🔥 اختيارات الأسهم المتفوقة المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro الآن بخصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

الفلسطينيون في غزة يواجهون الموت في اندفاع يائس للحصول على المساعدات

تم النشر 02/04/2024, 17:01
محدث 02/04/2024, 17:06
© Reuters. مساعدات إنسانية تسقط باتجاه قطاع غزة بعد إسقاطها من طائرة كما شوهدت من إسرائيل يوم الثلاثاء. تصوير: هانا مكاي - رويترز
USD/ILS
-

من نضال المغربي

القاهرة (رويترز) - كاد عمر ديب أن يُصاب بنيران دبابة إسرائيلية في أثناء بحثه عن الطعام في غزة، وفي مرة أخرى رأى أناسا يُقتلون من حوله عندما خرج لإطعام أسرته في القطاع المحاصر.

لكنه، مثل العديدين من سكان غزة الذين يمكن أن يواجهوا المجاعة قريبا، ليس أمامه خيار سوى خوض ما يسميه "مهمات الموت"، ويخاطر بحياته لإعالة أبنائه الستة الذين يعيشون في مدرسة تحولت إلى ملجأ.

وقال ديب (37 عاما) الذي يعيش في مدينة غزة لرويترز عبر الهاتف "إذا بروح بناكل وإذا ما بروح ما بناكل".

وأضحى الوصول إلى المساعدات صراع حياة أو موت في غزة خلال الهجوم البري والجوي الإسرائيلي المستمر منذ ستة أشهر والذي تقول سلطات الصحة في القطاع إنه أسفر عن مقتل أكثر من 32 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 75 ألفا.

وشنت إسرائيل الهجوم ردا على هجوم مباغت لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على جنوب إسرائيل يوم السابع من أكتوبر تشرين الأول تقول إحصاءات إسرائيلية إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة في غزة.

وحذرت الأمم المتحدة من أن مجاعة تلوح في الأفق وقالت إن هناك عقبات تحول دون وصول المساعدات وتوزيعها في أنحاء غزة. وتقول الولايات المتحدة أيضا إن المجاعة وشيكة.

ولم تلتئم بعد الجراح الذي أصيب بها ديب عندما أصابه حطام متناثر من مبنى تم تفجيره بينما كان يحاول الحصول على الطحين (الدقيق) من شاحنات المساعدات التي تدخل شمال غزة.

وكاد ديب أن يفقد حياته مرتين أخريين، الأولى في 29 فبراير شباط عندما قالت وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 100 شخص قُتلوا بنيران إسرائيلية بينما كانوا يحاولون الحصول على المساعدات.

وقالت إسرائيل إن الوفيات حدثت عندما دهست شاحنات محملة بالمساعدات أشخاصا.

وقال ديب إن إسرائيل فتحت النار على نقطة إنزال مساعدات عند دوار الكويت في غزة في 23 مارس آذار، حيث قُتل عدة أشخاص آخرين حوله، معظمهم من أعضاء اللجان الشعبية التي تتولى تأمين قوافل المساعدات.

* يأس وجوع

قال عمر ديب، الذي قُتل ابنه البالغ من العمر خمس سنوات في غارة إسرائيلية على منزله في ديسمبر كانون الأول، "كل مرة بتكون وكأنها آخر مرة، بأودع مرتي (زوجتي) وأولادي، وبطلب من زوجتي تسامحني إذا قصرت، وأولادي كمان".

ولم يكن لدى الجيش الإسرائيلي حين طلبته رويترز تعليقا فوريا على المزاعم الفلسطينية بأنه يُعَرض طالبي المساعدات للخطر. وفي 23 مارس آذار، قال الجيش الإسرائيلي إنه وفقا للنتائج الأولية التي توصل إليها، فإن قواته لم تطلق النار على الأشخاص في قافلة المساعدات في واقعة دوار الكويت.

ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنهم زادوا من وصول المساعدات إلى غزة وإنهم غير مسؤولين عن التأخير، وإن تسليم المساعدات داخل غزة مسؤولية الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية. كما اتهمت إسرائيل حماس بسرقة المساعدات، وهو ما تنفيه حماس.

