من حامد شاليزي وروبام جين
كابول (رويترز) - خاضت قوات الأمن الأفغانية التي يدعمها مستشارون أمريكيون وضربات جوية أمريكية قتالا لطرد مسلحي حركة طالبان من مدينة غزنة يوم الاثنين بعد أن أسفرت الاشتباكات الدائرة هناك منذ أربعة أيام عن سقوط مئات القتلى والجرحى.
ووجه الهجوم على غزنة، وهي مركز استراتيجي على الطريق الرئيسي بين العاصمة كابول وجنوب البلاد، ضربة قوية للرئيس أشرف غني قبل أسابيع من إجراء انتخابات برلمانية وقوض الآمال في احتمال بدء محادثات سلام مع طالبان.
وسيطر المتشددون على منطقتي خواجة عمري شمالي مدينة غزنة وأجريستان في الغرب فيما قال مسؤولون إن العشرات من قوات الأمن الأفغانية قتلوا أو فقدوا.
غير أن وزير الداخلية ويس بارماك قال إن الوضع تحسن بعد ظهر الاثنين مع وصول التعزيزات إلى آخر جيب لطالبان في المدينة.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي في كابول "القوات الأفغانية فرضت سيطرة كاملة على المدينة".
وذكر دبلوماسيون في كابول أن الحكومة أقرت بأن الهجوم أخذها على حين غرة. وبعد أيام دون تعليق علني يذكر من قصر الرئاسة، أعلن غني على تويتر أنه سيتم إرسال تعزيزات إلى المدينة على وجه السرعة.
وقال مسؤولون أفغان إن قوات خاصة أمريكية موجودة في المنطقة للمساعدة في تنسيق الضربات الجوية والعمليات البرية وقال الجيش الأمريكي إن طائراته شنت نحو 24 غارة جوية في المنطقة منذ يوم الجمعة.
وقال اللفتنانت كولونيل مارتن أودونيل المتحدث باسم القوات الأمريكية في أفغانستان "يقدم مستشارون أمريكيون المساعدة للقوات الأفغانية ووجهت قوة جوية أمريكية ضربات قاصمة لطالبان وقتل أكثر من 140 منذ العاشر من أغسطس".
وأضاف أن الحكومة الأفغانية تسيطر على غزنة واستبعد سقوط المدينة على يد قوات طالبان "المعزولة واليائسة" وقال إن الطريق السريع الرئيسي الذي يربط المنطقة بالعاصمة كابول مفتوح.
وقال "عمليات التطهير جارية وهناك اشتباكات متفرقة مع طالبان لا سيما خارج المدينة".
وفيما تقاتل القوات مسلحي طالبان في غزنة قال مسؤول أمني طلب عدم ذكر اسمه إن انتحاريا فجر نفسه قرب مكتب المفوضية المستقلة للانتخابات حيث احتشد عشرات المتظاهرين مما أسفر عن مقتل مسؤول واحد بالشرطة على الأقل وإصابة آخر.
وتجمع المتظاهرون تأييدا لمرشح برلماني استبعدته المفوضية من خوض الانتخابات المقبلة للاشتباه في صلاته بجماعات مسلحة.
* دمار
بعد أربعة أيام من بدء هجوم المتمردين في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة، لا تزال المعلومات الواردة من غزنة مشوشة وغير مكتملة مع تضرر الاتصالات بشدة بعد تدمير معظم أبراج الاتصالات في المدينة بسبب القتال.
غير أن السكان الفارين من المدينة تحدثوا عن دمار واسع النطاق.
وتضاربت البيانات المتعلقة بالقتلى والجرحى . وقال بارماك إن 70 شرطيا قتلوا خلال الاشتباكات لكن مسؤولا أمنيا قال في وقت سابق إن قرابة 100 من أفراد الجيش والشرطة قتلوا.
وأضاف المسؤول أن خسائر طالبان كبيرة أيضا ويشمل ذلك مقتل نحو 50 مسلحا في هجوم جوي مساء الأحد.
ولا يزال عدد الضحايا من المدنيين غير معلوم لكن الفارين من المدينة قالوا إن الجثث مسجاة في الشوارع وإن فرق الإغاثة والمستشفيات تبذل جهودا مضنية لإنقاذ الجرحى.
وقال ريك بيبركورن القائم بأعمال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أفغانستان في بيان "ترد تقارير عن نقص الأدوية في المستشفى الرئيسي.. ولا يتمكن السكان من نقل المصابين لتلقي العلاج".
ويمثل الهجوم على غزنة أقوى صفعة للحكومة منذ أن أوشك المتشددون على السيطرة على مدينة فراه بغرب البلاد في مايو أيار. وقوض الهجوم الآمال في محادثات السلام التي انتعشت منذ هدنة مفاجئة مدتها ثلاثة أيام خلال عطلة عيد الفطر في يونيو حزيران.
وقال أودونيل "من الواضح أن طالبان لم تلتفت لدعوات الشعب الأفغاني لها بالمصالحة والانضمام لعملية السلام".
وقال مسؤول في كابول "المتشددون يعلمون أن قواتنا لن تهاجم المدنيين ولذلك يستخدمون الشبان دروعا بشرية للتجول في أنحاء المدينة وإضرام النيران في المباني".
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)