شنغهاي (رويترز) - قالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في بيان في وقت متأخر يوم الأربعاء إن جهاز الرقابة الصيني أغلق موقعها على الانترنت في خطوة تأتي بينما تتصاعد التوترات في هونج كونج بين المحتجين المطالبين بالديمقراطية والشرطة.
وأضافت هيئة الإذاعة البريطانية أن هذا الإجراء يبدو انه "رقابة متعمدة". ولم توضح السبب الذي ربما كان الدافع إلي هذه الخطوة من جانب بكين التي أغلقت أيضا المواقع الالكترونية لصحيفة نيويورك تايمز ووكالة أنباء بلومبرج وموقع هيئة الإذاعة البريطانية باللغة الصينية.
وقال بيتر هوروكس مدير مجموعة الخدمات العالمية بهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي تدين بشدة أي محاولات لتقييد حرية الحصول على الأخبار والمعلومات ونحن نحتج لدى السلطات الصينية. يبدو أن هذه رقابة متعمدة."
ولا يزال موقع هيئة الإذاعة البريطانية باللغة الانجليزية غير متاح في الصين حتى يوم الخميس.
وردا على سؤال حول هل تم إغلاق الموقع قال هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن الصين تتمتع "بحرية انترنت كاملة".
وأضاف "في نفس الوقت تدير الحكومة الصينية الانترنت وفقا للقانون."
وفي هونج كونج استخدمت الشرطة رذاذ الفلفل في وقت مبكر يوم الخميس لمنع المحتجين المطالبين بالديمقراطية من إغلاق طريق رئيسي قرب مكتب رئيس السلطة التنفيذية للمدينة وسط غضب عام من قيام الشرطة بضرب أحد المحتجين في اليوم السابق.
وتتبع هونج كونج حكم الصين بموجب نظرية "دولة واحدة ونظامان" التي تمنح المستعمرة البريطانية السابقة حكما ذاتيا واسع النطاق وحريات لا تحظى بها باقي الأراضي الصينية الخاضعة لحكم الحزب الشيوعي. وتطالب الاحتجاجات بإجراء انتخابات حرة.
لكن الصين التي تصف الاحتجاجات بأنها غير قانونية تقول إنه يحق فقط للمرشحين الذين تحددهم لجنة ترشيح خوض الانتخابات التي تشهدها المدينة لانتخاب رئيس سلطة تنفيذية جديد في 2017. وهناك مخاوف من امتداد الدعوات المطالبة بالديمقراطية إلى باقي المناطق الصينية.
وأبلغ مسؤول صيني بارز وسائل إعلام أجنبية في هونج كونج يوم الأربعاء أن الصين لاحظت تدخلا في الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في المدينة من قوى خارجية ودعا الصحفيين الدوليين إلي تغطية الأحداث "بموضوعية".
وفي وقت سابق هذا الشهر أصدرت محكمة صينية أحكاما جديدة تضيق الدائرة على ما يمكن لمستخدمي الانترنت نشره على الشبكة وهو ما يعكس رغبة بكين في السيطرة على الرأي العام.
وهذه ليست المرة الأولى التي يغلق فيها الموقع الالكتروني لهيئة الاذاعة البريطانية في الصين. ففي 2010 أغلق الموقع بضعة أيام بالتزامن مع حفل منح جائزة نوبل للسلام للمنشق الصيني ليو شياو بو.
ووفقا لجماعة (جريت فاير) لمكافحة الرقابة ومقرها الصين أغلق موقع (بي بي سي) باللغة الانجليزية جزئيا خلال التسعين يوما الماضية لكن أغلق كليا فقط يوم الأربعاء.
وقال هوروكس "تقدم بي بي سي أخبارا محايدة وموثوقا بها إلى ملايين الناس حول العالم ومحاولات فرض رقابة على خدماتنا الإخبارية تظهر مدى أهمية أن تصل معلوماتنا الصحيحة إليهم."
(اعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية - تحرير أميرة فهمي)