من أندرو أوزبورن
موسكو (رويترز) - قال محامي مؤرخ روسي أثار كشفه لجرائم الزعيم السوفيتي السابق جوزيف ستالين غضب المسؤولين إن موكله سيواجه اختبارا نفسيا قسريا الأسبوع الحالي وسط مخاوف من الإعلان كذبا أنه مختل عقليا.
ويمثُل يوري دميتريف (61 عاما) للمحاكمة في شمال غرب روسيا في اتهامات وجهها الادعاء العام تشمل استغلاله لابنته بالتبني في مواد إباحية عندما كان عمرها 11 عاما، وحيازة العناصر الرئيسية لسلاح ناري بشكل غير مشروع والفسوق.
وتقول شخصيات ثقافية بارزة في روسيا إن دميتريف يواجه زورا الاتهامات لأن تركيزه على جرائم ستالين يتعارض مع حديث الكرملين مؤخرا عن أن روسيا يجب ألا تخجل من ماضيها. واكتشف دميتريف مقبرة جماعية تضم ما يصل إلى 9000 جثة يرجع تاريخها إلى حملات التطهير التي قادها الدكتاتور السوفيتي السابق وكانت تعرف بالرعب العظيم في ثلاثينات القرن الماضي.
واكتسب حديث الكرملين أهمية إضافية قبل انتخابات الرئاسة التي تجرى في مارس آذار والتي تظهر استطلاعات الرأي أن الرئيس الحالي فلاديمير بوتين في طريقه للفوز بها. ويستغل بوتين انتصار بلاده في الحرب العالمية الثانية عندما كان ستالين في السلطة لتعزيز الكبرياء الوطني.
وفي العام الماضي أكد بوتين أن ما وصفه "بالشيطنة المفرطة لستالين" تستخدم لتقويض روسيا.
ويواجه دميتريف عقوبة السجن لمدة تصل إلى 15 عاما إذا أدين في الاتهامات التي ينفيها.
كان تقييم نفسي سابق أعلن سلامة دميتريف العقلية وخلص فريق خبراء معتمد من المحكمة إلى عدم وجود محتوى إباحي في تسع صور لابنته هي محور القضية مما أدى إلى إلغاء النتائج السابقة لخبراء آخرين معتمدين من الادعاء العام.
لكن في 27 ديسمبر كانون الأول حدث أمر غير متوقع إذ أمرت المحكمة بإعادة فحص الخبراء لنفس الصور للمرة الثالثة. ووافقت أيضا على طلب الادعاء خضوع دميتريف لاختبار نفسي قسري لتحديد ما إذا كان لديه "انحرافات جنسية".
غير أن المحكمة رفضا طلب الادعاء تمديد احتجاز دميتريف بعد 28 يناير كانون الثاني.
وقال فيكتور أنوفريف محامي دميتريف لرويترز يوم الثلاثاء إنه كتب للمحكمة العليا في كاريليا حيث يحاكم موكله للطعن على أمر المحكمة.
وقال أنوفريف "خضع بالفعل لاختبار نفسي. كانت النتائج جيدة ولم يتم العثور على دليل بوجود انحراف ولم يعترض الادعاء العام على النتائج".
وعبر عن أمله في أن يكون التقييم، الذي قد يستغرق مدة تصل إلى شهر، موضوعيا لكنه يخشى أن يمارس مسؤولو الأمن في كاريليا ضغوطا على الأطباء.
وفي العام الماضي بث التلفزيون الرسمي ما وصفه بفضح دميتريف ومنظمة (ميموريال) التي يعمل بها وأشار إلى أموال أجنبية تستخدم لتقديم صورة مشوهة وسلبية للغاية عن التاريخ الروسي.
وقال الكرملين لرويترز إنه لا يتدخل في قضايا مثل قضية دميتريف بينما لم ترد لجنة التحقيق في كاريليا، التي قدم محققوها القضية الأصلية للادعاء، على أسئلة رويترز بشأن وجود شق سياسي للمحاكمة. وقالت اللجنة فحسب إن لديها أدلة كافية لفتح قضية جنائية.
وقال أنوفريف إنه يخشى على موكله.
وأضاف "ربما إذا لم يتمكنوا من إدانته (بإباحية الأطفال) فسيعلنون أنه مختل عقليا... هذا إجراء سوفيتي محض. تقديم اتهامات ثم تنتهي الأمور بحبس شخص ما في منشأة نفسية".
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية - تحرير أشرف راضي)