أوسلو (رويترز) - تزدهر الطاقة المتجددة في إيران حيث من المتوقع أن تنمو بمقدار سبعة أضعاف على الأقل على مدى السنوات الخمس القادمة، على الرغم من موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأكثر مجابهة تجاه طهران.
ووقعت إيران أحدث صفقة في هذا المجال يوم الثلاثاء حينما أبرمت ساجا إنرجي النرويجية اتفاقا بقيمة 2.9 مليار دولار لبناء محطة كهرباء تعمل بالطاقة الشمسية في البلد المنتج للنفط.
وبذلك تكون إيران وقعت اتفاقات مع 124 شركة، معظمها من أوروبا، لتوليد 2380 ميجاوات من الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة، لتضاف إلى الطاقة الحالية البالغة 340 ميجاوات، بحسب بيانات من وزارة الطاقة الإيرانية.
وتتنوع المصادر المتجددة من مزارع الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية إلى الوقود الحيوي وحرق المخلفات لتدفئة المنازل. وإيران من بين الموقعين على اتفاقية باريس للمناخ التي تعهدت فيها 195 دولة بخفض انبعاثات الكربون.
وقال فريح بهرامي، وهو مسؤول بمؤسسة الطاقات المتجددة وإنتاجية الطاقة الكهربائية (ساتبا) التابعة لوزارة الطاقة الإيرانية، لرويترز "تحاول إيران زيادة نصيب الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة بالبلاد، وأيضا (الوفاء) بتعهداتها البيئية الدولية".
وأضاف أن بلاده تطمح إلى توليد 5 جيجاوات من الطاقة الكهربائية باستخدام مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2022.
ومن بين الشركات المشاركة، كويركس البريطانية التي ستساهم في بناء سادس أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم في وسط إيران حيث ستستثمر ما يزيد عن نصف مليار يورو.
وتخطط جلوبال لاستثمارات الطاقة المتجددة الهولندية لبناء محطات للطاقة الشمسية ومزارع للرياح قد تنتج ما يصل إلى 1.7 جيجاوات من الكهرباء.
ولتمويل المشروعات، تلجأ الشركات إلى وكالات إئتمان الصادرات الأوروبية والاستثمار المباشر ومؤسسات مالية آسيوية.
وقال دييجو بياسي الرئيس التنفيذي لكويركس لرويترز "خاطبتنا جهات تمويلية، وبصفة خاصة من الشرق الأقصى، بما في ذلك الصين، مقترحة خيارات متنوعة للبناء والتمويل".
ورغم ذلك، إتخذت الولايات المتحدة منحى أكثر تشددا تجاه إيران مؤخرا. وقال ترامب يوم الجمعة إنه ربما يلغي في نهاية المطاف الاتفاق النووي الذي وقع في 2015، وهو ما يعني أن بعض العقوبات الدولية التي رفعت عن إيران قد يعاد فرضها.
ونتيجة لذلك، قالت بعض الشركات التي استثمرت بالفعل في إيران مثل ميتيلينيوس هولدنجز اليونانية العملاقة التي بنت مزرعة للرياح في البلاد بطاقة 10 ميجاوات، إنها ستتخذ موقف الانتظار والترقب لرؤية ما سيحدث.
وقالت أنتيجوني فاكو المتحدثة باسم الشركة لرويترز "نراقب التطورات قبل وضع أي خطط لمشروعات جديدة".
وقال آخرون إنهم سيواصلون استثماراتهم، ومن بينهم كويركس وجي.آر.آي.
وقال جربن بيك مؤسس جي زآر.آي لرويترز "لن نغير إستراتيجيتنا تجاه إيران".
(إعداد علاء رشدي للنشرة العربية - تحرير وجدي الألفي)