خصم 50%! استثمر بذكاء في 2025 مع InvestingProاحصل على الخصم

نظرة فاحصة-السودان.. من الداعمون لطرفي الصراع؟

تم النشر 12/04/2024, 14:07
محدث 12/04/2024, 14:12
© Reuters.  قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان يؤدي التحية العسكرية بعد هبوطه في مطار بورتسودان العسكري في مدينة بورتسودان يوم 27 أغ
XAU/USD
-
GC
-
LCO
-
EGX30
-

من إيدن لويس

القاهرة (رويترز) - مع اندلاع صراع مدمر في السودان العام الماضي، سعى الخصمان المتحاربان في البلاد للحصول على الدعم من الخارج في محاولة من كل طرف لحسم الصراع لصالحه.

ويهدد هذا الدعم بتوسيع وإطالة الصراع على السلطة بين قوات الجيش بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي.

ويتبدى تأثير اللاعبين الخارجيين على مجريات الأحداث بالسودان منذ الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير خلال انتفاضة شعبية قبل خمس سنوات.

*من يدعم البرهان؟

أهم داعم للبرهان هي مصر التي تشترك في حدود مع السودان، عبرها أكثر من 500 ألف شخص منذ بدء القتال.

وفي كلا البلدين، لعب الجيش دورا مهيمنا في العقود التي تلت الاستقلال وتدخل في أعقاب الانتفاضات الشعبية. ففي مصر قاد قائد الجيش السابق، الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، الإطاحة بالرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي قبل عقد من الزمن. وفي السودان قاد البرهان انقلابا عسكريا في عام 2021.

ومنذ اندلعت الحرب، استقبلت مصر البرهان وممثليه في زيارات وأطلقت عملية سلام شملت جيران السودان وجرت بالتوازي مع جهود الوساطة التي قادتها الولايات المتحدة والسعودية والهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيجاد).

وانضمت مصر إلى دعوات لوقف فعلي لإطلاق النار بينما قالت إنها تعتبر الصراع شأنا داخليا للسودان.

ومن الدول الأخرى المجاورة لمناطق في السودان يسيطر عليها الجيش والتي سعى البرهان إلى كسب دعمها في الحرب إريتريا، وكانت من بين أول محطاته عندما استأنف رحلاته الخارجية العام الماضي.

وتقول المصادر إنه منذ أواخر 2023 يعتمد الجيش أيضا على الدعم المادي من إيران، بما في ذلك الطائرات المسيرة إيرانية الصنع التي ساعدته على تحقيق مكاسب كبيرة في أم درمان، وهي واحدة من ثلاث مدن على ضفاف نهر النيل تتألف منها العاصمة الخرطوم.

وقال وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق، وهو حليف للجيش وزار إيران هذا العام مع استعادة العلاقات الدبلوماسية التي قُطعت في 2016، لرويترز "لم يحصل السودان على أي سلاح من إيران".

ووفقا لعدة تقارير لوسائل إعلام أوكرانية وعالمية، تدخلت قوات خاصة أوكرانية إلى جانب الجيش لمواجهة دعم مزعوم قدمته مجموعة فاجنر الروسية العسكرية الخاصة لقوات الدعم السريع.

وعقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اجتماعا دون سابق ترتيب مع البرهان في أيرلندا في سبتمبر أيلول الماضي لبحث "الجماعات المسلحة غير الشرعية التي تمولها روسيا".

* من يدعم حميدتي؟

يقول محللون ودبلوماسيون ومصادر سودانية إنه ولعدة سنوات كانت الإمارات أهم حليف لحميدتي.

وتسعى الإمارات بقوة إلى دحر نفوذ الإسلاميين في المنطقة، إذ تدخلت في صراعات في دول منها ليبيا واليمن. وقدم حميدتي نفسه على أنه حصن في مواجهة الفصائل ذات التوجهات والميول الإسلامية التي رسخت أقدامها في الجيش والمؤسسات الأخرى في عهد البشير.

ويقول خبراء الأمم المتحدة إن التقارير التي تفيد بأن الإمارات أرسلت أسلحة إلى قوات الدعم السريع عبر شرق تشاد هي تقارير "ذات مصداقية" وإن مصادر في تشاد ودارفور أفادت بأن طائرات شحن كانت تنقل الأسلحة والذخيرة عدة مرات أسبوعيا.

