من نتاليا زينتس وتوماس جروف
كييف/دونيتسك (رويترز) - قال متحدث عسكري يوم الأحد إن القوات الحكومية الأوكرانية سيطرت على مركز للشرطة في مدينة لوجانسك الواقعة على الحدود مع روسيا والتي يسيطر عليها انفصاليون موالون لموسكو منذ ابريل نيسان.
وأضاف المتحدث اندري ليسينكو أن القوات رفعت علم أوكرانيا فوق المركز.
وقال للصحفيين إن معدات عسكرية روسية جديدة شوهدت وهي تنقل إلى داخل أوكرانيا قادمة من روسيا خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة ومن بينها ثلاثة أنظمة لصواريخ جراد.
وتابع أن طائرات روسية بدون طيار انتهكت المجال الجوي الأوكراني عشر مرات.
وفي وقت سابق قالت السلطات المحلية إن الانفصاليين أسقطوا طائرة حربية أوكرانية في شرق أوكرانيا خلال الليل بينما قتل عشرة مدنيين على الأقل في معارك شملت قصفا بالمدفعية والمورتر في مدينة دونيتسك التي يسيطر عليها الانفصاليون.
وتجدد القتال في أعقاب مزاعم أطلقها الانفصاليون بأنهم يتلقون مخزونات جديدة من المعدات العسكرية الثقيلة من روسيا بالاضافة إلى 1200 مقاتل. وألقى القتال بظلال من الشك على اجتماع دولي رفيع المستوى سيعقد في برلين وسيضم روسيا وأوكرانيا.
وبلغ الصراع الدائر منذ أربعة شهور في المناطق الناطقة بالروسية في شرق أوكرانيا مرحلة حرجة فيما تتابع كييف وحكومات غربية بقلق لترى إن كانت روسيا ستتدخل لدعم الانفصاليين الذين تحاصرهم القوات الحكومية. وتنفي موسكو عزمها التدخل.
وقال متحدث باسم الجيش الأوكراني إن الانفصاليين أسقطوا مقاتلة أوكرانية من طراز ميج-29 في إقليم لوجانسك وهو أحد إقليمين يسيطر عليهما الانفصاليون المحاصرون الذين يحاولون التصدي لقوات الحكومة التي تتقدم باتجاه مواقعهم.
وأضاف المتحدث أوليكسي دميتراشكيفسكي أن الطيار تمكن من القفز من الطائرة وعثر عليه فيما بعد.
وهز تحطم الطائرة والمعارك خلال الليل مدينة دونيتسك أكبر مدن شرق البلاد التي لا تزال أيضا تحت سيطرة الانفصاليين رغم الحملة الشرسة للحكومة.
وذكرت السلطات المحلية أن مالا يقل عن 10 مدنيين قتلوا.
وقال الحرس الوطني الأوكراني إن قواته اعتقلت قائدا ميدانيا للانفصاليين من إقليم لوجانسك بالاضافة لثلاثة عشر شخصا آخرين للاشتباه في ضلوعهم "بأنشطة إرهابية."
وقال الحرس الوطني "يرتدي الارهابيون ملابس عادية ولا يحملون معهم سوى جوازات سفرهم ويحاولون التصرف كمواطنين عاديين سلميين في وسائل النقل العامة في مسعى لعبور نقاط التفتيش الأوكرانية.. ومن بين هؤلاء المقبوض عليهم قائد ميداني لجماعة لوجانسك الإرهابية".
وقال الكسندر زخارتشينكو رئيس وزراء ما يسمى بجمهورية دونيتسك الشعبية يوم السبت إن الانفصاليين يتسلمون في الوقت الحالي نحو 150 مركبة مدرعة بينها 30 دبابة كما سيصل لهم 1200 مقاتل مدرب وانهم سيشنون هجوما مضادا على قوات الحكومة.
وقال في مقطع فيديو سجل يوم الجمعة "سينضمون في أكثر اللحظات الحاسمة." ولم يحدد من أين ستأتي المركبات.
ومن المؤكد أن يتم التطرق إلى موضوع تجدد القتال ومزاعم الانفصاليين بتلقي تعزيزات من روسيا خلال اجتماع من المقرر عقده في برلين في وقت لاحق اليوم بين وزراء خارجية أوكرانيا وروسيا وألمانيا وفرنسا.
وقالت فرنسا إن الاجتماع قد يكون خطوة أولى على طريق عقد قمة سلام.
