من ستيفاني فان دين بيرج وتوبي ستيرلنج
لاهاي (رويترز) - أصدر قضاة استئناف بمحكمة تابعة للأمم المتحدة يوم الأربعاء حكما بالسجن مدى الحياة بحق زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كارادزيتش بعد إدانته بالإبادة الجماعية، مما يضع نهاية لواحدة من أشهر المحاكمات بشأن المذابح وغير ذلك من الفظائع التي ارتكبت خلال حروب البلقان في التسعينات.
وأيد القضاة إدانة كارادزيتش بالإبادة الجماعية في مذبحة سربرنيتشا عام 1995 أثناء حرب البوسنة وقالوا إن الحكم الصادر بحقه بالسجن 40 عاما والذي أصدره القضاة في وقت سابق كان مخففا للغاية مقارنة بخطورة جرائمه وحجم مسؤوليته عنها.
وهلل ناجون في قاعة المحكمة فور انتهاء رئيس المحكمة القاضي فان يونيسن من تلاوة الحكم، بينما بدا كارادزيتش غير مبال وكان اتهم المحكمة بالتحيز ضده.
وقال يونيسن "لم يتمكن كارادزيتش من تقديم الأسباب الكافية للطعن على حكم أول درجة فيما يتعلق بتعمده تنفيذ إبادة جماعية".
وأُدين كارادزيتش (73 عاما) في عام 2016 بضلوعه في المذبحة التي ارتكبتها قوات صرب البوسنة الانفصالية في بلدة سربرنيتشا بشرق البلاد في يوليو تموز 1995 وراح ضحيتها ما يزيد على 8000 رجل وصبي مسلم، كما أدين بقيادة حملة تطهير عرقي دفعت مواطنين من الكروات والمسلمين للفرار من مناطق في البوسنة طالب الصرب بالسيادة عليها.
وطالب المدعون خلال الاستئناف بالحكم على كارادزيتش بالسجن مدى الحياة وإدانته في واقعة إبادة جماعية ثانية لدوره المزعوم في سياسة استهداف غير الصرب في بلدات عدة بالبوسنة خلال السنوات الأولى من الحرب التي استمرت بين عامي 1992 و1995. ورفض القضاة طلب إدانته في واقعة الإبادة الجماعية الثانية لكنهم أيدوا إدانته بارتكاب جرائم حرب أخرى وكذلك جرائم ضد الإنسانية.
والحكم الصادر يوم الأربعاء هو حكم نهائي ولا يمكن الطعن عليه مجددا وسيكون له صدى كبير في دول يوغوسلافيا السابقة، وخصوصا البوسنة، حيث لا يزال الانقسام العرقي موجودا ويعتبر كثير من مواطني صرب البوسنة كارادزيتش بطلا.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)