ونفت الإمارات تقديم أي من هذه الشحنات وقالت إن دورها في السودان يركز على الدعم الإنساني والدعوات إلى وقف التصعيد.

وقال أندرياس كريج الأستاذ المساعد في كينجز كوليدج بلندن إن الإمارات وفرت لحميدتي، الذي شكل ثروة من تجارة الذهب، منصة لنقل وتوجيه موارده المالية وكذلك الدعم فيما يتعلق بالعلاقات العامة لقوات الدعم السريع.

وفي تقرير نشر في يناير كانون الثاني، قال خبراء الأمم المتحدة إن قوات الدعم السريع، التي عززت تحالفاتها القبلية الممتدة عبر الحدود الغربية للسودان، جلبت السلاح من ليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى والوقود من جنوب السودان.

وقبل اندلاع الحرب، عزز حميدتي أيضا علاقاته مع روسيا. وقال دبلوماسيون غربيون في الخرطوم في عام 2022 إن مجموعة فاجنر الروسية متورطة في تعدين الذهب بشكل غير مشروع في السودان، وكانت تنشر معلومات مضللة. وقال حميدتي إنه نصح السودان بقطع العلاقات مع فاجنر بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليها. وذكرت فاجنر العام الماضي أنها لم تعد تعمل في السودان.

* ما هي القوى الأخرى التي لها تأثير؟

ترتبط السعودية بعلاقات وثيقة مع البرهان وحميدتي، وكلاهما أرسل قوات إلى التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.

وقالت آنا جاكوبس، كبيرة محللي شؤون الخليج بمجموعة الأزمات الدولية، إنه مع زيادة طموحاتها الدبلوماسية في شتى أنحاء الشرق الأوسط، عززت الرياض مكانتها في جهود الوساطة في أزمة السودان بينما تتطلع أيضا إلى حماية طموحاتها الاقتصادية في منطقة البحر الأحمر.

وأضافت "تركز السعودية على أمن البحر الأحمر، وهو جزء لا يتجزأ من رؤية 2030 الخاصة بالمملكة والاستثمارات على طول البحر الأحمر مثل (مشروع) نيوم"، في إشارة إلى المدينة العصرية التي يدعمها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وقادت المملكة والولايات المتحدة العام الماضي جهودا غير ناجحة للوصول إلى وقف لإطلاق النار في السودان.

كما تتمتع إثيوبيا وكينيا، القوتان الكبيرتان في شرق أفريقيا، ببعض النفوذ بسبب دورهما البارز في الدبلوماسية الإقليمية والوساطة السابقة في السودان.

واستضاف جنوب السودان محادثات سلام بين الحكومة السودانية وجماعات متمردة في السنوات القليلة الماضية، ويعتبر من بين الدول التي يمكن أن تستضيف محادثات بشأن الأزمة الحالية.

كما عرضت إسرائيل، التي كانت تأمل في المضي قدما في تطبيع العلاقات مع السودان، استضافة المحادثات.

* ما هو موقف الغرب؟

قبل اندلاع الحرب، دعمت القوى الغربية مرحلة انتقالية تمهد لانتخابات بعدما تقاسم الجيش السلطة مع المدنيين عقب الإطاحة بالبشير، وقدمت دعما ماليا مباشرا تم تجميده عندما قام البرهان وحميدتي بانقلاب في عام 2021.

وبعد الانقلاب، ساندت القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة اتفاقا انتقاليا جديدا، لكن هذا الاتفاق ساهم بدلا من ذلك في اندلاع القتال من خلال خلق مواجهة حول الهيكل المستقبلي للجيش.

© Reuters.  قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان يؤدي التحية العسكرية بعد هبوطه في مطار بورتسودان العسكري في مدينة بورتسودان يوم 27 أغسطس آب 2023. تصوير: إبراهيم محمد إسحاق - رويترز

ويقول منتقدون إن الولايات المتحدة كانت متساهلة للغاية مع قادة الجيش.

وقال أليكس دي وال، الخبير في شؤون السودان والمدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمي في جامعة تافتس "كانت استراتيجيتهم هي تحقيق الاستقرار وكان مفهومهم الخاطئ الأساسي هو أنهم سيحصلون على الاستقرار من خلال دعم اللاعبين الأقوياء الحاسمين المتلاحمين الذين تصادف وجودهم في السلطة".

(إعداد أيمن سعد مسلم ومروة سلام وشيرين عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير سها جادو)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.