ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية بالتزامن مع انطلاق جلسة تداولاتها اليوم، عقب البيانات التي صدرت عن الاقتصاديات حول العالم والتي قادت موجة من التفاؤل في الأسواق حول مستقبل الاقتصاد العالمي، أدت إلى ارتفاع مؤشرات الأسهم عقب انخفاض الدولار الأمريكي بوصفه أحد الأصول ذات العائد المتدني، أو بوصفه ملاذاً آمنا للمستثمرين.
وقد جاء ارتفاع مؤشرات الأسهم الأمريكية عقب هبوطها إلى أدنى مستوياتها في 10 أشهر، حيث أسهم في هذا الارتفاع قرار البنك المركزي الأسترالي بالإبقاء على أسعار الفائدة الرئيسية دون تغيير عند 4.5% وذلك للشهر الثاني على التوالي، الأمر الذي عزز موجة الثقة في الأسواق، حول مستقبل التعافي والانتعاش سواءاً في الاقتصاد الأسترالي، أو حتى في الاقتصاد العالمي، إذ أن الابقاء على أسعار الفائدة دون تغيير يشكل داعماً لعجلة التعافي والانتعاش في البلاد.
البيانات الصينية شكلت داعماً لمستويات الثقة أيضاً، حيث أعلنت الصين عن طرح عام أولي للبنك الزراعي الصيني بقيمة 22 مليار دولار أمريكي، حيث من المنتظر أن يكون هذا الطرح هو الأكبر من نوعه على الإطلاق، الأمر الذي عزز من مستويات الثقة في الأسواق، وسط انحسار مخاوف أزمة الديون الأوروبية، لنشهد اليوم ارتفاع الأصول ذات العائد المرتفع، وارتفاع الاستثمارات ذات المخاطرة، عقب انتشار موجة الثقة.
وقد صدر عن الاقتصاد الأمريكي اليوم بيانات مؤشر معهد التزويد الغير صناعي للخدمات، حيث شهدنا تراجعاً في وتيرة الأنشطة ضمن القطاع الخدمي، والذي يشكل 70% من الاقتصاد الأمريكي، وبأدنى من التوقعات، إلا أن ذلك لم يؤثر على موجة التفاؤل الكبيرة التي تعم الأسواق في الوقت الراهن.
أسهم بنك غولدمان ساكس ارتفعت بنسبة 2.3% عقب توصيات بشراء السهم صدرت عن بنك جي بي مورغان، وسط ترقب المستثمرين لبدء الشركات في الإعلان عن أرباحها الخاصة بالربع الثاني من العام الجاري 2010، وتشير التوقعات إلى أن الشركات ستواصل الإعلان عن أرباح قوية بأعلى من التوقعات، تماماً كما كان الحال في الربع الأول من العام الجاري.
وقد انخفض مؤشر الدولار والذي يقيس أداء الدولار مقابل ست عملات رئيسية بما فيها اليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني بسبب موجة التفاؤل والتي عمت الأسواق والمتعلقة بأداء الاقتصاد العالمي ومستقبل نموه، ليتداول حاليا عند مستويات 84.24 منذ افتتاح تداولاته عند مستويات 84.53، أما الذهب فقد شهد انخفاضاً على الرسم البياني اليومي خلال الفترة الحالية عقب ابتعاد المستثمرين عنه بوصفه ملاذاً آمناً ليصل إلى 1190.35 دولار أمريكي للأونصة، منذ افتتاح تداولاته عند 1209.20 دولار أمريكي للأونصة، أما النفط فقد ارتفع وسط تحسن إقبال المستثمرين على المخاطرة، ليصل إلى 73.82 دولار أمريكي للبرميل، بالمقارنة مع مستوياته الافتتاحية والتي بلغت 71.50 دولار أمريكي للبرميل.
وكنتيجة لذلك كله فقد ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية لتكون أكثر القطاعات من حيث إضافة النقاط لمؤشر الداو جونز الصناعي هي قطاع التكنولوجيا، قطاع الصناعة، إلى جانب القطاع المالي على التوالي، أما مؤشر ستاندرد آند بورز 500 فقد ارتفع بقيادة أسهم قطاعات الخامات الأساسية، القطاع التكنولوجي، إلى جانب القطاع المالي على التوالي، أما ضمن مؤشر الناسداك المجمع فقد كانت أكثر الأسهم من حيث إضافة النقاط من المؤشر هي أسهم قطاعات النفط والغاز، قطاع الاتصالات، هذا إلى جانب أسهم قطاع التكنولوجيا.
وقد حقق مؤشر الداو جونز الصناعي ارتفاعاً بواقع 152.35 نقطة أي 1.57% ليصل إلى 9838.83 نقطة، أما مؤشر ال S&P 500 فقد ارتفع 18.16 نقطة أي بنسبة 1.78% ليصل إلى 1040.74 نقطة، في حين ارتفع مؤشر الناسداك المجمع بواقع 41.95 نقطة أي 2.01% ليصل إلى 2133.74 نقطة. (البيانات مسجلة في تمام الساعة 10:37 بتوقيت نيويورك).