الرياض، 13 أغسطس/آب (إفي): عقد وزراء الخارجية التابعين للدول الإسلامية الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي اليوم اجتماعهم التحضيري للدورة الاستثنائية الرابعة لمؤتمر قمة التضامن الإسلامي، وذلك في قصر المؤتمرات بمدينة جدة الساحلية بالسعودية.
وبدأت الجلسة الافتتاحية برئاسة الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية السعودي، بعدها ألقى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، كلمة تحدث فيها عن خطورة ما يجري في هذه الأوقات على مستوى العالم الاسلامي، مطالبا بتوحيد الجهود لتمتين أواصر التضامن والتعاون الحقيقيين وتجنب بواعث النزعات وإهدار الإمكانات واستنزاف القدرات.
وعول أوغلو على هذه القمة في قدرتها على حل الأزمات التي تواجه الدول الإسلامية، داعيا إلى الحفاظ على حقوق الأقليات ومناهضة الإرهاب والتمسك بالاعتدال والوسطية والتسامح.
وأشار أوغلو إلى أن منظمة التعاون الإسلامي هي أول من بادر إلى دعوة القيادة السورية للاستجابة للمطالب المشروعة للشعب السوري في التغيير والإصلاح، مؤكدا موقف المنظمة المتمسك بالحفاظ على أمن واستقرار ووحدة سوريا وضرورة وقف أعمال العنف والقتل التي تستهدف المدنيين.
وعبر عن أسفه أن سوريا باتت تعيش مأساة حرب طاحنة، واصفا ذلك بأنه نتيجة متوقعة للتجاهل الذي قوبلت به مطالب الشعب وتطلعاته المشروعة.
وتطرق الأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي في حديثه إلى مدينة القدس الشريف حيث أعرب عن القلق لانتهاك هويتها الإسلامية والمسجد الأقصى، مؤكدا أن ذلك الأمر يتطلب إجراءات استثنائية للتصدي للانتهاكات.
كما أعرب عن قلقه لما يحدث مع طائفة الروهينجيا المسلمة في ميانمار من انتهاك لحقوقها في المواطنة.
واستعرض أوغلو المشكلات التي يمر بها الساحل الأفريقي، ودولة مالي، داعيا إلى وضعها ضمن برنامج عمل المنظمة للسعي إلى حلها قبل أن تتفاقم.
فيما تحدث الأمير سعود عن حالة العالم الإسلامي حيث "استشرت الفتن وبات التشتت والانشقاق والانقسام والتنافر يهدد كيان أمتنا الإسلامية ووصل للأسف الشديد إلى حد العداء والتناحر فيما بين المسلمين أنفسهم بل وأصبح هذا العداء أشد ضراوة من العداء للآخرين".
وقال الأمير إن دعوة الملك السعودي لهذه القمة جاء لدرء الفتن والتصدي للمخاطر الناجمة عنها بما في ذلك التطرف والتعصب والتحريض والعنف والخروج عن إجماع الأمة بتبني منهج مخالف لما جاءت به عقيدتنا السمحة انطلاقا من الحرص على مبادئ ديننا الحنيف وانتهاج مبدأ الوسطية.
واضاف إن البيان الختامي لهذه القمة سيشكل "انطلاقة لعهد جديد لاستعادة تضامننا الإسلامي".
وفي حديث للصحفيين، قبيل انعقاد الاجتماع التشاوري، قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي "أنا هنا أشعر أنني في بيتي فقد سكنت في جدة أربع سنوات، أتمنى كل التوفيق والعزة والسلام للشعب السعودي وللحكومة السعودية".
وعبر وزير الخارجية الإيراني عن تفاؤله بمستقبل الأمة الإسلامية المشرق رغم الدخول في بعض التطورات والحوادث والأزمات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قائلا "في نهاية المطاف نحن مطمئنون وواثقون أن النتيجة النهائية ستكون في صالح الأمة الإسلامية".
يذكر أن الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، يغيب عن الاجتماع التشاوري والقمة الإسلامية، لأسباب صحية بعد إجرائه لعملية جراحية، كما ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس).
وفي حديث خاص لـ(إفي) قال الكاتب والصحفي أحمد ضيف، مدير تحرير الشؤون السياسية في صحيفة الجزيرة المحلية، إن إيران تنفرد بموقف خاص من الأزمة السورية "لا أظن أن هناك دولة أخرى تشاركها رأيها، فهي أحجمت حتى الآن عن إدانة عنف النظام السوري، بل تجهر بدعمه وتصر على بقائه".
لذلك يتوقع ضيف أن يؤدي موقف إيران "المتعنت" إلى خرق الإجماع الإسلامي، وعدم الخروج بموقف موحد حيال الأزمة في سوريا. (إفي)