"الاحتياطي الفيدرالي ليس فيدراليًا، ولا يملك احتياطيات، إنه مؤسسة خاصة تدير اقتصادنا من أجل مصلحة قلة "
رون بول
يُعدُّ نظام الاحتياطي الفيدرالي أحد أهم المؤسسات المالية في الولايات المتحدة، وعلى وجه المعمورة حيث تأسس في عام 1913 بموجب قانون الاحتياطي الفيدرالي الذي وقعه الرئيس وودرو ويلسون.
جاء إنشاء هذا النظام كاستجابة للتقلبات الاقتصادية الحادة والأزمات المصرفية المتكررة التي واجهتها الولايات المتحدة في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين.
كان الهدف الأساسي لتأسيس الاحتياطي الفيدرالي هو تحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي، وتنظيم العرض النقدي، وتوفير الإشراف على البنوك التجارية.
على الرغم من الدور المحوري الذي يلعبه الفيدرالي، فقد أثار تأسيسه وما زال يثير جدلًا كبيرًا بين الاقتصاديين والسياسيين، خاصة فيما يتعلق باستقلاليته وطريقة تأثيره على الاقتصاد الأمريكي والعالمي، وهذا لأن التاريخ أثبت لعدة مرات أن كل أزمة حاول الفيدرالي حلها تنتهي بأزمة أكبر تلوح بالأفق تصب لصالح فئة قليلة جداً لا نعلم عنها شيء.
آخر الأخبار وأثرها على السعر
خفض الاحتياطي الفيدرالي معدلات الفائدة بنحو ربع نقطة، وهذا ما جعل فئة كبيرة تتوقع أن الذهب سيرتفع إلا أني أكدت في مقال سابق لي وفي عدة تغريدات على X ، أنه لا يهم حقيقة الخفض وذلك لكونه متوقع ، وإنما ما يهم هو نظرة جيروم باول للسوق الأميركي.
أثار حديث جيروم بأول في خطابه مساء يوم الأربعاء الكثير من الحيرة حول وضع السوق فقد بدا له أن الاقتصاد أفضل مما توقعه أي أحد ينظر إليه كمحلل اقتصادي باحثاً عن فرص ، وهذا ما دفع مؤشر الدولار الأميركي لأن يناطح مستوى 108 والذي لم يزره منذ أشهر ، مع تراجع تقدم الذهب.
عادة يمتاز الشهر الأخير من السنة بهدوء طبيعي لكون الأغلبية تميل إلى تأجيل قراراتها الاستثمارية و التداولية إلى انتهاء العطلة ولكن حديث جيروم باول قرر إلغاء عطلتهم الجميلة وأجبرهم العودة إلى السوق لاتخاذ قرارات سريعة ، وهذا ما برر تدفق الكثير في حجوم التداول على كل من الذهب ، الفضة ، البيتكوين.
أبرز ما قاله جيروم باول
إذا اتجه التضخم نحو 2% سنخفف حينها من شدة السياسة النقدية و إلا قد نتبع أسلوب مختلف حينها.
نقترب من معدلات الفائدة الحيادي، والجيد.
سوق العمل لا يشكل ضغطاً على التضخم وهو أكبر من المتوقع.
لا يحق للفيدرالي امتلاك البيتكوين وهذا يحتاج إلى قرار من الكونجرس.
الخلاصة:
بعد أن حللت فئة كبيرة من المخضرمين اقتصادياً أن السوق الأميركي يعكس حالة من السوء في المستقبل ، وأن فئة أكبر من البنوك الكبرى توقعت وجود ركود في المستقبل ، فاجئهم الفيدرالي بسياسات عالجت الوضع على المدى القريب كأقل تقدير
هذا التضارب الواضح ما بين ما يراه الفيدرالي في السوق وبين ما يراه البقية تعكس حالة واحدة لا شك فيها وهي أن الفيدرالي عالج على الأقل خلال الأشهر القادمة المشكلة التي كانت تخيف الجميع ولكن علاجاً مؤقت وليس دائم وعلى رأيي الشخصي هذا ما يؤول إلى مستقبل مخيف جداً مهما بدى أن الوضع مشرق على المدى القريب.
المنعكس على السعر
بهذه الحالة من إيمان الفيدرالي أن الأمور وردية و الحياة زمردية سنرى ارتفاع لمؤشر الدولار وانحسار تداولات الذهب ، مع تراجع أكبر في قطاع العملات المشفرة حتى يبت دونالد ترامب قراراً يأخذه الكونجرس على محمل الجد.
التحليل الاقتصادي
مع استقرار التضخم عند 2.4 ، و استقرار النمو الاقتصادي عند 3.08 ، فإن الاقتصاد يحقق نموا حقيقياً بمقدار 0.68 وهي نسبة تعد جيدة جدا ً للدولار على المدى القريب.
التحليل الفني للسعر
"لا قيمة لرجل الاقتصاد دون الاحصائيات"
الطبيب صالح
1- تركزت مستويات فوليوم كبيرة عند 2530 وهي دليل على وجود أوامر شراء عند هذه الأسعار.
2- تركزت مستويات فوليوم كبيرة عند 2615 وهي دليل على وجود أوامر جني أرباح كبيرة عند هذه المستويات.
3- السعر ضمن الموجة الرابعة التصحيحية.
الخلاصة:
من المتوقع استمرار التصحيح حتى 2500 ، مع بلوغ الدولار إلى 112 ، خلال الأسابيع القادمة ليتشكل بعدها قاع سعري مثالي جداً للشراء ويحوي عزم كبير جداً لاستهداف مستويات 3200 - 3000.
شرط اختيار 2500 هو الإغلاق أسفل 2600 لشمعة يوم.
رأي المستشار المالي
في الختام عزيزي وصديقي المستثمر إن التعامل مع الذهب أشبه بالتعامل مع أحجية تزداد تعقيداً بازدياد الأهداف الذي تريدها من تداولك الذهب ، وتزداد بساطة من بساطة الأهداف التي تريدها من تداول الذهب ، وعلى هذا أقول لك إن اعتبار الذهب مصدراً للتحوط بلا شك هو الأمثل لكن لا يمكن أبداً الجزم على أنه مصدر الاستثمار الأمثل خصوصاً أن صعوده لا يعني أبداً الربح وإنما انعكاس لما هو حقيقي بالدولار.
المستشار عمر جاسم آل صياح
الكثير ينتظرك في التويتر الخاص بي.. ، تابعني الآن
X: @omarsyyah