💎 اعرف أقوى أسهم الشركات ذات السلامة المالية العاليةهيا استعد

فلسطينيون ربما لا يستطيعون العودة لكن لا يقدرون على النسيان

تم النشر 13/05/2018, 16:06
فلسطينيون ربما لا يستطيعون العودة لكن لا يقدرون على النسيان

من نضال المغربي

غزة (رويترز) - بضعة كيلومترات فقط تفصل بين المنزل القديم لزوجين فلسطينيين مسنين وبين منزلهما الحالي، الذي قد يكون الأخير، لكن هذه المسافة القصيرة قد لا يقطعها الزوجان مرة أخرى في الباقي من عمرهما.

وذلك لأن أحد المنزلين يقع في بلدة فلسطينية داخل قطاع غزة المحاصر والآخر لم يعد قائما أصلا.

فكل ما تبقى من قرية هربيا، القرية التي ولد فيها صابر وهدى الديب في أربعينيات القرن الماضي في فلسطين، هو مبنيان عربيان قديمان في منطقة تحولت الآن إلى كيبوتس (المزرعة التعاونية) زيكيم الإسرائيلية.

والزوجان، اللذان يقولان إنهما أصبحا جدين لنحو 200 حفيد، يقيمان الآن في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة وكانا في السادسة والثامنة من عمريهما عندما أجبرا على الفرار من هربيا وقطع الرحلة القصيرة التي استغرقت عمريهما كله جنوبا إلى غزة هربا من القتال بين القوات اليهودية والقوات العربية وقت قيام دولة إسرائيل قبل 70 عاما.

وهما لاجئان، مثل نحو ثلثي سكان غزة البالغ عددهم نحو مليوني فلسطيني وقد يظلا هكذا حتى نهاية العمر.

لكنهما لا يزالان يتحدثان عن القرية باعتبارها بيتهما.

وقالت هدى الديب (78 عاما) "أنا بأحلم بهربيا طوال الوقت، وأحيانا وأنا مستيقظة، وبأتخيل الأماكن اللي كنت أتنقل وألعب فيها".

وأضاف صابر زوجها (76 عاما) وهو سائق سيارة أجرة متقاعد "هربيا عروس الشمال كله، كلها بيارات وكروم عنب وجوافة وتفاح ومزارع كثيرة لا توصف".

وقال صابر وهو أب لاحد عشر ابنا إن السجلات تظهر أن أكثر من ألفي شخص كانوا يقيمون في هربيا قبل عام 1945. وكان هناك أيضا نحو 60 يهوديا يقيمون في مجموعة منازل على حافة القرية وإنهم كانوا يأتون لمزرعة أسرته لشراء الفاكهة.

* حق العودة

تلهب ذكريات مثل هذه مشاعر المتظاهرين مع اقتراب احتجاجات على حدود غزة من ذروتها في الأيام القليلة المقبلة.

فيوم 14 مايو أيار هو ذكرى تأسيس دولة إسرائيل. واليوم التالي هو ذكرى النكبة وهو اليوم الذي فقد فيه الفلسطينيون أملاكهم.

وبدأت الاحتجاجات التي يطلق عليها اسم (مسيرة العودة الكبرى) يوم 30 مارس آذار وأحيت مطلبا ينادي به الفلسطينيون منذ فترة طويلة وهو حقهم في العودة إلى قراهم وبلداتهم القديمة.

واستبعدت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أي حق للفلسطينيين في العودة خوفا من أن تفقد إسرائيل أغلبيتها اليهودية.

وبالنسبة لصغار السن أصبح حق العودة مسألة مبدأ لكن الأمر أكثر عمقا وتأثيرا بالنسبة للذين يتذكرون فلسطين ما قبل 1948 قبل أن تبني إسرائيل الحاجز الذي يفصل غزة عن الطريق الساحلي شمالي عسقلان وتل أبيب.

وكانت أول زيارة قام بها صابر لدياره بعد الحرب مع شقيقته بعد فترة وجيزة من وصولهما إلى غزة عندما ركبا حمارين وذهبا لجلب الخضروات من مزرعتهما القديمة. وبعد سنوات طويلة عاد صابر إلى هناك مع بعض من أبنائه.

وقال "أخدت زوجتي وبناتي، كان بدهم يتذوقوا الصبر والعنب والجميز... مش لأنه مش موجود في غزة بس لأنهم بدهم يأكلوا من خير بلدنا، من أرضنا ومن بلدنا".

* الاحتجاجات

لكن الذكريات ليست كلها سعيدة.

قال صابر إنه كان يراقب قوافل الفلسطينيين الذين تدفقوا على هربيا إحدى آخر نقاط الإجلاء في الطريق إلى غزة وإلى حياة جديدة كلاجئين.

وقال "الطائرات (الاسرائيلية) كانت ترمي براميل (متفجرات) واحنا كنا نروح نتخبى في كروم العنب وكأنه العنب بده يحمينا".

وبعد مرور 70 عاما أصيب أحد أحفادهما في الاحتجاجات على الحدود.

كان ضمن آلاف يقيمون في الخيام التي نصبت على الحدود بين غزة وإسرائيل. وظل أغلب المتظاهرين على مسافة من المنطقة المحظورة قرب السياج الإسرائيلي لكن بعضهم تقدم باتجاه الحدود لإلقاء الحجارة ودفع الإطارات المشتعلة وإطلاق الطائرات الورقية المشتعلة والبنزين لإضرام النار في الحقول الإسرائيلية.

وقتلت القوات الإسرائيلي أكثر من 40 فلسطينيا وأصابت المئات بجروح وأثار رد إسرائيل بالقتل انتقادات دولية من جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان.

وتقول الحكومة الإسرائيلية إنها تحمي حدودها وإن قواتها تلتزم بقواعد الاشتباك.

ولكن أسرة الديب لا يهتز دعمها للاحتجاجات. وتقول هدى "أنا أؤيد هاي المسيرات لأنها بتقلق اليهود.. بتخليهم يشعروا انه في ناس بتطالب بوطنها".

(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.