احصل على بيانات بريميوم: خصم يصل إلى 50% على InvestingProاحصل على الخصم

المعارضة التركية تهزم أردوغان في انتخابات محلية محتدمة

تم النشر 31/03/2024, 05:04
© Reuters. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتحدث إلى مؤيديه خلال حشد قبل الانتخابات المحلية التركية في إسطنبول يوم الجمعة. تصوير: أوميت بكطاش - رويترز.
USD/TRY
-
USD/ILS
-

من جان سيزر وبورجو كاراكاس

إسطنبول (رويترز) - عاقب الناخبون الأتراك الرئيس رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية يوم الأحد في انتخابات محلية على مستوى البلاد أكدت على أن المعارضة لا تزال تمثل قوة سياسية وعززت مكانة رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو باعتباره أهم منافس للرئيس في المستقبل.

وأعلن إمام أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، فوزه في انتخابات رئاسة البلدية في أكبر مدن تركيا، وأوضح أنه يتقدم بفارق تجاوز مليون صوت بعد إحصاء 96 بالمئة من بطاقات الاقتراع.

وتمثل هذه النتيجة أسوأ هزيمة لأردوغان وحزب العدالة والتنمية بعد أكثر من عقدين في السلطة، وقد تكون مؤشرا على تغير في المشهد السياسي المنقسم في البلاد. وفي كلمة ألقاها بعد منتصف الليل، وصف أردوغان نتيجة الانتخابات بأنها "نقطة تحول".

وقال إمام أوغلو في كلمة لأنصاره في وقت متأخر من يوم الأحد "من لا يفهمون رسالة الشعب سيخسرون في نهاية المطاف"، وهتف بعض أنصاره مطالبين أردوغان بالاستقالة.

كما فاز مرشح حزب الشعب الجمهوري بالانتخابات البلدية في أنقرة، إلى جانب فوز الحزب بتسعة مقاعد أخرى لرؤساء البلديات في مدن كبرى على مستوى البلاد.

وقال محللون إن أداء أردوغان وحزب العدالة والتنمية، اللذين يحكمان تركيا منذ أكثر من عقدين، كان أسوأ مما توقعته استطلاعات الرأي بسبب ارتفاع معدل التضخم وسخط الناخبين الإسلاميين، إلى جانب القبول الذي يحظى به إمام أوغلو في إسطنبول.

وقال إمام أوغلو (53 عاما)، وهو رجل أعمال سابق دخل مجال العمل السياسي في 2008 ويعتبره محللون الآن منافسا رئاسيا محتملا "التأييد والثقة التي يضعها مواطنونا فينا ظهرت بالفعل".

وفي العاصمة أنقرة، تجمع الآلاف ليلا وهم يلوحون بأعلام حزب الشعب الجمهوري انتظارا لخطاب سيلقيه رئيس البلدية منصور ياواش، الذي تغلب على منافسه من حزب العدالة والتنمية في ضربة أخرى لأردوغان.

ونظم أردوغان حملة انتخابية قوية قبل الانتخابات البلدية، التي وصفها محللون بأنها مقياس لحجم الدعم الذي يحظى به الرئيس إلى جانب قدرة المعارضة على الاستمرار. وقد يشير الأداء المخيب للآمال للرئيس إلى تغير في المشهد السياسي المنقسم في البلد صاحب الاقتصاد الناشئ الكبير.

وبعد ساعات من انتهاء التصويت، توجه الرئيس إلى أنقرة قادما من إسطنبول لإلقاء كلمة للشعب.

وتوقعت استطلاعات رأي تقارب السباق الانتخابي في إسطنبول وخسائر محتملة لحزب الشعب الجمهوري في أنحاء البلاد.

لكن وكالة الأناضول التي تديرها الدولة نشرت نتائج رسمية بعد فرز بعض صناديق الاقتراع أظهرت خسارة حزب العدالة والتنمية وحليفه الرئيسي منصب رئيس البلدية في 10 مدن كبيرة منها بورصة وبالق أسير في الشمال الغربي للبلاد.

وأظهرت النتائج تقدم حزب الشعب الجمهوري على مستوى البلاد بنحو واحد بالمئة من الأصوات، وهي المرة الأولى التي يحقق فيها ذلك منذ 35 عاما.

