أنقرة (رويترز) - قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم الأحد إنه سيلتقي برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الأسبوع الجاري لبحث مخاوفهما بشأن الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق.
وحثت تركيا والولايات المتحدة وقوى غربية أخرى إقليم كردستان العراق شبه المستقل على إلغاء الاستفتاء معبرة عن قلقها من أن تصرف التوترات بين بغداد وأربيل الانتباه عن الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.
ولأن الإقليم يضم أكبر كتلة سكانية كردية في المنطقة، تخشى تركيا من أن يؤدي تصويت "بنعم" إلى تأجيج الحركة الانفصالية في جنوب شرق البلاد حيث يشن مسلحو حزب العمال الكردستاني تمردا منذ ثلاثة عقود.
وبالرغم من هذه الطلبات والمخاوف قال رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني يوم الجمعة إن الاستفتاء سيمضي قدما كما هو مقرر في 25 سبتمبر أيلول.
وأضاف إردوغان للصحفيين يوم الأحد قبل مغادرته البلاد متوجها إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أن أنقرة وبغداد متفقتان في الرأي بشأن الاستفتاء.
وأضاف "سنجتمع مع السيد العبادي في الولايات المتحدة ومما نراه فهدفنا واحد. هدفنا ليس تقسيم العراق."
وكان إردوغان قال في وقت سابق إن قرار البرزاني بعدم تأجيل الاستفتاء قرار "خاطيء جدا".
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في وقت متأخر يوم السبت إن الاستفتاء مسألة أمن قومي وإن تركيا ستتخذ الخطوات الضرورية تجاهه.
وفي اسطنبول نظم حزب الحركة القومية اليميني المعارض احتجاجا شارك فيه نحو ألف شخص للاحتجاج على ضم مدينة كركوك العراقية في الاستفتاء.
وأدرجت كركوك التي تقول كل من بغداد واربيل إنها تابعة لها في الاستفتاء بعدما أيد محافظها نجم الدين كريم المشاركة في الاستفتاء.
كان البرلمان العراقي صوت يوم الخميس على عزل كريم من منصبه بناء على طلب من العبادي وفقا لعدد من النواب الذين حضروا الجلسة وذلك في إجراء ندد به البرزاني.
كان رئيس حزب الحركة القومية التركي دولت بهجلي قال في الشهر الماضي إنه ينبغي لأنقرة اعتبار الاستفتاء سببا للحرب "عند الضرورة" لكن رئيس الوزراء رفض تصريحاته.
وتعكس آراء رئيس الحزب قطاعا من الشعب التركي يعارض بشدة فكرة وجود دولة كردستان مستقلة ويؤيدون الأقلية التركمانية بالعراق التي لها روابط تاريخية وثقافية مع تركيا.
ومع إصرار البرزاني على المضي قدما في إجراء الاستفتاء، قال إردوغان إن الحكومة التركية قدمت موعد انعقاد اجتماعين كانا مخطط لهما لمجلس الأمن القومي ولمجلس الوزراء إلى 22 سبتمبر أيلول. وستعلن تركيا عن موقفها من الاستفتاء بعد ذلك.
ومع ذلك تبني تركيا علاقات جيدة مع إدارة البرزاني تأسست على روابط اقتصادية قوية وكذلك مشاعر الارتياب المشتركة بين أنقرة وأربيل تجاه الجماعات الكردية الأخرى والحكومة العراقية المركزية في بغداد.
وتصدر حكومة إقليم كردستان بقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني مئات الآلاف من براميل النفط يوميا لأنحاء العالم عبر تركيا.
ودعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم يوم الأحد قادة البلاد من السياسيين لبدء حوار عاجل لنزع فتيل التوتر بشأن خطط الاستفتاء.
ويتولى معصوم، الكردي، منصبا شرفيا إلى حد كبير في نظام تقاسم السلطة الاتحادي بالعراق الذي تتركز فيه السلطات التنفيذية في يد رئيس الوزراء، الشيعي، حيدر العبادي.
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)