بغداد، 28 مارس/آذار (إفي): أكد وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، مشاركة عشرة زعماء فقط من القادة العرب في فعاليات الدورة الـ23 لمؤتمر القمة العربية، معتبرا أن قمة بغداد "حدثا عالميا" سيعزز من مكانة البلدان العربية على مستوى العالم.
وفي تصريحات للصحفيين اليوم، قال إن "هناك استجابة جيدة، حيث جاءت تأكيدات من عشرة دول بالمشاركة في القمة على مستوى القادة، إضافة إلى العراق"، لكنه لفت إلى أن هذا العدد قد يتغير صعودا أو هبوطا في اللحظات الأخيرة"، لكنه لم يسم القادة.
وأعلن حضور أربعة من وزراء الخارجية العرب وصلوا صباح اليوم إلى بغداد، بينما وصل سبعة يوم الثلاثاء للمشاركة في اجتماع الخارجية العرب الذي بدأ جلسته الافتتاحية قبل قليل للتحضير للقمة العربية التي ستعقد غدا الخميس.
وسيضع اجتماع وزراء الخارجية العرب، الذي بعقد برئاسة زيباري، اللمسات الأخيرة لمشروع جدول أعمال القمة ومشروع إعلان بغداد الذي سيصدر عن القادة العرب في ختام اعمالهم.
جدير بالذكر أنه كان من المؤمل عقد قمة بغداد في مارس/آذار من العام الماضي، لكنها تأجلت أكثر من مرة بسبب الظروف الاستثنائية التي تمر بها عدد من الدول العربية منذ العام الماضي والتي عرفت بثورات "الربيع العربي".
يشار إلى أن المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية، علي الدباغ، أكد في وقت سابق اليوم بتصريحات لـ(إفي) أن القمة "لن تتأثر" بسبب ضعف التمثيل العربي فيها، مرجعا الأمر إلى المواقف السياسية لبعض الدول، وشددعلى أن الأمر ليس له علاقة بالجانب الأمني في بلاده.
يذكر أن الاجهزة الأمنية العراقية اتخذت تدابير أمنية صارمة في اطار خطة واسعة النطاق لتأمين القمة العربية، وعززت القوات انتشارها في أرجاء العاصمة العراقية، فيما شددت من اجراءات تفتيش السيارات بشكل صارم، لدرجة وصلت إلى أعلان حظر التجوال في محيط المنطقة الخضراء.
ورصدت (إفي) اليوم التدابير الأمنية خلال انتقال الوفد الإعلامي من الفندق إلى القصر الجمهوري الذي تعقد فيه اجتماعات القمة، حبث انتقل الصحفيون بحماية مصفحة عسكرية، رغم خلو الشوارع من المارة، وإغلاق جميع المحال التجارية، إلى جانب الحواجز الأمنية والتفتيش الذاتي داخل المنطقة الخضراء.
وتابع الدباغ أن "العراق لا يستجدي حضور أي دولة في مؤتمر القمة؛ لأنه عاد إلى ريادته وموقعه الطبيعي في المنطقة والعالم"، مضيفا أن "الخاسر في النهاية هو من لم يحضر فعاليات هذه الدورة المهمة والتي تعقد في ظل ما تشهده المنطقة من آزمات وتداعيات رافقت ثورات الربيع العربي".
وقال الدباغ إن العراق "ليس مع نظام دمشق"، محذرا من أن "التدخل العسكري في سوريا سيجعل النيران تطال كل دول المنطقة"، مؤكدا أن بلاده تبحث عن "معادلة تحقق الاستقرار" في البلد العربي، وتساند الشعب السوري.
ولفت إلى أن "هناك عشرة ملفات سيتم تداولها في القمة من الناحية النظرية ولكن عمليا هناك أربعة، سيجري بحثها"، موضحا أن "الأولوية هنا لسوريا في التفاوض والحوار للوصول إلى حل لوقف هدر نزيف الدماء"، موضحا أن "المبادرة العربية ستكون الحجر الأساس".
يذكر أن الحضور الرسمي المتدني في اللقاء العربي، أتضح جليا أمس، في اجتماع وزراء الاقتصاد والمال العرب، الذين افتتحوا أولى لقاءات القمة العربية، وذلك بحضور سبع وزراء فقط من أصل 21 إلى جانب ممثلين عن الدول الأخرى.
وكشفت مصادر دبلوماسية لـ(إفي) أن "شروطا خليجية" رهنت مشاركتها ورفع تمثيلها بمدى استجابة العراق لدعوات تغيير موقفه من الأزمة السورية الذي يعتبرونه داعما لنظام الرئيس السوري بشار الأسد على حساب الانتفاضة الشعبية، وهو الأمر الذي ترفضه حكومة بغداد. (إفي)