من ستيف كيتينج
(رويترز) - قد يرتدي نواه لايلز عباءة يوسين بولت لكن العداء الأمريكي يدرك أكثر من الجميع أن أي شخص يريد أن يكون واجهة ألعاب القوى العالمية يحتاج إلى مزيج من الحضور والموهبة.
ومنذ اعتزال بولت قبل سبع سنوات تقريبا، ظلت ألعاب القوى تبحث عن خليفة للعداء الجاميكي، دون نجاح يذكر.
وتفاخر هذه الرياضة بشخصيات مثيرة للاهتمام، لكن لاعبي دفع الجلة ومتسابقي سباقات قفز الموانع لا يحظون بإعجاب عالمي.
لكن اللقب الأسطوري لأسرع رجل في العالم هو ما يجذب الانتباه، وسيكون الأمر أفضل إذا تم تحقيقه بأناقة وإبداع.
جلب بولت شخصية جذابة وسرعة خارقة إلى المضمار الذي أنتج كنزا من الميداليات الذهبية، بما في ذلك ثماني ميداليات من ثلاث دورات أولمبية وأرقام قياسية لا تزال قائمة، ليصبح من المشاهير العالميين.
هذا هو المستوى الذي يواجهه لايلز في أولمبياد باريس حيث يتم وضعه بالفعل كرجل أول في ألعاب القوى.
ومن وجهة نظر تسويقية، يفي لايلز بكافة المعايير.
والعداء الأمريكي السريع هو رجل استعراض بطبيعته يجذب الأضواء، ويعبر عن آرائه، ويعرف كيف يبدأ بجذب الانتباه ويشعر بالراحة في أكبر المحافل في باريس تماما كما يفعل على منصات بداية السباقات.
ولكن بالمقارنة مع بولت، فإن إنجازاته على المضمار تبدو متواضعة.
وحقق لايلز ثلاث ذهبيات (100 متر، 200 متر، أربعة في 100 متر) في بطولة العالم العام الماضي في بودابست، لكنه حصل على برونزية واحدة في دورة الألعاب الأولمبية الوحيدة التي شارك فيها حتى الآن، وهي بالكاد السيرة الذاتية التي تثير اهتمام الجماهير.
وفي التصنيف العالمي على مدار التاريخ لسباق 100 متر، يحتل لايلز المركز 15 بزمن قدره 9.83 ثانية وهو رقم لا يقترب من الرقم القياسي العالمي لبولت البالغ 9.58 ثانية.
وسبق لستة أمريكيين تحقيق أزمنة أسرع ومن بينهم الغريمان الحاليان كريستيان كولمان (بطل العالم في سباق 100 متر لعام 2019) وفريد كيرلي (بطل العالم في سباق 100 متر لعام 2022).
وإذا لم تكن قد حققت أرقاما تخطف الأنظار، فحدد أهدافا جريئة.
وبالنسبة إلى لايلز، يقوم بتوسيع سجله في العدو ليشمل سباق 400 متر، مما سيتيح للعداء البالغ عمره 26 عاما فرصة الحصول على مكان في التتابع والفوز بأربع ميداليات ذهبية في باريس (100 متر، 200 متر، أربعة في 100 متر، أربعة في 400 متر)، وهو شيء لم يتمكن حتى بولت العظيم من تحقيقه.
* ليست مزحة
حصل رجلان فقط على أربع ميداليات ذهبية في ألعاب القوى في دورة أولمبية واحدة، وهما جيسي أوينز وكارل لويس، لكن إنجازاتهما تضمنت انتصارات في الوثب الطويل وليس على المضمار.
وكانت العداءة الأقرب إلى هذا الإنجاز هي الأمريكية فلورنس جريفيث-جوينر في أولمبياد سول 1988 حين فازت بسباقات 100 متر و200 متر وأربعة في 100 متر تتابع، كما فازت بفضية سباق أربعة في 400 متر.
وقال لايلز لرويترز "أنا جاد. لقد شاركت للتو في سباق أربعة في 400 متر في جلاسجو (بطولة العالم داخل القاعات)، وشعرت أن هذا بالتأكيد أحد الطرق للقول إن هذه ليست مزحة.
"ظن الكثير من الناس أنني كنت أفعل ذلك من أجل العناوين الصحفية فقط. لكن لا، أنا ذاهب بكامل قوتي.
"إذا كنت تعتقد أن الفوز بالميداليات فقط هو الذي سيجعل الجميع يحبونك أو يجعل الجميع يرغبون في التعامل معك. لسوء الحظ، هذا ليس كل ما يتطلبه الأمر".
* الشركات الراعية تولي اهتماما كبيرا
جددت شركة أديداس (ETR:ADSGN) مؤخرا عقدها مع لايلز ليوقع على صفقة بقيمة 10 ملايين دولار تقول شركة الملابس الرياضية العملاقة إنها "الأعلى قيمة في رياضة ألعاب القوى منذ اعتزال يوسين بولت".
ومشروب الطاقة سيليسيوس هو آخر من انضم لفريق لايلز، إذ أعلنت الشركة اليوم الاثنين عن شراكة مع العداء.
وأوضح لايلز "الرياضيون بحاجة إلى الرياضة، والرياضة بحاجة إلى الرياضيين. لا يمكنني سوى القيام بعملي وما أعتقد أنه جيد لهذه الرياضة.
"أعتقد أن ذلك يعود إلى الشخصية".
وأضاف "لا أستطيع أن أخبرك كم من التعليقات وكم عدد الأشخاص الذين قالوا لي 'لم أكن أهتم حتى بسباق أربعة في 400 متر إلا عندما شارك فيه' وأنا أقول 'أوه، واو!' وهذا يثبت أن الشخصية ضرورية للمساعدة في التقدم والتطور.
"بالطبع، الرياضة مثيرة للاهتمام في حد ذاتها، لكن الناس بحاجة إلى قصص للتفاعل معها، وأنا أحب سرد القصص".
(إعداد أحمد عسل للنشرة العربية - تحرير أشرف حامد)