كيتوتو (الكونغو الديمقراطية)، 13 مارس/آذار (إفي): لا تزال جمهورية الكونغو الديمقراطية التي تعتبر من أكبر دول القارة الأفريقية، تعاني من ويلات الحرب ونتائج النزاع الذي يتسبب في سيل الدماء وتدفع فيه المرأة الثمن باهظا أيضا.
ويقول الكاتب جوزيف كونراد إن منطقة الأحراش الواقعة شرقي البلاد تعتبر "قلب الظلام الدامس" في ذلك النزاع بين قوات الجيش والجماعات المتمردة حيث يستخدم كلاهما المرأة كسلاح في الحرب.
ويستعين كل من الجيش الكونغولي، الذي ينخر فيه الفساد، والجماعات المتمردة بالاستغلال الجنسي للمرأة كسلاح، الأمر الذي انتقدته منظمة العفو الدولية واصفة إياه بـ"الاغتصاب أبخس ثمنا من الرصاص".
وتعيش المرأة الكونغولية التي تتعرض للاغتصاب المنهجي في معاناة مستمرة داخلية وخارجية، حيث تعاني من آلام نفسية حادة فضلا عن نظرة المجتمع لها خاصة وأن العرف السائد في البلاد هو رفض الأزواج أن يستمروا في العيش إلى جانب زوجاتهم اللاتي تعرضن للاغتصاب.
وتوضح إيرين دانيش منسقة قسم البرامج في منظمة (بيبول إن نيد) الإنسانية التشيكية "جرت العادة أن تجد الزوجة التي تتعرض للاغتصاب نفسها وحيدة بلا زوج، نظرة المجتمع مشكلة كبيرة".
يذكر أن دراسة نشرت عام 2011 في مجلة (أميريكان جورنال أوف بابليك هيلث) الطبية، أشارت إلى أن هناك 48 امرأة تتعرضن للاغتصاب كل ساعة في جمهورية الكونغو الديمقراطية وخاصة الشطر الشرقي من البلاد.
وتعيش الكونغو وضعا مأساويا وحالة سلام هشة منذ أن وضعت الحرب الأهلية الثانية أوزارها عام 2003 التي تعتبر "الحرب العالمية الأفريقية" حيث تورطتت فيها تسع دول و20 جماعة مسلحة على الأقل.
وبرغم انتهاء الحرب التي أودت بحياة خمسة ملايين إنسان، رسميا عام 2003 إلا أن العنف لا يزال يلقي بظلاله في مناطق مثل (كيفو الجنوبية) شرقي البلاد على الرغم من نشر 22 ألف جندي من قوات حفظ السلام الأفريقية.
هناك مثل شعبي كونغولي شهير يقول "لا يهم كم من الوقت يطول الليل، لأن النهار آت لا محالة"، إلا أن حلكة الظلام لا تزال تغلف وضع نساء كثيرات في البلاد. (إفي)