Investing.com - منذ سنوات طويلة، أدركت الدول الكبرى أهمية ايجاد مصادر بديلة للطاقة، بدلا من الاعتماد على المصادر التقليدية التي بدأت تقل تدريجياً، وبالفعل توصلت إلى العديد من المصادر الدائمة التي يمكن من خلالها الحصول على طاقة بشكل مستمر لا يتوقف.
تعد دول الخليج، من أكثر دول العالم امتلاكاً للطاقة، حيث إنها تملك ربع احتياطي النفط في العالم، وتنتج 23 بالمئة من إنتاج الخام العالمي، و11 بالمئة من الغاز الطبيعي و22 بالمئة من احتياطات الغاز، كل هذا جعل دول الخليج تعتمد بصورة أساسية على هذه المصادر ولا تفكر في اللجوء إلى الطاقة البديلة، كما فعلت الدول الأخرى.
مع مرور الوقت، اتجهت دول الخليج إلى الطاقة البديلة، وبدأت في التفكير في مصادر جديدة للحصول على الطاقة، ووضعت الكثير من الأهداف التي تريد تحقيقها في مجال الطاقة البديلة، وقررت الاعتماد عليها بشكل أكبر، وذلك بعد أن رأت أنها بحاجة إليها.
منذ ثمانين عاما، كان الاقتصاد الخليجي يعتمد على التجارة فقط، وفي عام 1938 تم اكتشاف النفط، ومن بعدها أصبح النفط الخام هو المصدر الأول والأساسي الذي يعتمد عليه دول الخليج.
والآن في عام 2018، حدثت الكثير من التغيرات التي جعلت دول الخليج تقرر زيادة اعتمادها على الطاقة البديلة مع الاستمرار في إنتاج النفط، وذلك بعد أن زادت نسبة استهلاك الطاقة في الخليج بصورة كبيرة، حتى زاد بما متوسطه 6% سنويا منذ عام 2000، أي أنه يزيد بصورة أسرع من الاقتصاد الذي نما بما متوسطه 5% وأعلى من نمو السكان الذي بلغ 4%.
من المفترض أن الاستهلاك الكبير للطاقة يزيد من قوة الاقتصاد، إلا أن هذا لا يحدث في دول الخليج، حيث إن أسعار الطاقة المنخفضة شجعت المواطنين على استهلاك المزيد بدلاً من الترشيد، فنصيب الفرد من استهلاك الطاقة في الخليج العربي من بين الأعلى في العالم، بحسب الكثير من الأبحاث.
في السعودية، زاد الطلب المحلي على تحلية المياه والكهرباء بصورة كبيرة جدا، وبالتالي أصبحت الممكلة مضطرة أن تغطي نصف الطلب من خلال حرق الخام، وهذا يعني أن الاستهلاك المحلي سيمتص معظم إنتاج النفط في السعودية خلال عقدين.