من ييجانة تربتي
واشنطن (رويترز) - أوضحت بيانات اطلعت عليها رويترز أن إدارة ترامب تعمل على زيادة العراقيل أمام شغل الأجانب من أصحاب المهارات الخاصة وظائف في الولايات المتحدة وذلك من خلال الطعن في طلبات إصدار تأشيرات لهم بوتيرة أسرع من أي وقت تقريبا خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
ويأتي الفحص المشدد لطلبات الحصول على تأشيرات اتش-1بي بعد أن دعا الرئيس دونالد ترامب إلى إجراء تعديلات في برنامج هذه التأشيرات بحيث يفيد العاملين من ذوي الأجور الأعلى رغم أنه لم ينفذ أي إصلاحات من هذا النوع.
وتبين البيانات التي قدمتها وكالة الجنسية والهجرة الأمريكية أنها أصدرت فيما بين الأول من يناير كانون الثاني و31 أغسطس آب 85 ألف طعن، أي "طلبات لتقديم أدلة" على التماسات لإصدار تأشيرات اتش-1بي وذلك بزيادة 45 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وكان العدد الإجمالي للالتماسات أكبر بما يقل عن ثلاثة في المئة فقط عما كان عليه في الفترة المقابلة.
وأوضحت البيانات التي لم يسبق نشرها أن الطعون التي قدمتها الوكالة الحكومية جاءت بوتيرة أسرع في 2017 منها في أي وقت خلال عهد إدارة أوباما باستثناء عام 2009 فقط. ويمكن لهذه الطعون أن تبطئ من عملية إصدار التأشيرات شهورا.
ومن المرجح أن يهلل لهذه الأنباء أنصار الرئيس ترامب ممن يؤيدون سياسته المتشددة فيما يتعلق بالهجرة إذ يقولون إن تأشيرات أصحاب المهارات من الأجانب تبخس العاملين الأمريكيين حقهم وذلك بإبدالهم بموظفين أجانب يحصلون على أجور منخفضة.
غير أن شركات التكنولوجيا الكبرى والجامعات والمستشفيات تجادل بأن هذه التأشيرات تتيح لها شغل وظائف شديدة التخصص لا يوجد في بعض الأحيان سوى قلة من الأمريكيين المؤهلين لأدائها.
وتتيح تأشيرات اتش-1بي للعامل الأجنبي الحاصل عادة على درجة البكالوريوس أو درجة علمية أعلى العمل لمدة ثلاث سنوات متصلة وغالبا ما يكون ذلك في قطاعات التكنولوجيا والرعاية الصحية والتعليم.
وأوضحت بيانات الوكالة أن شركات مايكروسوفت وأمازون وجوجل وأبل وإنتل وأوراكل وفيسبوك كانت من أكثر الشركات استخداما لهذه التأشيرات في عام 2016.
وعادة ما تطعن استفسارات الوكالة في الأساس الذي قدمت بناء عليه الالتماسات الأصلية وتؤكد أن أصحاب الأعمال ليسوا مؤهلين للحصول على التأشيرات. ويتعين بعد ذلك على أصحاب الأعمال ومحاميهم تقديم المزيد من الأدلة لإثبات حاجتهم للتأشيرات وأهليتهم للحصول عليها.
ويشكو محامو الهجرة منذ سنوات من الطعون التي لا لزوم لها والتي تفرض عليهم أعباء. لكنهم يقولون إنهم يرون اتجاها جديدا في عهد ترامب.
وبالإضافة إلى الطعون تستهدف إدارة ترامب تعيين المبتدئين من أصحاب المهارات الأجانب. ويقول المحامون إن ذلك يخالف القانون الذي ينظم التأشيرات لأنه يتيح لحملتها شغل وظائف على مستوى المبتدئين.
ولم يتطرق روبرت سي. لانجستون المتحدث باسم الوكالة إلى الاتجاه الجديد الذي أشار إليه المحامون أو زيادة الطعون هذا العام. لكنه قال في رسالة بالبريد الإلكتروني إن الوكالة تطبق "السياسة القائمة حاليا التي تفسر المتطلبات القانونية والتنظيمية القائمة لتقييم الالتماسات".
وفي أمر تنفيذي صدر في أبريل نيسان أصدر ترامب تعليمات بمراجعة برنامج التأشيرات اتش-1بي بهدف ضمان صدور التأشيرات لأصحاب أفضل المهارات والأعلى أجورا بين المتقدمين. ولم ينفذ هذا الأمر تغييرات لكنه وجه الوكالات لاقتراح إصلاحات.
ويقول المحامون إن الطعون يمكن أن تزيد الرسوم القانونية المصاحبة لكل تأشيرة اتش-1بي بما يصل إلى النصف. ومن الممكن أن تصل الرسوم الحكومية للتأشيرة الواحدة إلى 2500 دولار كما أن الرسوم التي يحصل عليها المحامون في العادة لكل طلب قد تصل بسهولة إلى 2000 دولار أو يزيد.
ويقول المحامون المتخصصون في شؤون الهجرة إن زيادة التكاليف والمنازعات القانونية قد تثبط همم أصحاب الشركات عن تعيين الأجانب لا سيما على مستوى المبتدئين.
(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)