💎 اعرف أقوى أسهم الشركات ذات السلامة المالية العاليةهيا استعد

النزاع السعودي-الكندي قد يثير المزيد من القلق للمستثمرين الذين يتطلعون إلى المملكة

تم النشر 09/08/2018, 00:22
محدث 09/08/2018, 00:30
© Reuters. النزاع السعودي-الكندي قد يثير المزيد من القلق للمستثمرين الذين يتطلعون إلى المملكة
CL
-

من سعيد أزهر وكاتي بول ومها الدهان

دبي (رويترز) - يهدد نزاع متفاقم بين السعودية وكندا بشأن حقوق الإنسان بتقويض مسعى الرياض لجذب الاستثمار الأجنبي والذي يواجه بالفعل صعوبات جراء سلسلة مبادرات سياسية ودبلوماسية حازمة من أكبر بلد مصدر للنفط في العالم.

وجمدت المملكة التجارة والاستثمارات الجديدة مع كندا، وطردت سفيرها هذا الأسبوع، مع غضبها من دعوة من أوتاوا للإفراج عن نشطاء حقوقيين أُلقي القبض عليهم.

وقد تلحق تصرفات الرياض بعض الضرر بالتجارة المحدودة بين الدولتين، وعلى سبيل المثال، قالت المؤسسة الحكومية المسؤولة عن شراء القمح في المملكة إنها أبلغت مصدري الحبوب بأنها لم تعد تشتري القمح والشعير الكندي.

لكن النزاع يثير علامات استفهام على نطاق أوسع أمام المستثمرين الأجانب، الذين تعول عليهم الرياض ليصبحوا شركاء، في استثمارات بعشرات المليارات من الدولارات، في تحديث أكبر اقتصاد عربي.

ويعول ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان منذ صعوده إلى السلطة في 2015 على رؤوس الأموال الأجنبية بينما يقود خطة طموحة لتطوير الاقتصاد والخصخصة، تتضمن طرحا عاما أوليا لشركة النفط العملاقة أرامكو السعودية المملوكة للدولة.

وفي الوقت نفسه، فإنه يسعى لاستعراض قوة السعودية في منطقة الخليج التي تشهد عدم استقرار متزايد، ويخوض حربا مكلفة في اليمن، ويعمل على عزل قطر الحليفة السابقة، ويعمق منافسة على النفوذ في المنطقة مع الخصم اللدود إيران.

وفي الداخل، راقب المستثمرون الأجانب عن كثب حملة على الفساد شملت احتجاز أمراء ومسؤولين كبار وبعض رجال الأعمال ممن لهم أنشطة دولية كبيرة.

وقال منتقدون إن النزاع يهدد بإبطاء خطة الاستثمار الأجنبي التي تواجه صعوبات. وتباطأت التدفقات إلى المملكة فيما يرجع بشكل رئيسي إلى هبوط أسعار النفط لسنوات، لكن الاضطرابات في المنطقة تحول دون تسارع التدفقات.

وكتب المعلق السعودي البارز جمال خاشقجي في صحيفة واشنطن بوست "ببساطة، فإن السعودية لا يمكنها تحمل تبعة استعداء أي قطاعات أخرى من المجتمع الدولي وسط حملة عسكرية لا تلقى قبولا في اليمن، إنها مواجهة غير مباشرة مع إيران.

"والأكثر أهمية، فإن خطة التحول الاقتصادي للمملكة تتطلب المزيد من الأصدقاء وليس الأعداء".

* عقود

وقال خاشقجي إن الأمير محمد بن سلمان "يحتاج إلى استخدام وسائل وأساليب مألوفة لدى المستثمرين. إذا خشي المديرون التنفيذيون للشركات من ردود أفعال عنيفة على أي انتقادات محتملة تتعلق باستثماراتهم، فإن الرؤية الجديدة للسعودية ستكون في خطر محدق".

وتصر المملكة على أن لديها مبررات لمعاقبة كندا على ندائها العلني بشأن النشطاء. وشجبت في بيان هذا التصرف ووصفته بأنه تدخل سافر في الشؤون الداخلية للمملكة، ومناف للأعراف الدولية الأساسية وجميع المواثيق الدولية.

واستبعد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يوم الأربعاء حدوث وساطة، وقال إن الرياض قد تتخذ المزيد من الإجراءات.

لكن بالنسبة للبعض، فإن النزاع مع كندا يعزز انطباعا بانتهاج سياسة مندفعة.

فألمانيا، على سبيل المثال، وجدت نفسها في مأزق العام الماضي بعد أن بدت أنها تنتقد روابط السعودية مع لبنان، حيث ردت الرياض باستبعاد الشركات الألمانية من العقود الحكومية.

وأظهرت بيانات من الأمم المتحدة أن الاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية هبط في 2017 إلى أدنى مستوياته في 14 عاما، وهو ما يشكل ضربة لخطط ولي العهد لزيادة تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية إلى المملكة بشكل حاد.

وفي محاولة لتصحيح هذا الإتجاه، استضافت السعودية العام الماضي تجمعا لمستثمرين دوليين في الرياض، على غرار منتدى دافوس، حيث يريد الأمير محمد بن سلمان تحويل عاصمة المملكة إلى مركز مالي إقليمي.

وفي غضون أيام، تبدد الابتهاج بذلك الحدث بفعل الحملة على الفساد التي اتسمت بالصرامة والسرية، وشملت احتجاز رجال أعمال بارزين من بينهم الأمير الوليد بن طلال، الذي يمثل واجهة مجتمع الأعمال السعودي أمام العالم الخارجي.

ودافع الأمير محمد بن سلمان عن الحملة، التي أُطلقت في نوفمبر تشرين الثاني الماضي وشملت احتجاز العشرات من كبار رجال الأعمال وأمراء ومسؤولين بارزين، قائلا إنها ضرورية لمحاربة "سرطان الفساد".

وتم إطلاق سراح معظم المحتجزين، وتقول السلطات إنها تخطط لمصادرة أصول تزيد قيمتها عن 100 مليار دولار.

وكنتيجة لذلك، يواجه مديرو الصناديق معضلة بشأن السعودية، حيث يجرون تقييما لتطورات جذابة مثل الخصخصة وتصنيف المملكة كسوق ناشئة من جانب إم.إس.سي.آي لمؤشرات الأسواق إعتبارا من منتصف 2019، مقابل عوامل أخرى تنطوي على مخاطر في المملكة.

وفي 2017، صدرت السعودية منتجات وخدمات بملياري دولار إلى كندا، وهو أقل من واحد في المئة من إجمالي صادرات المملكة إلى العالم التي بلغت 220.07 مليار دولار، في حين كانت صادرات كندا إلى السعودية أقل من تلك النسبة.

ولم يتضح حتى الآن مدى تأثير النزاع على مثل ذلك النشاط، رغم أن تجميد برامج التبادل التعليمي مع كندا ربما يؤثر على آلاف الطلاب السعوديين، ويكلف الجامعات الكندية فقدان رسوم دراسية بملايين الدولارات.

لكن حتى الآن، لا يزال الغموض يخيم على الأجواء.

© Reuters. النزاع السعودي-الكندي قد يثير المزيد من القلق للمستثمرين الذين يتطلعون إلى المملكة

وقال عمر علام، وهو دبلوماسي كندي سابق ورئيس مجموعة علام الاستشارية العالمية "على صعيد كل الأنشطة، نحن ندخل منطقة خطيرة لا أحد في الواقع يريدها".

(إعداد علاء رشدي للنشرة العربية - تحرير وجدي الألفي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.