بانكوك، 22 أبريل/نيسان (إفي): في إطار الأوضاع المحتدمة على الساحة السياسية في تايلاند، دعا الجيش اليوم آلاف المتظاهرين ضد الحكومة من أصحاب "القمصان الحمر" الذين يطالبون في وسط العاصمة بانكوك منذ أكثر من شهر بحل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة إلى انهاء الاحتجاجات بشكل سلمي لتجنب تعرضهم لإطلاق النار وتفريقهم بالقوة إذا لزم الأمر.
وكانت المرة الأخيرة التي دخلت فيها قوات الأمن في مواجهات مع المتظاهرين في العاشر من الشهر الجاري، وأسفرت عن مقتل 24 شخصا، خمسة جنود و18 متظاهرا ومصور صحفي ياباني.
وقد حذر المتحدث باسم الجيش الكورونيل سونسيرن كايوكومنيرد صباح اليوم المتظاهرين قائلا ان "الوقت ينفد. ارجوكم اخلوا المنطقة وسلموا أنفسكم للسلطات" وأضاف ان "السلطات ستكون حازمة في تفريق المظاهرات وستعم الفوضى (...) لا نرغب في أن تخاطروا بحياتكم".
وتمنح حالة الطوارىء التي أعلنتها الحكومة منذ السابع من الشهر الجاري، الجيش الحق في السيطرة على الأوضاع الأمنية في العاصمة وغيرها من المقاطعات المجاورة، ومنع الاحتشادات في الشوارع، وإعلان حظر التجول.
ولم تستمع لتحذيرات الجيش قيادات الجبهة الموحدة من أجل الديمقراطية ومناهضة الديكتاتورية التي يتبعها أصحاب "القمصان الحمر" انصار رئيس الوزراء السابق ثاكسين شيناواترا، والذين يرفضون العودة للتفاوض مع الحكومة أو الانسحاب من وسط بانكوك دون أن يتم تنفيذ مطالبهم.
وقال ونج توجيراكارن أحد قادة "القمصان الحمر": لا يمكننا التفاوض وهم يستهدفوننا. أبسط الحلول هو حل البرلمان ووقتها سننسحب".
وكان قادة الجبهة قد رفضوا الأربعاء عرضا من جانب الحكومة بحل البرلمان في يوليو/تموز المقبل بعد أن يصادق على الميزانيات.
وقد حصن أصحاب "القمصان الحمر" الأربعاء موقع احتجاجاتها وسط العاصمة بانكوك، استعدادا لأي مواجهة ممكنة مع قوات الأمن، كما نظموا اليوم مسيرة إلى مقر الأمم المتحدة لمطالبة المنظمة الأممية بإرسال أفراد حفظ السلام الذين يعرفون باسم اصحاب "الخوذات الزرقاء".
وقال توجيراكارن في هذا الصدد "نطالب بوجود أصحاب الخوذات الزرقاء لتجنب إرسال رئيس الوزراء أبهيست فيجاجيفا ونائبه سوثيب ثواجسوبان الجنود ليقتلون القمصان الحمر غير المسلحين".
ومن ناحية أخرى قبلت مجموعة من 500 شخص من "القمصان الحمر" الإفراج عن القطار الذين حاصروه مساء الأربعاء في محطة خون كاين شمالي البلاد، لأنهم كانوا يعتقدون أن العسكريين الـ70 الذين كانوا على متنه، فضلا عن 20 عربة مصفحة كانوا موجهين لبانكوك، لتفريق المتظاهرين المناوئين للحكومة الذين يحتلون بعض الشوارع الرئيسية منذ أكثر من شهر.
وسيرافق 10 من "القمصان الحمر" القطار حتى مقاطعة باتاني جنوبي البلاد ليتأكدوا من أن السلطات لم تقم بخداعهم.
ويعد جنوب تايلاند مشهدا لنزاع إسلامي إنفصالي راح ضحيته نحو خمسة آلاف شخص منذ استئنافه عام 2004.
وينتشر نحو 50 ألف جندي ورجل شرطة في العاصمة بانكوك منذ اندلاع المظاهرات المناهضة للحكومة في 14 مارس/آذار الماضي باحتشاد 100 ألف شخص.
واستمرت الاحتجاجات من وقتها بشكل سلمي فيما عدا المواجهات العنيفة التي وقعت في العاشر من الشهر الجاري، وانفجار أكثر من 40 قنبلة يدوية في مكاتب حكومية وفروع مصارف وثكنات عسكرية وغيرها من أماكن أخرى.
وعلى الرغم من أن الاحتجاجات تتركز في العاصمة، إلا أن جنوب البلاد، حيث يتمتع شيناواترا بالمزيد من المواليين، يشهد مظاهرات أخرى تضامنية أقل صدى من احتجاجات بانكوك.
وتشهد تايلاند أزمة سياسية حادة منذ الانقلاب الذي أطاح عام 2006 بشيناواترا المقيم في المنفى بعد إدانته بالسجن لمدة عامين في قضية فساد عام 2008. (إفي)