من سليمان الخالدي
عمان (رويترز) - قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقيمون إن الجيش السوري كثف قصفه وضرباته الجوية على جيب محاصر تسيطر عليه المعارضة في دمشق بدعم من طائرات روسية مقاتلة يوم الأربعاء وذلك بعد يوم من اقتحام مقاتلين من المعارضة قاعدة عسكرية في المنطقة.
ويأتي القصف بعد هجوم بري مفاجئ نفذه مقاتلون من جماعات متشددة معارضة يوم الثلاثاء على مجمع عسكري في قلب منطقة الغوطة الشرقية استعصى على هجمات المعارضة منذ بداية الصراع.
وكثيرا ما كانت إدارة المركبات العسكرية في الجزء الذي تسيطر عليه الحكومة من بلدة حرستا تستخدم لشن ضربات على الغوطة الشرقية التي يعيش فيها أكثر من 300 ألف شخص تحت الحصار.
وفشل مقاتلو المعارضة خلال هجمات متكررة في السيطرة على المجمع المترامي الأطراف الذي تطلق منه صواريخ أرض-أرض على الغوطة الشرقية. وتقع مدينة دوما كبرى مدن الغوطة الشرقية على بعد ثلاثة كيلومترات.
وقال أبو قتيبة القائد العسكري بأحرار الشام، وهي جماعة إسلامية معارضة قادت الهجوم، إن القتال مستمر والقصف والضربات الجوية مكثفة قرب القاعدة ومعظم بلدات الغوطة.
وذكر مصدر عسكري سوري لوسائل إعلام رسمية أن القوات الحكومية تصدت "لإرهابيين" حاولوا التسلل بأعداد كبيرة فقتلت العشرات ودمرت أسلحتهم. ولم يذكر الضربات الجوية المكثفة على مناطق المعارضة.
ويقول مقيمون ومقاتلون من المعارضة إن القوات الحكومية صعدت بدعم من الضربات الروسية العمليات العسكرية ضد الغوطة الشرقية في الأسابيع القليلة الماضية في مسعى لإحكام الحصار على المنطقة. ويهدف هجوم المعارضة في جانب منه إلى تخفيف هذا الحصار.
والغوطة الشرقية هي جزء من عدة مناطق عدم التصعيد التي توسطت روسيا مع المعارضة لإقامتها في جميع أنحاء سوريا الأمر الذي أتاح للقوات الحكومية مجالا لإعادة الانتشار في مناطق يمكنها استعادة السيطرة عليها.
* هجوم المعارضة
وهذا أول هجوم تشنه المعارضة منذ مارس آذار الماضي عندما نفذ الجيش السوري الحر هجوما ضد مناطق تسيطر عليها الحكومة في شمال شرق دمشق. وأجبر مقاتلو المعارضة على التقهقر بعد أن حققوا مكاسب في بادئ الأمر.
ويقول المرصد السوري ومقيمون إن القوات الحكومية ردت على هذا الهجوم بضربات جوية وقصف استهدف بلدات حرستا وعربين ومسرابا وسقبا وحمورية في الغوطة الشرقية مما أدى إلى مقتل ثمانية مدنيين على الأقل وإصابة 94 في الساعات العشرين الأخيرة فحسب.
وبعد تأمين آخر جيب للمعارضة داخل حي القابون في دمشق في مايو أيار الماضي ركزت القوات الحكومية السورية جهودها على منطقتي عين ترما وجوبر شمال شرقي العاصمة في منطقة الغوطة.
وتصدى مقاتلو المعارضة لمحاولات متكررة للتوغل في هاتين المنطقتين بفضل شبكة أنفاق معقدة.
وقال متحدث باسم فيلق الرحمن إن القوات الحكومية السورية وحلفاءها فشلوا في تحقيق أي تقدم وتكبدوا خسائر فادحة.
وبدعم من الضربات الروسية نجحت القوات الحكومية تدريجيا العام الماضي في تقليص سيطرة مقاتلي المعارضة على الغوطة الشرقية. وزادت خسارة أراض زراعية من المحنة الإنسانية التي يعيشها المدنيون.
وحذرت الأمم المتحدة من مجاعة تلوح في الأفق إذا لم تصل المساعدات للمنطقة حيث تواجه الشحنات الدولية عقبات.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)