من ستيفن فاريل
القدس (رويترز) - اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الأربعاء بمعاداة السامية وإنكار المحرقة النازية، وذلك بعدما قال عباس في كلمة إن الاضطهاد التاريخي لليهود الأوروبيين نجم عن سلوكهم.
وأدانت جماعات يهودية أيضا تصريحات عباس التي أدلى بها في كلمة أمام المجلس الوطني الفلسطيني يوم الاثنين حيث قال إن معاناة اليهود التاريخية لم تكن بسبب دينهم وإنما بسبب "الربا والبنوك".
وكتب نتنياهو على تويتر يقول "يبدو أن من أنكر المحرقة النازية مرة سينكرها دوما".
وأضاف "أدعو المجتمع الدولي لإدانة معاداة السامية الجسيمة من جانب أبو مازن (عباس)".
وقال عباس في كلمته أيضا إن اليهود الذين انتقلوا إلى أوروبا "كانوا كل 10-15 سنة يتعرضون لمذبحة من دولة ما، منذ القرن الحادي عشر حتى الهولوكوست".
وقال الرئيس الفلسطيني مشيرا إلى ثلاثة كتب لمؤلفين مختلفين "يقولون الكراهية لليهود ليست بسبب دينهم وإنما بسبب وظيفتهم الاجتماعية، إذا المسألة اليهودية التي كانت منتشرة في أوروبا ضد اليهود ليست بسبب دينهم بل بسبب الربا والبنوك".
وتابع "الدليل على ذلك كان هناك يهود في الدول العربية، أتحدى أن تكون حدثت قضية ضد اليهود في الوطن العربي منذ 1400 سنة لأنهم يهود".
* "نموذج لفكر شخص معاد للسامية"
وردا على الانتقادات الإسرائيلية قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن تصريحات عباس تعرضت إلى "تحريف" وإنه كان يتحدث عن أراء بعض المؤرخين.
وقال عريقات في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) "الرئيس لم ينف المذابح التي تعرض لها اليهود بما فيها المحرقة وهو يؤمن بالسلام والمفاوضات وبإقامة دولتين تعيشان بسلام وأمن وحسن جوار حسب رؤيته للسلام التي طرحها أمام مجلس الأمن".
وأضاف "أكد الرئيس محمود عباس مرارا احترامه للديانة اليهودية وأن مشكلتنا مع من يحتل أرضنا".
لكن زعماء يهود وآخرين وجهوا انتقادات لعباس على غرار نتنياهو.
وقال مارفين هير وأبراهام كوبر من مركز سايمون فيزنتال المعني بحقوق اليهود ومقره الولايات المتحدة "إن كلمة عباس في رام الله نموذج لفكر شخص معاد للسامية".
وأضافا "بدلا من لوم اليهود، عليه النظر في فنائه الخلفي إلى الدور الذي لعبه المفتي في دعم الحل الأخير لأدولف هتلر".
وكانا يشيران بذلك إلى الحاج أمين الحسيني الذي كان مفتي فلسطين، وإلى ما يعرف "بالحل الأخير" لأدولف هتلر الذي أدى لمقتل ملايين اليهود في أوروبا.
وفي القدس وصف مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، التصريحات بأنها "مزعجة جدا".
وقال "الزعماء عليهم التزام بمواجهة معاداة السامية دائما وفي كل مكان لا الترويج لنظريات المؤامرة التي تؤججها".
وكتب ديفيد فريدمان السفير الأمريكي لدى إسرائيل في تغريدة على تويتر إن عباس "انحدر إلى مستوى جديد عندما عزا سبب المذابح التي تعرض لها يهود على مر السنين إلى 'سلوكهم الاجتماعي'".
وقوبلت تصريحات عباس أيضا بإدانة من وزير الخارجية الألماني هايكو ماس وخدمة العمل الأوروبي الخارجي التابعة للاتحاد الأوروبي أكبر مانح مساعدات للفلسطينيين.
وقال ماس لصحيفة دي فيلت اليومية "نرفض أي تشكيك في المحرقة".
وأضاف "ألمانيا تتحمل مسؤولية أكثر الجرائم فظاعة في تاريخ البشرية" مشيرا إلى أن ذكرى المحرقة هي تذكرة مستمرة بضرورة التصدي لأي شكل من أشكال معاداة السامية.
وقالت خدمة العمل الخارجي الأوروبي في بروكسل في بيان "مثل هذا الخطاب سيستفيد منه فقط الذين لا يريدون حل الدولتين الذي دافع عنه الرئيس عباس مرارا وتكرارا".
وأحجم نبيل أبو ردينة المتحدث باسم عباس عن التعليق على الانتقادات.
وكان عباس (82 عاما) أدلى بتصريحاته في مدينة رام الله بالضفة الغربية خلال اجتماع نادر للمجلس الوطني الفلسطيني الذي يعد بمثابة برلمان لمنظمة التحرير الفلسطينية التي يرأسها عباس.
وحصل عباس على درجة الدكتوراه في التاريخ عام 1982 من معهد الاستشراق في موسكو في عهد الاتحاد السوفيتي آنذاك. وأثارت أطروحته التي كانت تحت عنوان (العلاقات السرية بين ألمانيا النازية والحركة الصهيونية) انتقادات واسعة النطاق من جماعات يهودية اتهمته بإنكار المحرقة.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)