وتعرضت موسكو لعقوبات غربية بسبب ضمها لشبه جزيرة القرم الأوكرانية والاتهامات الموجهة لها بدعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا بالجنود والعتاد والتمويل. وتنفي روسيا هذه الاتهامات.
*علامة على القلق
وبعد التصريحات الأخيرة للمتمردين قال متحدث باسم حكومة ألمانيا إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اتفقت مع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو في اتصال هاتفي أمس السبت على ضرورة وقف شحنات الأسلحة للانفصاليين في أوكرانيا والتوصل إلى وقف لاطلاق النار.
وتصاعد الخطر من نشوب حرب بين روسيا واوكرانيا يوم الجمعة عندما أعلنت كييف أنها دمرت جزئيا طابورا من العربات المدرعة التي عبرت الحدود من روسيا. وأدى التقرير إلى موجة بيع للأسهم العالمية.
لكن موسكو لم تلوح بالرد ووصفت زعم أوكرانيا أن عربات مدرعة تابعة لموسكو دخلت الأراضي الأوكرانية بأنه "خيال".
وقالت الأمم المتحدة هذا الشهر إن ما يقدر بنحو 2086 شخصا بينهم مدنيون ومسلحون قتلوا في الصراع المستمر منذ أربعة شهور. وتضاعف هذا العدد تقريبا منذ نهاية يوليو تموز عندما كثفت القوات الأوكرانية هجماتها ونشب القتال في المناطق الحضرية.
وفي دونيتسك التي تحاصرها قوات كييف أطلقت نيران المدفعية باتجاه مبان سكنية فقتل وأصيب بعض السكان. ونفى مسؤولون في كييف اطلاق نيران الأسلحة الثقيلة على مناطق سكنية.
وفي مزيد من التوترات تتباين منذ أيام مواقف روسيا وكييف من قافلة مكونة من 280 شاحنة روسية تحمل الماء والغذاء والدواء ولا تزال على بعد 20 كيلومترا عن الحدود الأوكرانية.
وقال مراسل من رويترز إن 16 شاحنة من القافلة غادرت موقف الشاحنات في غرب روسيا حيث تنتظر القافلة منذ أيام وتوجهت إلى الحدود الأوكرانية.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الأحد إن حرس الحدود الروسي والأوكراني ومسؤولي جمارك اتفقوا على المضي قدما في عملية تفتيش أول دفعة من الشاحنات في قافلة روسيا للمساعدات الانسانية لأوكرانيا.
ومن المقرر أن تتجه القافلة من روسيا إلى أوكرانيا تحت رعاية الصليب الأحمر.
وذكر الصليب الأحمر أنه لايزال بانتظار تلقي ضمانات أمنية من الأطراف المتحاربة في شرق أوكرانيا قبل التحرك بالقافلة.
وذكرت الحكومة الأوكرانية في وقت متأخر يوم السبت أنها صنفت القافلة الروسية على أنها مساعدات انسانية مما يعني السماح لها من حيث المبدأ بعبور الحدود تحت رعاية الصليب الأحمر.
وتقول روسيا إن هدف القافلة انساني بحت وهو دعم المدنيين في المناطق المتضررة من الصراع لكن أوكرانيا تخشى أن تكون "حصان طروادة" الذي تهرب موسكو من خلاله امدادات عسكرية أو تتخذه كذريعة للتدخل العسكري.
وتسببت الأزمة في تراجع علاقات روسيا بالغرب إلى أسوأ مستوى لها منذ الحرب الباردة وفرض مجموعة من القيود التجارية التي تضر بالاقتصاد الروسي واقتصادات في أوروبا.
وعلى الأرض ترجح كفة القوات الأوكرانية التي طردت الانفصاليين من مناطق واسعة وحاصرتهم بالكامل تقريبا في دونيتسك ولوجانسك. وتقول كييف إنها تسيطر الآن على طريق بين المدينتين رغم قتال عنيف نشب على الطريق الليلة الماضية.
وتقول روسيا إن الهجوم الأوكراني يتسبب في أزمة انسانية للمدنيين في المدينتين وتتهم قوات كييف باطلاق نيران الأسلحة الثقيلة دون تمييز في المناطق السكنية وهو ما تنفيه كييف.
وخلال الأسبوع المنصرم أقيل ثلاثة من كبار قادة المتمردين مما يشير إلى خلاف متصاعد بشأن سبل تحويل دفة الصراع لصالحهم.
(إعداد ليليان وجدي وياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير سها جادو)