من أنتوني سلودكاوسكي وسايمون لويس
يانجون (رويترز) - قال محامي صحفيين برويترز يحاكمان في ميانمار إن ممثلي الادعاء وجهوا اتهامات رسمية لهما يوم الأربعاء بموجب قانون الأسرار الرسمية الذي تصل عقوبة مخالفته إلى السجن 14 عاما.
واعتقل الصحفيان وا لون (31 عاما) وكياو سوي أو (27 عاما) في 12 ديسمبر كانون الأول بعد أن تلقيا دعوة للعشاء مع ضباط شرطة.
وكان أقارب للصحفيين قد نقلوا عنهما أنهما اعتقلا فور أن سلمهما الضباط الذين ذهبا للقائهم بعض الوثائق.
وكان الاثنان يشاركان في تغطية رويترز لأزمة الروهينجا المسلمين الذين تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى فرار نحو 655 ألفا منهم من حملة عسكرية شرسة على المسلحين في ولاية راخين بغرب البلاد.
وقال وا لون للصحفيين أثناء اقتياده مع زميله إلى خارج المحكمة لإعادتهما إلى سجن إينسين بمدينة يانجون بعد جلسة استغرقت نصف الساعة "ألقوا القبض علينا واتخذوا ضدنا إجراءات لأننا كنا نحاول كشف الحقيقة".
وقال المحامي خين ماونج زاو الذي يمثل الصحفيين إن التهم التي يسعى الادعاء لتوجيهها إلى موكليه تأتي في إطار المادة 3.1 (ج) من قانون الأسرار الرسمية الذي يرجع لعهد الاستعمار البريطاني عام 1923.
وتغطي هذه المادة الدخول إلى أماكن محظورة أو التقاط صور أو التعامل مع وثائق رسمية سرية "يحتمل أو يعتزم، بشكل مباشر أو غير مباشر، أن تفيد عدوا".
وسبق أن قالت وزارة الإعلام نقلا عن الشرطة إن الصحفيين "اعتقلا لحيازتهما وثائق حكومية مهمة وسرية متصلة بولاية راخين وقوات الأمن". وأضافت الوزارة أنهما "حصلا على معلومات بطريقة غير قانونية بنية نشرها في وسائل إعلام أجنبية".
وتأجلت القضية حتى 23 يناير كانون الثاني.
وقال المحامي إن ممثل الادعاء اعترض على طلب الإفراج عن موكليه بكفالة. وأضاف أن المحكمة أخذت الطلب بعين الاعتبار وستبت فيه في الجلسة القادمة.
وكانت الحكومة قد أعلنت من قبل عن إلقاء القبض على ضابطي شرطة أيضا للتحقيق معهما للاشتباه بانتهاكهما قانون الأسرار الرسمية. ولم تذكر معلومات أخرى عن الأمر.
وقال رئيس رويترز ورئيس تحريرها ستيفن أدلر إنه يشعر بخيبة أمل بالغة إزاء سعي السلطات لمحاكمة الصحفيين.
وأضاف "نعتبر هذا هجوما سافرا لا مبرر له على الإطلاق على حرية الصحافة. يجب السماح لزميلينا بالعودة إلى عملهما في تغطية الأحداث في ميانمار. نرى أن الوقت ثمين ونواصل الدعوة إلى إطلاق سراح وا لون وكياو سوي أو فورا".
وخارج المحكمة تجمع حوالي 30 صحفيا اتشح معظمهم بالسواد علامة على الاحتجاج على احتجاز الصحفيين. وحمل عدد منهم رسالة على قمصانهم تقول "الصحافة ليست جريمة" أو "أفرجوا عن الصحفيين المعتقلين الآن".
ودعا مسؤولون بحكومات دول كبرى منها الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وكذلك مسؤولون بارزون من الأمم المتحدة إلى الإفراج عن الصحفيين.
كما حث الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون على إطلاق سراحهما فورا.
(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية - تحرير منير البويطي)