اتفق الزعماء الأوروبيون على صفقة لشغل الوظائف الأكثر أهمية فى الاتحاد الأوروبي، مع ترشيح كريستين لاجارد، رئيسة صندوق النقد، لقيادة البنك المركزي الأوروبي، وأورسولا فون دير لين، وزيرة الدفاع الألمانية، لرئاسة المفوضية الأوروبية.
وقدّم قادة الاتحاد الأوروبي دعماً شبه إجماعى لقائمة من الشخصيات التي ستتولى المناصب المهمة في الاتحاد الأوروبي وعلى رأسهم لاجارد، وزيرة المالية الفرنسية السابقة التي ترأست صندوق النقد الدولي، منذ عام 2011.
لكن الصفقة المقترحة لا تزال غير مؤكدة؛ لأنها تواجه مقاومة من قبل أجزاء أخرى في البرلمان الأوروبي.
ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، أنه ينبغى إنهاء المناقشات بين القادة الأوروبيين فى مدة لا تزيد على 5 أسابيع لملء أهم أدوار صنع السياسة فى الاتحاد الأوروبى، والتي أصبحت جميعها شاغرة في الوقت نفسه.
وفي الماضي، لم تضطر الكتلة الأوروبية إلى ملء جميع أدوارها الرئيسية خلال هذه الفترة القصيرة.
وسوف يقوم الفريق المختار بتوجيه الكتلة خلال عصر الاضطرابات، والتعامل مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في أعقاب الأزمة المالية والسياسة التجارية فيما يتعلق بالحمائية الأمريكية والقوة الاقتصادية الصينية.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن الاختيارات الجديدة تعنى أن وظيفة صنع السياسة الأكثر أهمية في الاتحاد الأوروبي ستشغلها النساء للمرة الأولى، وهو عامل لصالح السيدة فون دير لين، في سعيها للحصول على دعم من البرلمان.
ومن بين الشخصيات الأخرى التى تم الاتفاق عليها تعيين تشارلز ميشيل، رئيس وزراء بلجيكا الليبرالي رئيساً للمجلس الأوروبي المقبل، بينما من المقرر أن يصبح جوزيب بوريل، وزير خارجية إسبانيا مسئول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي.
وأشارت «فاينانشيال تايمز» إلى أن اختيار لاجارد، لتحل محل رئيس البنك المركزي الأوروبي، ماريو دراجي، جاء على خلاف التوقعات بعد أن أصبحت علامة مميزة فى التمويل الدولي بعد 8 سنوات قضتها رئيساً لصندوق النقد الدولى، وأربع سنوات في منصب وزير المالية الفرنسي.
ورغم ذلك لا تمتلك لاجارد، خبرة مباشرة فى السياسة النقدية التي يمكن أن تثبت عيبها؛ حيث يبحث البنك المركزي الأوروبي، عن طرق جديدة لمكافحة التضخم الضعيف، وتعزيز اقتصاد منطقة اليورو.
وعلى الجانب الآخر، قالت «لاجارد»، إنها شرفت بترشيحها لرئاسة البنك المركزي الأوروبي، مضيفةً «أنه فى ضوء ذلك وبالتشاور مع لجنة الأخلاقيات التابعة للمجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي، قررت التخلي مؤقتاً عن مسئولياتي كمدير لصندوق النقد الدولي، خلال فترة الترشيح».
وعند السؤال عن افتقار «لاجارد»، إلى الخبرة المصرفية المركزية، أجابت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بأن لاجارد، أظهرت قيادة حقيقية كرئيس لصندوق النقد الدولي، ومن يستطع فعل ذلك يمكنه أيضاً أن يرأس البنك المركزي الأوروبي، وتم أيضًا ترشيح فون دير لين، الحليف القديم للمستشارة الألمانية ميركل، والتي تولت منصب وزير الدفاع الألماني منذ أكثر من 13 عاماً لتحل محل جان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية، وسوف تكون فون دير لين، أول ألمانية تترأس المفوضية خلال نصف قرن من الزمان.
وقال العديد من كبار المسئولين الذين حضروا القمة، إن اسم لاجارد، كان مرتبطاً بالسيدة فون دير لين، كجزء من الصفقة بين باريس وبرلين.
وكان الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، أول من اقترح ترشيح فون دير لين، خلال محادثات الاثنين الماضي ووصف الاتفاق الشامل بأنه «ثمرة تفاهم عميق بين فرنسا وألمانيا وقدرتنا على العمل مع جميع الشركاء الأوروبيين».