باريس، 2 أغسطس/آب (إفي): اعتبرت فرنسا اليوم ان استقالة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا كوفي أنان توضح صعوبة ايجاد حل للازمة بسوريا.
وذكر وزير الخارجية لوران فابيوس في بيان انه برغم انسحاب أنان "فان وقفا عاجلا لاطلاق النار وتنحي (الرئيس) بشار الاسد وعملية انتقالية سياسية تحترم جميع السوريين تعد اكثر ضرورة من اي وقت مضى".
وكان الوسيط الدولي كوفي أنان قد أعلن استقالته من منصبه اليوم بعد تيقنه من "استحالة" أن يتوصل هو أو اي شخص آخر الى اتفاق سياسي لوضع حد للعنف المستمر منذ 17 شهرا على أراضي البلد العربي.
وقال أنان خلال مؤتمر صحفي اليوم بجنيف "كان من المستحيل بالنسبة لي أو لأي شخص آخر أن يقنع الحكومة أو المعارضة في سوريا باتخاذ الخطوات اللازمة لفتح حوار سلمي وإنهاء الأزمة بالتفاوض، لذا أبلغت الأمين العام بان كي مون بعدم قدرتي على الاستمرار، وانهاء خدمتي في الـ31 من أغسطس".
واعترف أنان بأنه لم يلق الدعم الكاف في مهمته بسبب الانقسام الحاد في موقف المجتمع الدولي إزاء سوريا، وهو ما عقد مهمة الوساطة.
كما حمل مسئولية إراقة مزيد من الدماء الى "تعنت الحكومة السورية في المقام الأول، ثم افراط المعارضة في استخدام السلاح، مع تشتت مواقف المجتمع الدولي".
يذكر أن كوفي أنان، الحائز على جائزة نوبل في السلام عام 2001 والأمين العام السابق للأمم المتحدة بين عامي 1997 و2006 ، قد تولى مهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا في الـ23 من فبراير/شباط الماضي.
وتشهد سوريا أزمة طاحنة منذ مارس/آذار 2011 حين بدأت احتجاجات شعبية ضد الرئيس الأسد للمطالبة بإصلاحات سياسية في ظل حراك "الربيع العربي" الذي امتد لدول أخرى بالمنطقة.
وقوبلت هذه الاحتجاجات بقمع من قوات النظام، ما أدى إلى مقتل ما يزيد عن 15 ألف شخص وتشريد مليون ونصف شخص، بينما يحمل النظام السوري "جماعات إرهابية مسلحة" مسئولية العنف الدموي الذي يجتاح البلاد. (إفي)