وفي لمحة من الفوضى في غزة، قالت منظمة ورلد سنترال كيتشن إن مواطنين من أستراليا وبريطانيا وبولندا كانوا من بين سبعة أشخاص يعملون لصالح المنظمة، التي أسسها الطاهي الإسباني الشهير خوسيه أندريس، قتلوا في غارة جوية إسرائيلية في وسط غزة يوم الاثنين.

وقال ديب "آخر مرة أكلت فيها لحمة كانت فراخ (دجاج) وكانت قبل الحرب بأسبوع".

ويتوجه آلاف، مثل ديب، وهم في حالة يأس وجوع، لنقاط توزيع المساعدات بعد حلول الليل للحصول على بعض الدقيق (الطحين) أو المواد الغذائية المعلبة.

ويعلم هؤلاء بوصول المساعدات من سائقي الشاحنات التي تقلها والذين يتصلون هاتفيا بأقاربهم الذين بدورهم ينشرون الخبر.

وأضاف "لما شاحنات المساعدات بتوصل دير البلح وسط قطاع غزة جاري بتيجيه مكالمة من قرايبه وعلى طول بنتوجه للمكان بغض النظر أي ساعة بتكون".

وعندما يتدافع ديب وآخرون للحصول على المساعدات في أماكن التسليم، يقوم آخرون مثل أبو محمود العضو باللجان الشعبية، بفتح طريق باستخدام العصي في محاولة للحفاظ على النظام. ويحمل بعض الأعضاء الآخرين، ومعظمهم من حماس، أسلحة.

* هجمات وحشود ولصوص

مع توعد القوات الإسرائيلية بالقضاء على حماس، صار من الخطير للغاية على أي شخص تربطه صلات بحماس أن يظهر في العلن لحماية عملية إيصال المساعدات إلى المدنيين، لذا فإن اللجان الشعبية تؤدي تلك المهمة.

وفي غزة عدة عشائر عائلية تقليدية يُعتقد على نطاق واسع أن بعضها مدجج بالسلاح.

ونجا أبو محمود، وهو موظف حكومي سابق كانت حماس قد عيّنته، من الموت في كلا الموقعين اللذين ذكرهما ديب. وذكر أبو محمود لرويترز أنه فقد ثلاثة من أصدقائه في إحدى هاتين الواقعتين.

وقال أبو محمود، هو أب لخمسة أبناء، إن هؤلاء الرجال يعتبرون أن مهمتهم الخطرة لا تقل أهمية عن قتال إسرائيل.

وأضاف الرجل، الذي رفض إعطاء اسمه كاملا خشية انتقام إسرائيل منه، "هي مهمة ممكن تكون آخرها الشهادة (الاستشهاد)".

وذكرت مصادر باللجان الشعبية أن عدد أعضائها القتلى خلال الشهر المنصرم بلغ نحو 70 قتيلا. وبحسب مصادر في العشائر واللجان الشعبية، أسفرت هجمات إسرائيلية في مواقع مختلفة لإنزال المساعدات عن مقتل هؤلاء السبعين.

وقال أبو محمود إن العقبة الرئيسية أمام إدخال المساعدات إلى شمال القطاع هي الهجمات الإسرائيلية التي تتسبب في مقتل أو إصابة عدة أشخاص منهم يوميا.

© Reuters. مساعدات إنسانية تسقط باتجاه قطاع غزة بعد إسقاطها من طائرة كما شوهدت من إسرائيل يوم الثلاثاء. تصوير: هانا مكاي - رويترز

وهناك مشكلة أخرى تتمثل في الحشود الضخمة التي تندفع للحصول على المساعدات. ويقول سكان وأعضاء باللجان الشعبية إنه في بعض الأحيان يكون هناك لصوص جشعون وليس سكان جائعون من أهل غزة.

وذكر أبو محمود "مهمتنا خطيرة جدا ما بنقدر نطخ على الناس ولا أساسا بدنا نعمل هيك، مشان كدة الطخ بيكون في الهوا لتفريق اللصوص".

(إعداد أميرة زهران وشيرين عبد العزيز ومحمد أيسم للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.