القاهرة، 19 مارس/آذار (إفي): وقعت مواجهات عنيفة في منطقة رئيسية غربي دمشق اليوم بين ما يعرف بالجيش السوري الحر والقوات النظامية، بعد أن وصلت إلى سوريا بعثة مراقبي المبعوث الخاص للأمم المتحدة، كوفي أنان.
واختلفت حصيلة الضحايا المعلنة المواجهات بمنطقة المزة غربي دمشق التي تضم عددا من السفارات ومقار الأجهزة الأمنية، من مصدر لآخر.
فقد ذكر التلفزيون السوري أن ثلاثة "إرهابيين" وأحد عناصر قوات مكافحة الشغب بالشرطة لقوا مصرعهم في المواجهات التي نشبت بحي المزة، غربي العاصمة دمشق، والذي يوجد به عدد كبير من السفارات الأجنبية ومراكز الأمن.
وأفاد التلفزيون بأن "إرهابيا" آخر اعتقل بعد أن شنت القوات التابعة لنظام الرئيس بشار الأسد هجوما على منزل كانت تستخدمه "جماعات مسلحة"، تتهمها دمشق بإثارة العنف في البلاد، كقاعدة لعملياتهم.
غير أن، مالك كردي، الرجل الثاني بالجيش السوري الحر الذي يضم منشقين، أكد لـ(إفي) أن قواته خلفت عشرات الضحايا في صفوف القوات النظامية بالمزة.
ونفت السلطات السورية عبر التلفزيون الرسمي أن يكون عدد الضحايا الذين سقطوا كبيرا مثلما أشارت منظمات معارضة.
وأكد أحد ساكني الحي، والذي لم يكشف عن هويته، في تصريحاته لـ(إفي) أنه سمع "دوي طلقات نارية مستمر طوال الليلة الماضية وحتى صباح اليوم".
وأضاف هذا الشاهد أن "المواجهات بدأت في منتصف الليلة الماضية تقريبا واستمرت حتى الساعة 06.00 (04.00 ت ج)، بجانب ما لا يقل عن 15 انفجارا. بعد الساعة 08.30 (06.30 ت ج)، سمع تبادل إطلاق نار آخر"، مشيرا إلى أن أحدا لم يستطع النوم لأن الضوضاء كانت قوية للغاية.
وقال ساكن آخر بالحي لـ(إفي) إن "إطلاق النار الشديد والانفجارات القوية" قد أخافته وكان يشعر من داخل بيته بأن "هناك محاولة لغزو الحي".
وأكد الثوار السوريون بالجيش السوري الحر، أنهم تعرضوا لهجوم من جانب قوات النظام، وأنهم انسحبوا بعد ذلك من المنطقة عقب تبادل إطلاق نار طوال الليلة الماضية.
وبعد انتهاء المواجهات، قامت اقلوات النظامية بغلق كافة الطرق المؤدية إلى المزة، وفقا للجان التنسيق المحلية.
وكان حي المزة في الماضي مسرحا لمواجهات، على الرغم من أنها أقل شدة، بين قوات الأمن والثوار، فضلا عن مظاهرات حاشدة لتأييد نظام الرئيس بشار الأسد.
وتتزامن هذه الأحداث مع وصول بعثة مراقبي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي، التي أرسلها أنان إلى سوريا، للتشجيع على وقف إطلاق النار وتقييم الوضع الإنساني.
وأوضحت مصادرمن المنظمتين لـ(إفي) أن مهام البعثة تتضمن أيضا الإعداد لزيارة جديدة للمبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لسوريا كوفي أنان، الذي أجرى زيارة للبلاد يومي 10 و11 من الشهر الجاري والتقى بالرئيس بشار الأسد.
وأضافت المصادر أن مراقبي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي بدأوا مهمة التقييم التي تجرى تحت إشراف السلطات السورية في مناطق حمص (وسط) وحماة (وسط) وطرطوس (غرب) واللاذقية (غرب) وحلب (شمال) ودرعا (جنوب) وريف دمشق (بضواحي العاصمة) بهدف تحليل الاحتياجات الإنسانية.
وكان انان قد أعرب يوم الجمعة الماضي أمام مجلس الأمن عن خيبة أمله حيال رد دمشق على الوساطة بالأزمة السورية، لكنه أكد عزمه على المضي قدما في المفاوضات بعد الحصول على دعم جميع أعضاء المجلس.
وتقدر الأمم المتحدة أن ما يزيد عن 30 ألف سوري هربوا إلى الدول المجاورة، فيما انتقل 200 ألف إلى مناطق أخرى بسوريا منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في مارس/آذار 2011.
وتأتي زيارة بعثة المراقبين بعد أن شهدت دمشق وحلب يومي السبت والأحد الماضيين هجومين أسفرا عن مقتل نحو 30 شخصا وإصابة ما يزيد عن مائة آخرين.
ولا تعد هذه الزيارة الأولى لمراقبين إلى سوريا، حيث كانت بعثة من جامعة الدول العربية قد زارت البلاد في ديسمبر/كانون أول الماضي ولكن تم تعليق عملها في 28 يناير/كانون ثان في ظل تدهور الأوضاع الأمنية.
وتشهد سوريا تظاهرات مناهضة لنظام الأسد منذ منتصف مارس/آذار 2011 قوبلت بقمع من القوات الموالية له، ما أدى إلى مقتل أكثر من ثمانية آلاف شخص وفقا لأحدث بيانات الأمم المتحدة، فيما تقول المعارضة السورية إن عدد القتلى يتجاوز التسعة آلاف.(إفي)