🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

مفاتيح المنازل المدمرة في غزة.. رمز جديد لتهجير الفلسطينيين

تم النشر 29/02/2024, 16:04
© Reuters. حسين أبو عمشة نازح فلسطيني دُمر بيته في غارات إسرائيلية يحمل مفتاح منزله المدمر معلقا في عملة فلسطينية قديمة خارج خيمته في رفح بجنوب قطاع غز
USD/ILS
-

من صالح سالم

رفح (قطاع غزة) (رويترز) - يحتفظ الفلسطينيون الذين نزحوا بسبب الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة بمفاتيح منازلهم المهدمة أو المنهارة ويعتبرونها رمزا لخسارتهم، في تقليد يضرب بجذوره في التاريخ ويعود للتهجير الجماعي للفلسطينيين في 1948.

ومعظم سكان غزة لاجئون أو من نسل لاجئين فروا أو طردوا من منازلهم أثناء حرب 1948 التي صاحبت إقامة دولة إسرائيل، أو ما يسميه الفلسطينيون بالنكبة.

وتنتقل مفاتيح المنازل التي فقدت في 1948 من جيل إلى جيل في بعض الأسر اللاجئة، في رمز لما يعتبرونه حقهم في العودة والذي يمثل أحد أهم القضايا الشائكة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

والآن تكتسب مفاتيح المنازل التي تعرضت للقصف في الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) منذ أكتوبر تشرين الأول معنى رمزيا.

قال حاتم الفراني، الذي لجأ إلى خيمة في رفح بجنوب غزة مع عائلته "التاريخ بيعيد نفسه. جدي حمل المفتاح وبده يرجع تاني، أنا اليوم حملت المفتاح (على أمل) إني أرجع لشقتي أنها تكون تمام لكن يعوض الله علينا".

وأثناء الهدنة التي استمرت أسبوعا في نوفمبر تشرين الثاني، تلقى الفراني صورا لمنزل أسرته وهو شقة في مبنى سكني كان يقطن فيه مع والديه وأشقائه في مخيم جباليا في شمال غزة. وأظهرت الصور أن المبنى تعرض للتدمير.

وتابع الفراني "اليوم أنا عمري 44 سنة... بدي أبدأ حياتي من جديد وأبني بيت جديد".

وبدأت الحرب عندما هاجم مسلحون من حماس التي تدير قطاع غزة منذ 2007 جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول. وتقول إسرائيل إن هذا الهجوم أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز 253 رهينة.

ومتعهدة بالقضاء على حماس، ردت إسرائيل على هذا بهجوم بري وجوي على غزة أودى بحياة ما يربو على 30 ألف شخص وفقا لوزارة الصحة في القطاع. وسوى الهجوم الكثير من أنحاء القطاع بالأرض وتسبب في تشريد الغالبية العظمى من سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، فضلا عن انتشار الجوع والمرض على نطاق واسع.

* رمز لحلم

يواجه حسين أبو عمشة نفس الوضع الذي وجد فيه الفراني نفسه. ويقيم هو وعائلته في خيمة في رفح. وأثناء الهدنة تلقى تسجيلا مصورا يظهر فيه منزله في بيت حانون في شمال شرق غزة وقد تعرض للقصف.

ووقف وهو يمسك في يده مفتاحا معلقا في حلقة مفاتيح مصنوعة من عملة كُتب عليها "فلسطين" يقول إنها ترجع إلى فترة الانتداب البريطاني قبل إقامة إسرائيل.

وقال "المفتاح يعني لنا كلنا الوطن والواحد بدون وطن ما بيعيش ولا له مأوى تاني خلفه، وبنتمنى لو نعود تاني ولو خيمة فوق البيت مكان وطننا هناك".

ويسترجع محمد المجدلاوي، الذي نزح من منزله في مخيم الشاطئ في شمال غزة، ذكريات جده وهو يريه مفتاحا قديما ويقص ذكرياته عام 1948. والآن وجد نفسه يخوض تجربة مماثلة.

وقال "إيش عملت لإسرائيل لما أنت دمرت بيتي؟ لما ولاد العالم كلها تعيش في رفاه يعني وولادنا يعيشوا بذل ويقعدوا ويموتوا ويمرضوا بهالسقعة؟".

© Reuters. حسين أبو عمشة نازح فلسطيني دُمر بيته في غارات إسرائيلية يحمل مفتاح منزله المدمر معلقا في عملة فلسطينية قديمة خارج خيمته في رفح بجنوب قطاع غزة يوم 26 فبراير شباط 2024. تصوير: إبراهيم أبو مصطفى - رويترز

وفي الضفة الغربية، حيث تنتشر مخيمات لاجئين تعود إلى عام 1948، يمكن مشاهدة مفاتيح عملاقة في أماكن متفرقة، وهي جزء من التجسيد الأيقوني للنزوح الذي يفهم الجميع هناك معناه.

وقال محمد سعيد مدير المكتب الإعلامي للجنة تدير مخيم قلنديا للاجئين بين القدس ورام الله "المفتاح يرمز إلى حق العودة، يرمز إلى تمسك اللاجئين بحق العودة إلى بيوتهم التي هجروا منها في سنة 1948. المفتاح الحقيقة له دلالات كثيرة، القضية ليست قضية مفتاح، المفتاح مادة معدنية تصنعها في أي مكان، لكن بمجرد أن تتمسك بهذا المفتاح يعني أن لديك حلما تسعى لتحقيقه".

(شارك في التغطية إبراهيم أبو مصطفى في رفح ورنين صوافطة وإسماعيل خضر في الضفة الغربية - إعداد مروة سلام للنشرة العربية - تحرير مروة غريب)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.