تل أبيب (رويترز) - خلال الأشهر الستة التي تلت نجاتها من هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر تشرين الأول، كرست زيف عبود كل وقتها للمطالبة بإطلاق سراح صديقها المحتجز حاليا في غزة.
ونجت عبود من الهجوم بعد أن اختبأت تحت كومة من الجثث في حفل موسيقي كان مقاما في الهواء الطلق وتحول إلى ساحة قتل في جنوب إسرائيل.
وكانت عبود (26 عاما) وصديقها إيليا كوهين من بين الحاضرين في حفل نوفا الذي هاجمه مسلحو حماس. ولا يزال كوهين محتجزا ضمن أكثر من 130 شخصا في القطاع الفلسطيني. وأدى هجوم حماس إلى اندلاع حرب مدمرة في غزة.
وقالت عبود بإحدى ساحات تل أبيب التي أصبحت مكانا للاحتجاج لعائلات الرهائن ومناصريهم "نحن بحاجة إلى مزيد من الجهد، نحتاج في الواقع إلى بذل جهد أكبر من أجل إطلاق سراحهم، لأن ما نفعله ليس كافيا على ما يبدو".
وأضافت "كنت أتوقع أن يعودوا إلى ديارهم الآن أحياء، لأن عودة الرهائن في نعوش ليست صورة للنصر".
ويطالب كثير من عائلات الرهائن الحكومة الإسرائيلية ببذل ما يلزم من جهد لإطلاق سراح ذويهم من غزة، ويحاولون زيادة الضغط من خلال تصعيد الاحتجاجات في الشوارع. كما طلبوا من حلفاء إسرائيل بذل المزيد من الجهود لمساعدتهم في قضيتهم.
وتستضيف مصر يوم الأحد جولة جديدة من المفاوضات بهدف التوصل إلى هدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن.
وروت عبود، التي كانت ترتدي قميصا عليه صورة صديقها، كيف نجت من هجوم حماس.
وقالت لرويترز في مقابلة "دفنت نفسي تحت الجثث لست ساعات، وبعد ذلك جاء رجل للبحث عن ابنه. وعندما جاء للبحث عنه بناء على الموقع الذي أرسله إليه ابنه، وجدني وخمسة آخرين".
وتابعت "لو لم يأت، ربما كنت فقدت حياتي أيضا".
وتقول إسرائيل إنها ستواصل هجومها على غزة لحين إطلاق سراح جميع الرهائن والقضاء على التهديد الذي تشكله حماس. وتريد الحركة الفلسطينية أن ينص أي اتفاق على إنهاء القتال وانسحاب القوات الإسرائيلية.
وقالت عبود "لقد شهدت بنفسي أهوالا. أنا في حداد على ابن أخي وعلى عائلتي، ومع كل هذا لا يزال يتعين علي أن أستيقظ كل صباح وأفكر في نفسي، ما الذي يتعين علي فعله اليوم لإطلاق سراح صديقي من غزة؟".
(إعداد محمد عطية للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)