Investing.com - أشارت بعض التقارير الصادرة لوكالة "بلومبرغ" الأمريكية أن كلا من منظمة "أوبك" العالمية وروسيا يسعيان في الوقت الحالي لتغيير سياستهم المتمثلة في خفض مخزونات النفط حول العالم، وذلك على الرغم من النجاح الملحوظ الذي أثمرت عنه تلك السياسة خلال الفترة الماضية.
وكانت منظمة "أوبك" وروسيا قد إتفقتا منذ عام على خفض إنتاجهما من خام النفط، وذلك لمواجهة الإنهيار الذي شهدته أسعار النفط العالمية نتيجة ارتفاع مخزونات النفط العالمية، أما خلال هذه الفترة الحالية وبعد النجاح الذي تم تحقيقه تسعى أوك وروسيا لتغيير هدفهم المرجو، الأمر الذي يوضع العديد من علامات الإستفهام حول تغيير تلك السياسة.
وأشار "خالد الفالح" الذي يشغل منصب وزير الطاقة لدى المملكة العربية السعودية إلى ضرورة النظر إلى مدى سرعة إستهلاك مخزونات النفط، وذلك بدلا من مقارنة تلك المستويات بمتوسطها خلال خمس سنوات، موضحا أن هذا الإجراء الذي يطلق عليه اسم "تغطية الطلب القادم" يعمل على قياس المدة التي يمكن من خلالها تغطية هذا المخزون.
وأضاف "الفالح" أن هذا المقياس يوضح معدل نمو الاستهلاك خلال السنوات الماضية بشكل أفضل، ولكنه لن يضمن استكمال سياسة المنتجين حول خفض انتاج النفط خلال الفترة المتبقية من العام الجاري.
وبحسب ما وورد في تقرير وكالة الطاقة الدولية لشهر ديسمبر أن المخزون النفطي في البلدان المتقدمة يكفي لتغطية 60.6 يوماً من الطلب, وهو مستوى يبدو متماشيا مع حقيقة التراجع لمتوسط الخمس سنوات.
ومن ناحية أخرى فإن منظمة "أوبك" لم تشير إلى استهداف مخزونات النفط في الدول المتقدمة فقط، وذلك بسبب بعض البيانات الغامضة والغير كاملة والتي لايمكن الوثوق بها من قبل أعضاء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وأكدت البيانات الصادرة من وكالة الطاقة الدولية أن المخزون النفطي للدول المتقدمة ارتفع بنحو 52 مليون برميل فوق متوسط الخمس سنوات بحلول شهر ديسمبر.
ومن ناحية أخرى فقد صرحت شركة الخدمات المالية "سيتي جروب" أن منظمة "أوبك" نجحت في إنجاز مهمتها نحو خفض المخزون العالمي، وأن إدراج بعض البلدان مثل السعودية والبرازيل في منظمة التعاون الاقتصادي أدى إلى خفض مخزونات النفط العالمية لأدنى متوسط خلال الخمس سنوات.
والجدير بالذكر أن في يناير عندما تتغير فترة الخمس سنوات التي يتم حساب متوسطها من عام 2012 وحتى عام 2016 إلى الفترة ما بين 2013 إلى 2017، سنلاحظ ارتفاع المتوسط بشكل ملحوظ، الأمر الذي يوضح اقترابه من المستوى الحالي لنفس المخزونات النفطية، مما يعني انحسار التخمة.
وفي النهاية فإن البيانات التي تشير إلى أن وفرة المعروض النفطي قد انتهت غير واقعية تماما، وذلك لأنها احتسبت لفترة كانت فيها المخزونات النفطية متفاقمة بالفعل.