وقال ميرت أرسلانالب، أستاذ العلوم السياسية المساعد في جامعة بوجازيجي بإسطنبول، إن هذه "أشد هزيمة انتخابية" لأردوغان منذ وصوله إلى السلطة في 2002.

وأضاف "أظهر إمام أوغلو قدرته على تجاوز الانقسامات الاجتماعية والسياسية المتأصلة التي تميز المعارضة التركية حتى بدون دعمهم المؤسسي".

وذكر "هذا يجعل (إمام أوغلو) المنافس الأكثر قدرة على المنافسة السياسية لنظام أردوغان على المستوى الوطني".

* بزوغ نجم إمام أوغلو

وجه إمام أوغلو لأردوغان أكبر ضربة انتخابية منذ عقدين في السلطة بفوزه في انتخابات 2019 لينهي بذلك حكم حزب العدالة والتنمية وأسلافه الإسلاميين الذي دام 25 عاما في المدينة. وتولى أردوغان منصب رئيس بلدية إسطنبول في التسعينيات.

وفي العام الماضي، تمكن الرئيس من الفوز بفترة جديدة وبأغلبية برلمانية مع حلفائه القوميين رغم أزمة غلاء المعيشة المستمرة منذ سنوات.

وقال محللون إن سبب عزوف الناخبين عن تأييد حزب العدالة والتنمية هذه المرة يعود إلى الضغوط الاقتصادية الناجمة عن ارتفاع معدل التضخم الذي وصل إلى ما يقرب من 70 بالمئة وتباطؤ النمو بسبب سياسة التشديد النقدي.

وقال هاكان أكباس، وهو مستشار كبير في مجموعة أولبرايت ستونبريدج "كان الاقتصاد هو العامل الحاسم... لقد طالب الشعب التركي بالتغيير، وأصبح إمام أوغلو الآن الغريم الأساسي للرئيس أردوغان".

وقالت مجموعات مؤيدة لإمام أوغلو أمام مبنى بلدية إسطنبول إنهم يريدون رؤيته يخوض الانتخابات الرئاسية أمام أردوغان في المستقبل.

وقالت إسراء، وهي ربة منزل "نحن سعداء للغاية. أحبه كثيرا. ونود أن نراه رئيسا".

وأدى تزايد الدعم الشعبي لحزب الرفاه الجديد الإسلامي، الذي اتخذ موقفا أكثر تشددا من موقف أردوغان ضد إسرائيل بسبب الصراع في غزة، إلى إضعاف الدعم الموجه لحزب العدالة والتنمية. وانتزع الحزب الفوز في مدينة شانلي أورفا من أحد المرشحين الحاليين لحزب العدالة والتنمية في جنوب شرق البلاد.

وأعيد انتخاب إمام أوغلو على الرغم من انهيار تحالف المعارضة الذي فشل في الإطاحة بأردوغان العام الماضي.

وكان للناخبين من الحزب الرئيسي المؤيد للأكراد دور حاسم في نجاح إمام أوغلو في عام 2019. وقدم حزبهم، حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، هذه المرة مرشحه الخاص في إسطنبول. لكن النتائج أشارت إلى أن العديد من الأكراد وضعوا الولاء للحزب جانبا وصوتوا لصالح إمام أوغلو مرة أخرى.

وفي جنوب شرق البلاد الذي تسكنه أغلبية كردية، أكد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب قوته وفاز بالانتخابات في عشر بلديات. وفي أعقاب الانتخابات السابقة، استبدلت الدولة رؤساء البلديات المؤيدين للأكراد بأمناء معينين بسبب صلاتهم المزعومة بمسلحين.

© Reuters. أنصار رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو يحتفلون بفوزه في الانتخابات المحلية التي أجريت يوم الأحد وفقا للنتائج المبكرة . تصوير: ديلارا شينكايا - رويترز

واندلعت أعمال عنف في وقت سابق من يوم الأحد، واشتبكت مجموعات مع بعضها في جنوب شرق البلاد ببنادق وعصي وحجارة مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 11. وقالت وكالة أنباء الأناضول إن مرشحا قُتل وأصيب أربعة في اشتباكات.

وأفادت وكالة ديميرورين للأنباء بأن شخصا قُتل بالرصاص وأصيب آخرون خلال الليل قبل الانتخابات في بورصة.

(إعداد سامح الخطيب ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير محمود رضا مراد وعلي خفاجي ومحمد محمدين ومروة سلام)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.