من آري رابينوفيتش ونضال المغربي
القدس/القاهرة (رويترز) - قالت إسرائيل يوم الأحد إنها سحبت مزيدا من الجنود من جنوب قطاع غزة مبقيا كتيبة واحدة فقط هناك، في حين أرسلت هي وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وفدين إلى مصر للمشاركة في جولة محادثات جديدة للتوصل إلى هدنة محتملة للصراع المستمر منذ ستة أشهر.
وبدأت إسرائيل تقليص قواتها في غزة منذ بداية العام للتخفيف عن جنود الاحتياط فيما تخضع لضغوط أمريكية متزايدة لتحسين الوضع الإنساني، وخصوصا بعد واقعة مقتل سبعة من موظفي الإغاثة الأسبوع الماضي.
ولم يقدم المتحدث باسم الجيش تفاصيل عن أسباب سحب الجنود أو عددهم. لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت قال إن القوات ستستعد لعمليات مستقبلية في غزة.
وقالت إسرائيل وحماس إنهما سترسلان وفدين إلى مصر.
وتريد حماس أن ينص أي اتفاق على إنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية. وتقول إسرائيل إنها ستقضي على حماس بعد أي هدنة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه لن يكون هناك اتفاق دون إطلاق سراح الرهائن وإن إسرائيل لن تذعن للضغوط الدولية.
وتقول حماس إن الاتفاق يجب أن يضمن حرية حركة السكان في أنحاء قطاع غزة.
وتقول إحصاءات إسرائيل إن هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول أدى إلى احتجاز أكثر من 250 رهينة ومقتل نحو 1200 شخص. وتقول وزارة الصحة في غزة إن الهجوم الإسرائيلي أودى بحياة ما يربو على 33175 فلسطينيا.
وقال جالانت إن إسرائيل ستواصل الحرب لحين إنهاء سيطرة حماس على قطاع غزة وضمان أن الحركة لم تعد تمثل تهديدا على إسرائيل.
وأضاف خلال اجتماع مع مسؤولين عسكريين، نقلا عن بيان صادر عن مكتبه، "القوات تغادر وتستعد لمهامها المقبلة، وقد رأينا أمثلة على مثل هذه المهام في عملية (مستشفى) الشفاء، وكذلك مهمتها المقبلة في منطقة رفح".
* آمال الفلسطينيين
تقول إسرائيل إن التوغل في منطقة رفح القريبة من الحدود مع مصر ضروري للقضاء على حماس لكن بعض القوى الأجنبية عبرت عن قلقها، وقالت إن الهجوم قد يؤدي إلى خسائر كبيرة للغاية في صفوف المدنيين مع وجود أكثر من مليون شخص هناك.
وتشير إسرائيل إلى أنها ستجلي المدنيين قبل التوغل.
وقال سكان فلسطينيون في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، التي تعرضت لقصف إسرائيلي على مدار الشهور الماضية، إنهم رأوا القوات الإسرائيلية تغادر وسط المدينة وتتراجع إلى المناطق الشرقية.
وقال مسعفون إنهم عثروا على 12 جثة على الأقل لفلسطينيين سقطوا في المنطقة. وبدأ بعض سكان خان يونس، الذين يحتمون في رفح، العودة إلى أحيائهم بعد مغادرة القوات الإسرائيلية.
وقال عماد جودت (55 عاما)، الذي يعيش مع أسرته المؤلفة من ثمانية أفراد في خيمة برفح، "يبدو أخيرا يمكن يكون عيدا سعيدا".
وأضاف في رسالة لرويترز عبر أحد تطبيقات التراسل "الاحتلال سحب قوات من مناطق في خان يونس، والأمريكان ضاغطين بعد ما تم قتل أجانب، ومصر تستضيف جولة كبيرة بتضم الأمريكان وحماس وإسرائيل وقطر، هالمرة إحنا متأملين".
وتتعرض إسرائيل لضغوط متزايدة من الولايات المتحدة إذ طالب الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل بتحسين الظروف الإنسانية في غزة والعمل على وقف إطلاق النار، قائلا إن الدعم الأمريكي يمكن أن يعتمد على ذلك.
وكانت تلك هي المرة الأولى التي يسعى فيها بايدن، وهو مؤيد قوي لإسرائيل، إلى استغلال المساعدات الأمريكية كوسيلة للتأثير على السلوك العسكري الإسرائيلي. ومعلوم أن الولايات المتحدة مورد أسلحة رئيسي للجيش الإسرائيلي.
كما حث بايدن زعيمي مصر وقطر على الضغط على حماس من أجل الموافقة على اتفاق يفضي إلى وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، وذلك قبل جولة جديدة من المحادثات في القاهرة.
وإسرائيل أيضا في حالة تأهب تحسبا لهجوم محتمل من إيران بعد مقتل قادة عسكريين إيرانيين في الأول من أبريل نيسان.
(إعداد أميرة زهران ومحمد علي فرج ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين وعلي خفاجي)