نيقوسيا (رويترز) - قال وزير الخارجية القبرصي يوم الأربعاء إن شحنة ثانية من المساعدات سيتم إرسالها من قبرص إلى قطاع غزة في الأيام المقبلة مشيرا إلى زيادة الترحيب بأن الجزيرة يمكن أن تلعب دورا محوريا في إيصال الإمدادات عن طريق البحر إلى القطاع.
وغادرت من قبرص يوم الثلاثاء سفينة تحمل نحو 200 طن من المساعدات الغذائية لغزة عبر طريق بحري جديد لم يختبر بعد.
وتقول وكالات إغاثة إن سكان غزة معرضون لخطر المجاعة بعد خمسة أشهر من الحرب.
وذكر وزير الخارجية القبرصي كونستانتينوس كومبوس أن هناك شحنة جديدة في طور الإعداد.
ودعت قبرص، وهي الدولة الأقرب جغرافيا إلى الشرق الأوسط بين دول الاتحاد الأوروبي، على مدى أشهر إلى قبول خطتها لإنشاء ممر بحري مباشر إلى ساحل غزة، في ظل العقبات الخطيرة التي تحول دون وصول المساعدات عن طريق البر.
وقال كومبوس لمجموعة صغيرة من الصحفيين "الهدف الأساسي هو محاولة تقديم المساعدة التي تشتد الحاجة إليها للأشخاص الذين يعيشون في هذا الوضع المروع".
"لا يمكن القيام بهذا بجهد منفرد. نحن بحاجة إلى تحالف من المشاركين، وقد حدث ذلك في الأسبوعين أو الأسابيع الثلاثة الماضية بوتيرة سريعة للغاية".
وأضاف أن من المقرر مناقشة الخطوات الإضافية فيما يتعلق بتنسيق المساعدات المنقولة بحرا في مكالمة هاتفية في وقت لاحق من يوم الأربعاء مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيره البريطاني ديفيد كاميرون ووزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد وممثل عن المفوضية الأوروبية.
وشقت المساعدات الغذائية، الممولة في الغالب من دولة الإمارات وجمعتها منظمة وورلد سنترال كيتشن الخيرية، طريقها ببطء عبر البحر الأبيض المتوسط يوم الأربعاء على بارجة تقطرها سفينة أوبن أرمز، وهي سفينة إنقاذ تابعة لمنظمة بروأكتيفا أوبن أرمز الإسبانية الخيرية.
* ثقة في إمكانية توزيع المساعدات
لم يتضح بعد توقيت وصول المساعدات إلى غزة. ولدى منظمة وورلد سنترال كيتشن المتواجدة على الأرض منذ أشهر عمال يكافحون لبناء رصيف قوي من الأنقاض والتراب على ساحل غزة للسماح للسفينة بالاقتراب.
وقالت ليندا روث، كبيرة مسؤولي التواصل في وورلد سنترال كيتشن "نحن واثقون من أنه عندما تصل المساعدات إلى غزة، ستكون هناك طريقة لتفريغها وإيصالها إلى سكان غزة الذين يتضورون جوعا ويحتاجون إلى هذه المساعدات الغذائية".
وتحدثت روث من أحد المستودعات على مشارف لارنكا بقبرص حيث كان عمال الإغاثة يعبئون الأطعمة المعلبة.
وأوضحت روث أن الهدف هو إنشاء "طريق بحري سريع"، في حين قال كومبوس، الذي تحدث في نيقوسيا، إن الشحنة التالية ستكون أكبر.
وأضاف كومبوس "ستكون سفينة كبيرة بحمولة أعلى".
وتقول قبرص إن الشحنات المتجهة إلى غزة يمكن أن تخضع لتفتيش أمني في الجزيرة من فرق تشمل إسرائيل، مما يلغي الحاجة إلى فحصها في نقاط التفريغ للقضاء على العوائق المحتملة في تسليم المساعدات.
وتضغط الولايات المتحدة على إسرائيل، التي اجتاحت غزة وأحكمت عليها حصارا شديدا بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول، للسماح بوصول قدر أكبر من المساعدات إلى القطاع عبر الطرق البرية.
وتنفي إسرائيل فرض قيود على المساعدات الإنسانية وتقول إن سوء إدارة الأمم المتحدة لعملية التوزيع هو سبب النقص.
وبدأت الولايات المتحدة إنزال المساعدات جوا على غزة، لكن منظمات إغاثة قالت إن الإنزال الجوي أكثر تكلفة وأقل قدرة مقارنة بالطرق البرية.
(إعداد عبد الحميد مكاوي للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)