من ستيف جورمان
لوس انجليس (رويترز) - قالت محامية سبق وأن تعرضت للاختطاف إن طريقا طويلا صعبا ينتظر أبناء اكتشفت الشرطة أن أبويهم حبساهم لسنين داخل منزل الأسرة في كاليفورنيا وإنه سيكون من العسير عليهم أن يثقوا بالآخرين بعد أن واجهوا "أشد أنواع الخيانة".
غير أن المحامية إليزابيث سمارت التي اختطفت من منزلها في ولاية يوتا عام 2002 وهي في سن الرابعة عشرة عبرت عن تفاؤلها من أن يتجاوز الأبناء الصدمة بعد ما عانوه من احتجاز وسوء تغذية وعزلة.
وقالت لرويترز في محادثة هاتفية من منزلها في يوتا "النفس البشرية طيعة بدرجة تفوق الوصف. لذا أعتقد أن كلا منهم يمكن أن يحيا حياة مكتملة ويسترد ما سلب منه".
واتهمت الشرطة الزوجين ديفيد ألن تربين (57 عاما) ولويز أنا تربين (49 عاما) بالتعذيب بعد أن عثرت داخل منزلهما على 13 ولدا وبنتا تراوحت أعمارهم بين عامين و29 عاما يعانون سوء التغذية وبعضهم كان مربوطا بالأسرة. ووجهت إليهما تهمة التعذيب وتعريض حياة أطفال للخطر.
وقال أطباء نفسيون وخبراء في مجال انتهاكات الأطفال إن الأمر سيتطلب على الأرجح علاجا مكثفا للأبناء بعد إخراجهم يوم الأحد من المنزل الذي كانت تنبعث منه رائحة كريهة.
وتكشف الأمر حين هربت بنت بدا عليها الهزال من نافذة بالمنزل الذي سجله الأبوان كمدرسة داخلية لأولادهما، وطلبت النجدة. وقالت السلطات إن الأبناء يتلقون رعاية طبية دون أن تحدد المكان.
وكانت سمارت (30 عاما) تتحدث من خلال تجربتها الشخصية، إذ أنها تعرضت للخطف تحت تهديد السلاح من غرفة نومها بمدينة سولت ليك.
كان الخاطف واعظا احتجزها تسعة شهور وربطها في البداية في شجرة واغتصبها عدة مرات وكان يجبرها على ارتداء ثوب طويل وحجاب تحته شعر مستعار عندما كان يخرجها هو وزوجته إلى أماكن عامة. وأمكن إنقاذها في مارس آذار 2003 عندما رصدها أحد المارة في الشارع وأبلغ السلطات.
وكتبت سمارت مذكراتها فيما بعد وأنشأت مؤسسة للشباب المفقودين وضحايا الاستغلال. وهي الآن متزوجة ولديها طفلان.
وقالت إن اصطحاب الأبوين لأبنائهما في مرات إلى خارج المنزل، مثلما كان يفعل خاطفوها، الغرض منه "إظهار السيطرة" فيما يبدو وإعطاء صورة طبيعية.
لكن ما اختلف في حالة أسرة تربين أن الأبناء كانوا ضحية أبويهم.
وقالت "ما حدث معي كان من غرباء تماما. لا أتصور مدى الأذى الذي يمكن أن ينتج عن حدوث هذا من الأبوين".
أضافت "أشعر أنهم تعرضوا لأشد أنواع الخيانة... خيانة من أناس يفترض أن يحيطوهم بالرعاية والحب والحماية".
ومضت قائلة إن الأبناء قد يواجهون صعوبات بالغة في إقامة علاقات وثيقة مع الآخرين. وتابعت "أعتقد أنه سيكون من الصعب حقا أن يثقوا بأناس خارج نطاق أخوتهم".
(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية - تحرير ليليان وجدي)