من دان وليامز
القدس (رويترز) - اتهم مدعون إسرائيليون سائقا في القنصلية الفرنسية يوم الاثنين باستخدام سيارة دبلوماسية لتفادي نقاط التفتيش الحدودية وتهريب أسلحة من قطاع غزة، الذي يسيطر عليه إسلاميون، إلى الضفة الغربية المحتلة لصالح عصابة تهريب فلسطينية.
تم توجيه الاتهام ضد الفرنسي رومان فرانك (23 عاما) بعد ساعات من رفع حظر للنشر فرض بعد إلقاء جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) القبض عليه في 15 فبراير شباط. ومن مهام الجهاز مكافحة الإرهاب والتجسس.
لكن مسؤولي شين بيت قالوا إن الدافع وراء نقل فرانك لسبعين مسدسا وبندقيتين كان ماليا وليس دعما أيديولوجيا للنشطاء الفلسطينيين.
ووفقا للائحة الاتهام، التي تضمنت حيازة أسلحة وتهريبها والاحتيال والتآمر الإجرامي، تلقى فرانك نحو 7600 دولار مقابل التهريب.
وقال جهاز الأمن "هذه واقعة شديدة الخطورة إذ أسيء استغلال الحصانة والمزايا الدبلوماسية لبعثة أجنبية في إسرائيل لتهريب عشرات الأسلحة التي ربما استخدمت في هجمات إرهابية ضد قوات الأمن والمدنيين الإسرائيليين".
ولم يتسن الوصول بعد لمحامي فرانك للتعليق على نيته بشأن الإقرار بالذنب في محكمة بئر السبع الجزئية.
ويواجه في حالة إدانته حكما بالسجن لفترة طويلة.
وقال إيلاد راث، وهو محام إسرائيلي مخضرم لا صلة له بالقضية، لرويترز "لائحة الاتهام مغلظة ونطاقها يشكل بالفعل سابقة قانونية". وأضاف "ربما تؤدي إلى عقوبة سجن تتجاوز عشر سنوات".
وقالت فرنسا إنها على اتصال مع السلطات الإسرائيلية.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية في بيان صدر في باريس "فرنسا تتعامل مع هذه القضية بمنتهى الجدية" مضيفة أن السفير الفرنسي لدى إسرائيل زار المشتبه به في إطار جهود لحفظ حقوقه.
*بعثة مهمة
أمرت وزارة الخارجية الفرنسية بإجراء تحقيق داخلي "لاستخلاص كل النتائج التي تسمح لموظفي قنصليتنا العامة بأن يواصلوا عملهم المهم في ظروف صعبة".
وتحتفظ أغلب الدول بسفاراتها لدى إسرائيل في تل أبيب فيما تدير قنصليات لها في القدس للتعامل الدبلوماسي مع الفلسطينيين.
وتعتبر إسرائيل القدس بأكملها عاصمة لها وهو وضع لا يحظى باعتراف دولي إلا أن الولايات المتحدة تعتزم نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس في مايو أيار في موقف مخالف للقوى العالمية الأخرى.
ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم التي يسعون لإقامتها في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وبحسب لائحة الاتهام كانت أول عملية تهريب في 21 ديسمبر كانون الأول تقريبا وآخرها في 12 فبراير شباط تقريبا.
وقال جهاز الأمن الداخلي إن فرانك "قام بذلك بدافع الربح المالي من تلقاء نفسه ودون علم رؤسائه".
وأضاف الجهاز أن فرانك تسلم الأسلحة من فلسطيني يعمل بالمركز الثقافي الفرنسي في غزة. ولم يتسن الوصول لمسؤولين في المركز للتعليق.
وأظهرت صفحة على فيسبوك تحمل اسم رومان فرانك صورا تشبه تلك التي نشرها جهاز الأمن الداخلي للشاب.
وكتب تحت إحدى الصور "أشعر أنني على ما يرام في فلسطين".
وورد في منشور على الصفحة ذاتها بتاريخ 17 يناير كانون الثاني "أسافر إلى القدس في بداية ... مغامرة جديدة".
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)