مدريد، 18 يوليو/تموز (إفي): طالبت صحيفة "الباييس" الإسبانية واسعة الانتشار، اليوم رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريجث ثاباتيرو، بالرحيل والدعوة إلى انتخابات مبكرة، قبل حلول مارس/ آذار 2012 ، الموعد المحدد للانتخابات العامة.
وفي افتتاحيتها اليوم بعنوان "نهاية عصر" تحذر الصحيفة "في الوقت الحالي، نحن أمام بلد مهدد بالانهيار، بينما اقتصاده عالق في دوامة فوضى الأسواق المالية التي طالت كل أوروبا"، موضحة: "إذا أراد ثاباتيرو أن يسدي هذا البلد الصنيع الأخير، فليسارع بترك السلطة في أقرب فرصة".
وأضافت الصحيفة: "الناخبون الإسبان، بصفة عامة وأنصار الحزب الاشتراكي بصفة خاصة سوف يكونوا ممتنين جدا لهذا الصنيع".
وترى "الباييس" أنه منذ أن أثار ثاباتيرو الشكوك حول احتمالات استمراريته في سدة الحكم أواخر 2010 ، "بشكل غير رسمي وغير مسئول"، سارت الأمور من سيئ إلى أسوأ.
وتستعرض المقالة موقف البلاد الحالي والضغوط العنيفة التي تتعرض لها بسبب تأثير أوضاع الأسواق المالية، ولكن توضح الصحيفة: "الأمور تسير بلا رؤية محددة، فضلا عن وجود مشاكل اجتماعية حقيقة، بصرف النظر عن الأيديولوجيات القائمة، وكلها أسباب أكثر من كافية لزيادة الشعور بعدم الاستقرار".
وتحذر الصحيفة من أن الأزمة التي تعصف بالأسواق المالية الأوروبية من شأنها أن تخنق موارد الموازنة العامة، بعد أن خنقت بالفعل عددا من الشركات من كل الأحجام، مؤكدة أن "إسبانيا تسرع بشكل مقلق نحو طريق الضياع الذي انجرفت فيه من قبل دول مثل اليونان وإيرلندا والبرتغال".
وتتابع الصحيفة: "سيكون من غير المنصف تحميل الحكومة مسئولية كل المساوئ التي جرت، نظرا لأن قدر كبير منها يقع على عاتق المنظومة الأوروبية، ولكنه سيكون من المجحف أيضا عدم الاعتراف بنصيب إسبانيا منها".
وترى الصحيفة أنه بصرف النظر عن قدر أوروبا على مشاكلها من عدمه، فإن "انعدام الثقة في إدارة ثاباتيرو، أصبح أمرا لا يمكن علاجه، فيما تنذر النظرة التشاؤمية حيال قدرة الحكومة الحالية على التعامل بحكمة مع الظروف الراهنة سوف يؤدي إلى تفاقم مشاكل إسبانيا في المستقبل".
وتؤكد الباييس أنه منذ فترة طويلة، لم تعد مبادرات الحكومة الإسبانية إزاء التحديات التي تواجهها تحظى بتأييد أو مصداقية الشعب، وهو ما انعكس في نتائج الانتخابات البلدية في 22 مايو/آيار الماضي التي مني فيها الاشتراكيين بخسارة كبيرة، كما أعقبها تزايد احتجاجات حركة "الغاضبون" التي عمت أرجاء البلاد، ضد الأوضاع الراهنة.
وتشير الصحيفة إلى أن ثاباتيرو يتمتع بالشرعية المطلقة، وله كامل الحرية في البقاء حتى نهاية الفصل التشريعي الحالي في مارس/آذار المقبل، إلا أن الأوضاع الراهنة والعجز الذي تتسم به الحكومة في مواجهة التحديات القائمة، يجعل من الضروري "وضع نهاية لهذا الفصل التشريعي بأسرع ما يمكن"، والاستجابة للمقترحات التي تنادي بإجراء الانتخابات في نوفمبر/ تشرين ثان المقبل.
بالإضافة إلى المقال الافتتاحي، تنشر الباييس مقالا آخرا لرئيس مجلس إدارة الجريدة، خوان لويس سبريان بعنوان "خفة الكائن التي لا تحتمل"، وهو عنوان مقتبس من رواية للكاتب البلجيكي ميلان كونديرا، يطالب من خلاله ثاباتيرو، بالتخلي عن تحليلاته المتفائلة، والبدء في وضع جدول زمني قابل للتصديق، لإجراء الانتخابات العامة. (إفي)