كانيو نيجرو (كوستاريكا)، 28 مارس/آذار (إفي): في شمالي كوستاريكا تقع محمية "كانيو نيجرو" على مساحة نحو 10 آلاف هكتار تعد ملاذا للطيور والتماسيح والأسماك والتي تجلب كل عام الآلاف من السائحين من داخل وخارج البلاد، فضلا عن العلماء والباحثين.
ويستمتع من يزور هذه المحمية أيضا بالمناظر الطبيعية مثل الانهار والأراضي الرطبة والغابات وما بها من تنوع بيولوجي.
ويعد نهر فريو هو الرافد الرئيسي في المنطقة، ولكن توجد أيضا العديد من البحيرات والأراضي الرطبة التي تعيش بها نحو 350 نوعا من الطيور و78 نوعا من الثدييات وأكثر من 300 نوع من الأسماك.
ومن بين هذه الأسماك تعيش في المنطقة أسماك الجار الاستوائية (Atractosteus tropicus) النادرة المهددة بالانقراض المعروفة أيضا باسم "السمك التمساح" والتي على الرغم من أن لها تاريخ طويل حيث أنها عاشت في المكسيك وكوستاريكا منذ 50 مليون سنة، فهي استطاعت التأقلم مع الحياة المعاصرة بفضل قوتها وقدرتها على تحمل التغييرات البيئية، كما انها تحولت إلى أسماك محبوبة من جانب سكان المنطقة.
ويشكل الصيد المشكلة الأكبر التي تهدد هذا النوع من السمك، حيث أنه يعد الأكثر استهلاكا شمالي كوستاريكا، وإزاء هذا الأمر قامت السلطات بفرض حظر على صيده من شهر مارس/آذار الجاري وحتى أغسطس/آب المقبل.
وأوضحت سارة دياث، رئيسة جمعية تنمية المجتمع بالمنطقة أن سكان "كانيو نيجرو" استغلوا هذه الاسماك خلال السنوات الأخيرة لجذب السائحين الذين يقومون باصطيادها ثم إعادتها للمياه.
وتحولت عظام وقشور هذه الأسماك إلى مصدر لدخل سكان المنطقة، حيث يقومون باستخدامها لتصنيع منتجات يدوية لبيعها للسائحين.
وتكريما لهذه الأسماك، تحتفل المنطقة سنويا في آخر اسبوع من أكتوبر/تشرين أول بمهرجان الجار الذي يتضمن فعاليات ثقافية تروج للاستخدام المستدام للموارد الطبيعية في المكان، كما يتم خلاله تسويق المنتجات المصنعة من هذه الأسماك.
وبعيدا عن الأسماك، من السهل رؤية التماسيح في مياه المنطقة التي يؤكد سكانها أنها حيوانات "سلمية"، وهو ما يثبته قيام الأطفال بالاستحمام في الأنهار هناك دون خوف.
ومن بين الأمور التي تهدد هذه المنطقة الثرية بالتنوع البيولوجي التوسع الزراعي بالقرب منها خلال السنوات الماضية، وخاصة زراعة الأناناس.
ووفقا لدياث، فإن سكان "كانيو نيجرو" يرفضون زراعة الأناناس حيث انها تستلزم استخدام مواد كيميائية قد تلوث مصادر المياه وتؤدي إلى تآكل التربة. (إفي)