💎 اعرف أقوى أسهم الشركات ذات السلامة المالية العاليةهيا استعد

الراصد.. تطبيق للإنذار المبكر يساعد السوريين على مراوغة الموت

تم النشر 13/09/2018, 21:38
© Reuters. الراصد.. تطبيق للإنذار المبكر يساعد السوريين على مراوغة الموت

من سارة دعدوش

اسطنبول (رويترز) - تهدر طائرة عسكرية روسية وهي تمر في السماء في الساعة 4:47 مساء بالتوقيت المحلي بعد انطلاقها من قاعدة حميميم الجوية الروسية في غرب سوريا متجهة صوب الشرق.

يدون مراقب ملاحظات عن تلك التفصيلات الثلاث ويفتح تطبيقا على هاتفه المحمول ويدخل تلك المعلومات في الأماكن المخصصة لها.

وبعد 14 دقيقة وعلى بعد 100 كيلومتر يرى عبد الرزاق الطائرة وهي تحلق فوق معرة النعمان، فيفتح التطبيق على هاتفه ويكتب: معرة النعمان، طائرة عسكرية روسية، متجهة صوب الشمال الشرقي.

ويعالج برنامج يسمى "الراصد" تلك البيانات التي تقدر مسار المقاتلة ويرسل تحذيرا يطلق بدوره رسائل عبر فيسبوك وتليجرام وتويتر والأهم أنه يرسل أيضا صفارات إنذار مدوية عبر المدن التي تقع في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في سوريا.

وباتت الضربات الجوية أمرا واقعا في الحياة اليومية لملايين السوريين الذين يعيشون في مناطق المعارضة وأصبحت الغارات أكثر كثافة وحدة بكثير منذ تدخلت روسيا في الحرب في 2015.

وتقول أمية (50 عاما) إنه قبل الراصد، كان التحذير الأساسي من وقوع ضربة جوية هو سماع أزيز الطائرات بأنفسهم وبالتالي يكون قد فات الأوان على التحرك للاحتماء. ونزحت أمية من حلب لريف المحافظة الشمالي الغربي.

وقالت أمية "ما في فائدة أنو الواحد يعمل شي... وأحيانا البراميل نشوفها وهي عم تنزل... يعني نطلع عليها ونشوف البراميل والأطفال تبكي".

وحضرت أمية دورة تدريبية أدارها متطوعون عن استخدام تطبيق الراصد وكيفية النجاة بأفضل السبل من الضربات الجوية. وتعرف الآن أن عليها أن تفتح نوافذ منزلها حتى لا يؤدي الضغط الناجم عن الانفجارات إلى تحطم الزجاج، وأن دورة المياه في وسط المنزل هي أفضل مكان للاختباء.

وأرشد المتطوعون أحفاد أمية الستة، الذين توفي آباء ثلاثة منهم، لما يفعلونه إذا تعرضت مدرستهم لضربة جوية. وتقول نائلة، وهي إحدى المتطوعات، إنهم دربوا الأطفال على الاحتماء أسفل مكاتبهم واتخاذ وضع الجنين إذا سمعوا الإنذار. أما إذا جاء التحذير مبكرا بما يكفي فيمكن للمعلمين اصطحاب الأطفال للاحتماء في الأقبية.

وأشارت نائلة إلى أن النساء كن من الأهداف الرئيسية للحملة وقالت "النساء بتحمل دائما جوال معها، فتصلها الرسالة فين ما كانت، قاعدة بالبيت، قاعدة بالمطبخ، مع جارتها".

وصمم نظام الإنذار أمريكيان هما جون يجر وشريكه في الأعمال ديف لفين. وعمل يجر من قبل مع مدنيين سوريين بحكم عمله في وزارة الخارجية الأمريكية.

وقال "أدركت أن أكبر خطر يهدد السلام داخل سوريا هو القصف العشوائي للمدنيين... فكرنا ببساطة أن هناك المزيد الذي يمكن للمجتمع الدولي أن يفعله وعليه أن يفعله لتحذير المدنيين سلفا من هذا العنف العشوائي".

وتقول شركتهما التي تسمى (هالا سيستيمز) إنها تلقت تمويلا من دول من بينها بريطانيا وكندا وهولندا والولايات المتحدة إضافة لمانحين أفراد.

ويتعاون موظفو الخوذ البيضاء العاملون في مناطق المعارضة مع الراصد لتشغيل صفارات تحذير من الغارات الجوية.

وقال ممرض يدعى يوسف في مستشفى ميداني خارج حلب "كان قبل، وقت يصير في قصف طيران، لحديت يجي لعنا (حتى تصل إلينا) الإصابات، لتوصل لعنا لحتا صرنا نعرف أو يصير عندنا عمل (ندرك) أنو صار في ضربة".

وأوضح "بينما هلأ بخدمة الراصد، صار فورا عن طريق الجهاز أو عن طريق الموبايل، صارت الضربة، يعني عرفنا في المنطقة الفلانية في تجمع سكني، عرفنا أنو في إصابات أكيد".

وأضاف "معتمدين عليه بشكل كتير كبير لأنو هو صار الأساس بشغلنا".

ويعيش نحو ثلاثة ملايين شخص في آخر معقل رئيسي للمعارضة في شمال غرب سوريا نصفهم نزحوا إلى المنطقة فرارا من تقدم قوات الحكومة بمناطق أخرى من البلاد.

ومع استعدادهم لهجوم عسكري متوقع، جهز المدنيون مؤنا غذائية وحفروا ملاجئ، وأعد البعض أقنعة مضادة للغاز تحسبا لوقوع هجوم كيماوي.

* رصد الطائرات

كانت الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها استأنفت الضربات الجوية والقصف البري على إدلب لكن عبد الرزاق الذي يراقب الطائرات ويدرج المعلومات في تطبيق الراصد أوضح أن الأيام القليلة الماضية شهدت هدوءا نسبيا.

وينقر الرجل على صورة طائرة لتحديد نوع الطائرة التي رآها ثم يختار الموقع ويذكر ما تقوم به أو إلى أي مكان تتجه. ويؤدي ذلك لنشر رسائل على قنوات مثل تليجرام منها تحذيرات زمنية لمدن وقرى محددة.

ويراقب عبد الرزاق وهو مدرس سابق للغة الانجليزية الطائرات منذ عام 2011، وانضم مؤخرا إلى الراصد كمراقب.

وقال عبد الرزاق "نحن مجموعة من الشباب متواجدون في أماكن، كل واحد ماسك قطاع معين. فبالعين المجردة بيشوف الطائرة، نوع الطائرة، بيحط التحذير".

وقال لفين المؤسس المشارك لهالا سيستمز إنه بالإضافة لتحذير الناس من الهجمات المفاجئة فإن النظام ساعد أيضا في إخطار الناس بفترات هدوء وجيزة خلال هجمات طويلة.

وخلال الهجوم على الغوطة قرب دمشق في وقت سابق من العام اعتمد المدنيون على هذا النظام لتحديد أوقات خروجهم من الأقبية والملاجئ لجلب الأغذية والمياه.

وقال لفين "منحنا ذلك شعورا كبيرا بالارتياح لأننا كنا حقا مؤثرين حتى عندما كانت السماء تمطر قنابل".

© Reuters. الراصد.. تطبيق للإنذار المبكر يساعد السوريين على مراوغة الموت

(إعداد سلمى نجم ومعاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير ليليان وجدي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.