من توم بيري
بيروت (رويترز) - قال مصدر عسكري سوري يوم الخميس إن الجيش السوري بدأ في الآونة الأخيرة استخدام أنواع جديدة من الأسلحة الجوية والأرضية الواردة من روسيا فيما يمثل تأكيدا للدعم الروسي المتنامي لدمشق الذي شكل مصدر قلق للولايات المتحدة.
وقال المصدر ردا على سؤال بشأن الدعم العسكري الروسي لسوريا "الأسلحة ذات فعالية كبيرة ودقيقة للغاية وتصيب الأهداف بدقة" مضيفا "يمكننا القول إنها أسلحة على أنواعها سواء كانت جوية أو برية."
وأفاد المصدر بأن الجيش السوري تلقى تدريبات على استخدام هذه الأسلحة في الأشهر الماضية وهو اليوم يتولى نشرها رافضا الافصاح عن المزيد من التفاصيل فيما عدا القول بأنها "أنواع جديدة."
وأكدت الحكومة الروسية يوم الخميس أن دعمها العسكري لدمشق يهدف إلى مكافحة الإرهاب والحفاظ على الدولة السورية ومنع وقوع "كارثة شاملة" في المنطقة.
ويشمل الدعم وجودا عسكريا روسيا على الأرض حيث يواجه الرئيس بشار الأسد ضغوطا متزايدة هذا العام من الفصائل المسلحة التي تسعى للإطاحة بنظامه. غير أن التصور الكامل للدعم الروسي ونوايا موسكو لا يزال غير واضح.
وعبرت واشنطن -التي أعلنت رغبتها في تنحي الأسد عن السلطة- عن اعتقادها بأن روسيا تزيد من حجم وجودها العسكري في سوريا بشكل ملحوظ لإذكاء الحرب هناك.
وفي مؤشر محتمل على الوضع الجديد للأسد الذي يتسم بالسيطرة شن الطيران السوري غارات مكثفة على مدينة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية وهي قاعدة مهمة لانطلاق عملياته من سوريا غالبا ما تستهدفها غارات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
ولم يؤكد الجيش السوري وقوع الغارات التي أكدها ناشطون في المدينة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن 18 شخصا على الأقل قتلوا في الغارات التي أصابت عددا من المناطق في المدينة وضواحيها بينها مستشفى للولادة.
وبعد ان واجه الجيش السوري مشكلة في الموارد البشرية فقدت الحكومة السورية سيطرتها هذا العام على مناطق في شمال غرب البلاد وجنوب غربها ووسطها لصالح مجموعات عديدة بينها تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الخميس إنها تبحث في كيفية الرد على اقتراح روسي لإجراء محادثات عسكرية بشأن سوريا ربما ستتناول "خفض احتمالات التصادم" بين الطائرات الحربية الروسية والأمريكية فوق سوريا.
وقال البيت الأبيض يوم الخميس إنه بينما لا يوجد حل عسكري للأزمة في سوريا فإن الإدارة الأمريكية مازالت ترحب بالتعاون من روسيا لمعالجة الاضطرابات بالمنطقة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست في تصريحات إن الولايات المتحدة "لا تزال مستعدة لإجراء مناقشات تكتيكية وعملية" مع روسيا بشأن محاربة الدولة الإسلامية في سوريا.
* غارة الرقة
وقال ناشطون إن القوات الجوية السورية نفذت 12 غارة على الأقل على الرقة التي توصف عادة بأنها عاصمة دولة الخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية على الأراضي التي احتلها في العراق وسوريا.
وبدأت الغارات عند الساعة 11:30 صباحا بالتوقيت المحلي على ثلاث دفعات وأصابت ثمانية أهداف.
وقال ناشط تحدث إلى رويترز عبر الانترنت رافضا الإعلان عن هويته لأسباب أمنية إن الطائرات الحربية السورية قصفت على مقربة من أربعة مكاتب على الاقل تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.
وفرض التنظيم حظر تجول في منطقتين في المدينة.
وذكرت مجموعة ناشطين تطلق على نفسها اسم (الرقة تذبح بصمت) في حسابها على تويتر إن "طيران النظام" شن أكثر من 12 غارة في المدينة وهي قاعدة كبيرة للدولة الإسلامية.
وأضافت أن الغارات أسفرت عن سقوط "عدد من الشهداء والجرحى."
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن القوات السورية بدأت في الآونة الاخيرة استخدام أسلحة جديدة بينها صواريخ جو-أرض موجهة.
وأضاف ان هناك أسلحة حديثة لم يستخدمها النظام من قبل سواء كانت قاذفات صواريخ أو صواريخ جو-أرض.
وفي سياق منفصل يتوقع أن يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -الذي صعدت حكومته الغارات الجوية على أهداف للجيش السوري وجماعة حزب الله اللبنانية في سوريا- موسكو في الأسبوع المقبل لإجراء محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين بشأن زيادة الوجود العسكري الروسي في سوريا.
كانت رويترز قد نشرت في وقت سابق تقديرات أمريكية بأن روسيا قد أرسلت نحو 200 فرد من مشاة البحرية ودبابات ومدفعية وغيرها من المعدات إلى مطار عسكري على مقربة من اللاذقية.
وقال مسؤولون أمريكيون يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة رصدت عددا قليلا من طائرات الهليكوبتر الروسية في أحد المطارات العسكرية السورية.
وأضاف المسؤولون أن روسيا ترسل رحلتي شحن جويتين عسكريتين في اليوم إلى قاعدة جوية في مدينة اللاذقية على الساحل السوري الذي تسيطر عليه الحكومة السورية.