من بوزورجمهر شرف الدين
لندن (رويترز) - رفض الرئيس الإيراني حسن روحاني استقالة وزير الخارجية محمد جواد ظريف يوم الأربعاء ليقف بذلك إلى جانب حليفه المعتدل الذي تستهدفه منذ وقت طويل سهام المحافظين في إطار خلافات داخلية بين فصائل مختلفة على الاتفاق النووي مع الغرب عام 2015.
وظريف دبلوماسي مخضرم درس في الولايات المتحدة وساعد على صياغة الاتفاق النووي الذي فرض قيودا على البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات على طهران. وأعلن ظريف استقالته عبر موقع إنستجرام يوم الاثنين.
وقال روحاني في خطاب نشرته وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "لأنك كما وصفك قائد الثورة الإسلامية ’الأمين والشجاع والأبي والمتدين’ وفي طليعة المواجهة أمام الضغوط الأمريكية الشاملة، فإنني لا أوافق على استقالتك لأنها تتنافى مع مصالح البلاد".
وفي مؤشر آخر على الثقة، قال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري إن ظريف هو المسؤول الرئيسي عن السياسة الخارجية وإنه يحظى بدعم الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.
ووجه ظريف الشكر للإيرانيين لدعمهم له قائلا في منشور على موقع إنستجرام "بصفتي خادما متواضعا، لم أهتم قط إلا بإعلاء السياسة الخارجية ومكانة وزارة الخارجية".
وبعد إعلان رفض روحاني الاستقالة، قالت وكالة الطلبة للأنباء إن ظريف حضر مراسم استقبال رئيس وزراء أرمينيا في طهران.
ولم يحدد ظريف أسبابا للاستقالة.
لكن قراره كشف عن الشقاق بين المحافظين والمعتدلين بما يدفع خامنئي إلى الانحياز إلى أحد الطرفين.
وقال أحد حلفاء ظريف لرويترز إن الاستقالة ترجع إلى الانتقادات الموجهة لظريف بسبب الاتفاق النووي الذي يواجه ضغوطا متزايدة في إيران منذ انسحاب الولايات المتحدة منه العام الماضي.
ومنذ الانسحاب الأمريكي وإعادة فرض العقوبات، يضطر روحاني لتفسير ما يدعو إيران للابقاء على التزاماتها بموجب الاتفاق دون أن تحصد أيا من الثمار الاقتصادية المتوقعة.
وقالت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء إن وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه، وهو من المعسكر المعتدل، نفى يوم الأربعاء تقارير نائب من المحافظين تفيد أنه قدم استقالته.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير منير البويطي)