- Investing.com طوال الوقت هناك توقعات وتكهنات حول الاقتصاد العالمي ومعدلات نموه، وما إذا كان سيحظى بسنوات جيدة مليئة بالتطور والازدهار أو سنوات سيئة، أو أنه سيعاني من أزمات صعبة تتسبب في عدم استقراره، وما إذا كانت معدلات نموه ستكون إيجابية أو سلبية، هذه التوقعات تلعب دور كبير ومؤثر في حركة السوق العالمي، ويظل السؤال هنا ما هي العوامل التي تُبنى عليها هذه التوقعات؟.
يوجد الكثير من العوامل التي يعتمد عليها المحللون وخبراء الاقتصاد لبناء توقعاتها عن الاقتصاد العالمي خلال الفترات المقبلة، من أهمها الأحداث السياسية وأسعار النفط والاختراعات والاكتشافات الجديدة والأحوال الاقتصادية بالدول الرائدة وغيرها.
تعد السياسة العالمية المتبعة في أغلب الدول من أكثر العوامل المؤثرة في استقرار ونمو الاقتصاد العالمي ودرجة النمو أو الهبوط، خاصة سياسة الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والهند والصين والدول الأوروبية وبعض الدول الناشئة مثل البرازيل، بحسب تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي.
والدليل على ذلك التوتر والتراجع الذي أصاب السوق العالمي بعد قرار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بالإنسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، حيث أشار تقرير الإيكونوميست" إلى أن الاقتصاد العالمي بوسعه أن ينمو بصورة كبيرة أكبر مما يحدث حاليًا، ولكن المخاوف من قرارات "الغامض" يقصد "ترامب" تمنع هذا النمو وتحد منه، نظرًا لأن المستثمرين أصبحوا غير قادرين على توقع اتجاهاته.
وكان لاتفاق "بريكست" أو التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد التجاري والجمركي مع الاتحاد الأوروبي، أثر قوي على الاقتصاد العالمي كله خلال عام 2016، وهو من الأحداث السياسية التي أثارت ضجة كبيرة بالسوق العالمي، حسب تقرير شبكة "بروكينز"
هناك قاعدة تقول هناك رخيص يعني نمو اقتصادي سريع، حيث إن ارتفاع تكلفة النفط يصيب المستثمرين بالخوف والقلق، لأنه يعكس ارتفاع تكلفة الإنتاج، مما يقلل من خطط الاستثمارات المستقبلية التي تتم على حسب السعر التقديري للنفط وباقي المواد الأولية.
لا يقتصر الأمر على سعر النفط فقط، بل يمتد ليضم باقي عناصر الإنتاج من عمالة وسلع رأسمالية وسلع وسيطة، فتراجع سعر هذه العناصر يحفز المستثمرين على ضخ المزيد من الأموال من أجل الحصول على أرباح أكثر.
خلال السنوات السابقة كان نمو الاقتصاد العالمي مرتبط بالاقتصاد الإنجليزي وقبل سنوات قليلة كان مرتبط بالولايات المتحدة الأمريكية وحاليًا أصبح مرتبط بالاقتصاد الصيني، ففي كل مرحلة يوجد قوى معينة تعد البوصلة التي يمكن من خلالها قياس قوة الاقتصاد العالمي.
خلال فترة الثورة الصناعية شهد الاقتصاد العالمي نمو كبير بسبب اكتشاف قوة الآلة، التي وفرت الكثير من الوقت والجهد، ثم شهد نمو كبير جدًا في تسعينيات القرن الماضي، خلال المرحلة الأولى من الثورة التكنولوجية والمعلوماتية، وخلال المراحل السابقة كان هناك علاقة قوية بين النمو الاقتصادي والاكتشافات والاختراعات.
للأحداث الاستثنائية دور أيضًا في تحديد نمو الاقتصاد العالمي أو تراجعه، فبعض الأحداث الطبيعية مثل الأعاصير والزلازل أو انفجار صراع عسكري بين دولتين أو توتر سياسي بين دولتين مثل ما يحدث الآن بين الصين والولايات المتحدة كل هذه العوامل ترسم خريطة الاقتصاد العالمي مستقبلًا.