من المقرر أن يقوم البنك المركزي الأوروبي اليوم بالإعلان عن سياسته النقدية قبل يوم واحد من الموعد المعتاد للبنك، و ذلك مع احتفال الأسواق الأوروبية بالجمعة الحزينة نهاية الأسبوع الجاري، إذ من المتوقع أن يحافظ البنك على المستويات السابقة لسعر الفائدة، و هذا بالتزامن مع ترقبنا لبيانات قطاع الخدمات الأوروبية بعد خيبة الآمال التي أصابت الاسواق من بيانات قطاع الصناعة التي أشارت للانكماش بوتيرة أعمق خلال آذار.
يتوقع أن يبقي البنك المركزي الأوروبي اليوم سعر الفائدة المرجعي عند 1.0% ضمن المساعي لدعم مستويات النمو المتباطئة جدا خاصة بعد الدخول في ركود اقتصادي طفيف بنسبة 0.2% ، و من غير المحتمل ان يقوم البنك بتيسير السياسة النقدية بشكل أكبر، إذ لا بد من التريّث و مراقبة التطورات الاقتصادية عن كثب خاصة بعد أن قدم عمليتا إعادة تمويل طويلة الأمد أجل كلا واحدة منهم ثلاثة أعوام بحوالي تريليون يورو و بمعدل فائدة زهيد جدا.
تقلصت المخاوف في الأسواق المالية بخصوص اليونان بعد أن حصلت على الدفعة الأولى من قرض الإنقاذ الثانية من الاتحاد الأوروبي و صندوق النقد الدولي، و في الجهة المقابلة فأن المخاوف على مستقبل الانتعاش الاقنصادي له الأثر في جعل التعاملات متذبذبة.
يواجه البنك المركزي الأوروبي العديد من الصعاب، فأداء القطاعات الاقتصادية ضعيف جدا فقد انكمش القطاع الصناعي و الخدمي خلال الشهر الماضي بوتيرة عميقة جدا مما يدعم التوقعات بان القادم أصعب، و هذا مع الارتفاع الكبير في معدلات البطالة في البلاد إلى 10.8% لأعلى مستويات تاريخية.
أكدت بيانات القطاع الصناعي بوقت سابق من الأسبوع الجاري انكماش القطاع بوتيرة سيئة، و اليوم سوف تعلن الاقتصاديات الأوروبية عن مؤشر مدراء المشتريات الخدمي و الذي من المتوقع أن يظهر ثباتا عند المستويات السابقة بدون تعديل، مؤكدة بأن القطاع صاحب المساهمة الأكبر في مستويات النمو قد انكمش بوتيرة أسوا.
نعم، ان هذا الضعف الذي أصاب منطقة اليورو بسبب السياسات التقشفية الصارمة التي شلت عصب الحياة في العديد من البلدان الأوروبية، و خير مثال على ذلك أسبانيا التي شهدت إضراب عاما كبيرا بنهاية الأسبوع الماضي بعد أن أقرت الحكومة تخفيضات عميقة في الإنفاق العام لإعادة العجز في الميزانية العامة للمستويات المقبولة.
في الجهة المقابلة ، و على الرغم من التوقعات بعدم ميل البنك للتحرك نحو سياسة نقدية ميسرة بشكل أكبر، إلا أن دخول منطقة اليورو في ركود اقتصادي طفيف و مع التوقعات بالوقوع في ركود اقتصادي عميق خلال النصف الأول من العام الجاري و الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في المنطقة.
عزيزي القارئ، كل هذه المعطيات تدعم رؤية البعض باحتمالية قيام البنك المركزي الأوروبي بتخفيض سعر الفائدة المرجعي دون 1.0%، ولكن في الوقت نفسه يرى البعض الأخر بأن تخفيض سعر الفائدة لن يكون قبل نهاية الربع الأول من العام الجاري، أو من المحتمل ان يقوم البنك باعلان سياسة ميسرة بتقديم قروض طويلة الأمد لدعم القطاع المصرفي، و لكن نعيد و نكرر بأن هذه التوفعات ضعيفة وسط حالة الترقب المعتادة من البنك الأوروبي.