أنقرة (رويترز) - أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الخميس محادثات مع الزعيم الجديد لحزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي في البلاد، في أول لقاء من نوعه منذ ما يقرب من ثماني سنوات، وذلك بعد شهر من تفوق الحزب المعارض على حزب أردوغان في الانتخابات العامة.
وكانت انتخابات 31 مارس آذار بمثابة أسوأ هزيمة لأردوغان وحزب العدالة والتنمية خلال أكثر من 20 عاما. كما أعادت تنشيط حزب الشعب الجمهوري المعارض تحت قيادة رئيسه الجديد أوزغور أوزيل، وعززت مكانة رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو للمنافسة على الرئاسة في المستقبل.
وتعهد أردوغان بتصحيح أي أخطاء أدت إلى هزيمة حزب العدالة والتنمية، والتي أرجعها محللون إلى إحباط الناخبين من الصعوبات الاقتصادية، ولا سيما ارتفاع التضخم.
ودخل أوزيل مقر حزب العدالة والتنمية في أنقرة بعد الساعة الرابعة مساء (1300 بتوقيت جرينتش). ومن المتوقع أن تركز المحادثات على الجهود المبذولة للاتفاق على دستور جديد والتطورات الاقتصادية والوضع في غزة، بحسب ما ذكرته قناة تي.آر.تي الإخبارية الرسمية.
ويرى محللون أن الانتخابات المحلية أضعفت آمال أردوغان في تمرير دستور جديد قد يمدد فترة حكمه إلى ما بعد عام 2028 عندما تنتهي ولايته الحالية.
ويقود رئيس البرلمان نعمان قورتولموش من حزب العدالة والتنمية المحادثات حول قضية من المرجح أن تهيمن على السياسة الداخلية هذا العام. ورغم استئثار حزب العدالة والتنمية وحلفائه بأغلبية برلمانية، سيحتاج أردوغان إلى دعم أوسع لإجراء استفتاء ناجح على دستور جديد.
واجتماع يوم الخميس هو الأول بين أردوغان وزعيم لحزب الشعب الجمهوري منذ عام 2016، عندما استضاف رئيس الحزب آنذاك كمال كليتشدار أوغلو في القصر الرئاسي بعد محاولة انقلاب عسكري في 15 يوليو تموز من ذلك العام.
وانضم كليتشدار أوغلو في الشهر التالي لذلك اللقاء إلى مسيرة ضخمة نظمها أردوغان في إظهار للوحدة السياسية، لكن العلاقات بينهما ظلت فاترة حتى ترشح كليتشدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية العام الماضي.
وبعد ثلاثة عشر عاما قضاها كليتشدار أوغلو على رأس حزب الشعب الجمهوري، أصبح أوزيل زعيما للحزب في نوفمبر تشرين الثاني الماضي وسط حملة من أجل التغيير في الحزب العلماني الذي عانى بسبب الصراعات الداخلية.
ويركز جدول أعمال أوزيل للمحادثات بحسب مصادر حزبية على المشاكل الاقتصادية، ولا سيما معاشات التقاعد الحكومية ومتوسط الأجور والسياسة الخارجية والتنسيق بين الحكومة المركزية والبلديات.
(إعداد عبد الحميد مكاوي للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)