واشنطن، 30 مارس/آذار (إفي): يستقبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم للمرة الأولي منذ توليه الحكم في يناير/كانون ثان 2009 نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في البيت الأبيض، في لقاء وصفه الإليزيه بأنه فرصة جيدة لتخطي الخلافات و"الاحتفال بالصداقة" بين الدولتين.
وعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكي قد استقبل منذ توليه الحكم العديد من الرؤساء الأوروبيين في البيت الأبيض، وعلى رأسهم رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريجث ثاباتيرو، إلا أن زيارة الرئيس الفرنسي سيكون لها طابع مميز باعتبار أنها تتضمن أيضا عشاء خاص على شرف الضيف الأوروبي وقرينته.
وقال قصر الإليزية إن حفل العشاء الخاص الذي يجمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي بالإضافة إلى سيدة الولايات المتحدة الأولى ميشيل أوباما ونظيرتها كارلا بروني، والذي لم يقم لزعماء آخرين من الاتحاد الأوروبي، يعد دليلا على "الصداقة القوية وتقدير فرنسا" من جانب الولايات المتحدة.
بينما يرى نيل جاردينر، مدير مركز حرية مارجريت تاتشر، التابع لمؤسسة هيريتاج، أن حفل العشاء الخاص الذي يجمع الرئيسين لا يعني بالضرورة بداية "علاقة خاصة" بين الجانبين، وإنما هو مجرد "بادرة ودية"، باعتبار أن الواقع يؤكد أنه مازال هناك بعض الخلاف القائمة بين واشنطن وباريس.
ويقول جاردينر المتخصص في العلاقات الأمريكية الأوروبية إن أوباما كان قليل الحماس حيال حلف الأطلسي، كما أنه بذل القليل من الجهد في إقامة صداقات مع الزعماء الأوروبيين.
أما ساركوزي،الذي يعتبر في نظر الأمريكيين أكثر الرؤساء الفرنسيين ميلا للولايات المتحدة، فقد دأب في مناسبات مختلفة على توجيه النقد لنظيره الأمريكي متهما إياه بالضعف والافتقار للحنكة في التعامل مع الملفات الدولية.
وكان المحور الرئيسي للانتقادات التي وجهها الرئيس الفرنسي لأوباما يتركز في كيفية التعامل مع ملف إيران النووي، إذا أبدى الأخير منذ توليه الحكم ميلا تجاه التقارب مع طهران، فيما يعد الأول من أكثر المطالبين بالتشدد معها.
وعلى الجانب الآخر انتقدت واشنطن موقف فرنسا في أفغانستان، كونها لم توافق على زيادة قواتها في البلد الآسيوى تماشيا مع الاستراتيجية الجديدة التي أعلنها أوباما أواخر العام الماضي، على الرغم من أن باريس أعلنت أنها ستبقي هناك على نحو ثلاثة آلاف و750 عنصرا من قواتها.
وبدت الخلافات بين البلدين واضحة عندما قام أوباما بزيارة فرنسا في يونيو/حزيران الماضي للمشاركة في الاحتفالات بالذكرى الـ65 لمعركة نورماندي.
ورفض الرئيس الأمريكي حينذاك، دعوة نظيره الفرنسي بحضور حفل عشاء خاص في قصر الإليزية، وفضل أوباما أن يتناول العشاء في أحد المطاعم الفرنسية مع أسرته الصغيرة.
ويشار إلى أنه قبل حفل العشاء الذي سيعقد اليوم سيقوم الزعيمان باستعراض القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الوضع في الشرق الأوسط وأفغانستان وباكستان والتغيير المناخي، بالإضافة إلى مناقشة الملف النووي الإيراني المثير للجدل والعقوبات المحتملة على طهران.
كما سيكون اللقاء فرصة لبحث القضايا التي ستطرح للنقاش خلال قمتي مجموعة العشرين المزمعتين في كندا وكوريا الجنوبية.
وكان ساركوزي قد استهل زيارته للولايات المتحدة من نيوروك، التي اجتمع فيها مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، كما ألقي كلمة أمام طلاب وأساتذة جامعة كولومبيا العريقة.
وأكد الرئيس الفرنسي في كلمته على "أن المجتمع الدولي يواجه اختبارا للتحدي حتى لا تمتلك طهران أسلحة نووية"، معولا على "انضمام الصين وروسيا لتأييد العقوبات التي يسعى الغرب لفرضها على النظام الإيراني".
وتطرق الرئيس الفرنسي خلال مداخلته أيضا إلى مكافحة الإرهاب وإصلاحات مجلس الأمن، بالإضافة إلى تناوله تطور الاقتصاد العالمي والأنظمة المالية.
ومن المقرر أن يتوجه الرئيس الفرنسي إلى مجلس الشيوخ الأمريكي، حيث سيجتمع مع جون كيري الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس. (إفي)