
ووفقا للإحصائيات الإسرائيلية، قتل مسلحون من حماس 1200 شخص واحتجزوا 253 رهينة في هجوم على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وأشعل هذا فتيل هجوم إسرائيلي على قطاع غزة الذي تديره حماس، وتقول السلطات الصحية في غزة إنه تم التأكد من مقتل أكثر من 30 ألف شخص منذ بدء الهجوم. وتقول إسرائيل إنه يهدف إلى إنقاذ الرهائن المتبقين والقضاء على حماس.
وقال تورك، الذي كان يعرض تقريرا عن وضع حقوق الإنسان في غزة والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، إن مكتبه سجل "حوادث كثيرة ارتكبتها القوات الإسرائيلية قد تصل إلى مستوى جرائم حرب ".
وأضاف أن هناك مؤشرات أيضا على أن القوات الإسرائيلية شاركت في "استهداف عشوائي أو غير متناسب" في انتهاك للقانون الدولي.
وقال تورك إن الفصائل الفلسطينية المسلحة التي تطلق قذائف بشكل عشوائي على جنوب إسرائيل وتحتجز رهائن تنتهك هي الأخرى القانون الدولي الإنساني.
وتقول إسرائيل إنها تبذل كل ما في وسعها لتقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين.
وفي كلمة قوبلت بتصفيق كثير من الحاضرين في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، قال السفير الفلسطيني إبراهيم خريشي "للأسف البعض يندد بما حدث في السابع من أكتوبر، وبأشد العبارات الممكنة أيضا، لكن لا أحد يتذكر أو يندد بقتل الأطفال والنساء والشيوخ".
وقالت إيلان تيف، ابنة الرهينة السابقة أفيفا سيجيل التي حضرت كلمة تورك مع والدتها، إن أولئك الذين أشادوا بالاقتحام الفلسطيني "يجب أن يخجلوا" من أنفسهم.
وأضافت تيف التي لا يزال والدها كيث محتجزا في غزة "يجب أن يجافيكم النوم ليلا، لأن هناك أطفالا يُقتلون على كلا الجانبين".
وقال تورك إن احتمال شن هجوم بري على مدينة رفح الحدودية الجنوبية التي تشير تقديرات إلى تكدس نحو 1.5 مليون شخص فيها بعد أن فروا من منازلهم هربا من العمليات الإسرائيلية، سيتسبب في خسائر فادحة في الأرواح.
وأضاف أن مثل هذا الهجوم سيزيد احتمالات وقوع جرائم وحشية، ويؤدي إلى مزيد من النزوح و"يوقّع مذكرة إعدام لأي أمل في الحصول على مساعدات إنسانية فعالة".
(إعداد مروة سلام وسامح الخطيب ومحمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد ورحاب علاء)