من لويس شاربونو وجون أيرش
لوزان (سويسرا) (رويترز) - قال مسؤول أمريكي بازر يوم الجمعة إن أحدث مفاوضات بين القوى العالمية الست وإيران بشأن برنامج طهران النووي كانت "شاقة وجادة للغاية" وإن الأيام القليلة المقبلة ستظهر إن كانت الجمهورية الإسلامية على استعداد لاتخاذ القرارات الصعبة الضرورية.
وقال المسؤول الكبير بوزارة الخارجية طالبا عدم نشر اسمه إنه يأمل أن يكون تحرك الرئيس الإيراني حسن روحاني للتواصل مع قادة القوى الست يوم الخميس "مؤشرا على أن إيران مستعدة لاتخاذ بعض القرارت الصعبة."
وذكر المسؤول أن وزراء خارجية آخرين من مجموعة القوى الست التي تضم بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة سيصلون خلال الأيام المقبلة للانضمام للمحادثات في مدينة لوزان السويسرية قبل إنقضاء مهلة في نهاية مارس آذار للتوصل لاتفاق إطار سياسي.
وتجتمع طهران والقوى الكبرى في لوزان بسويسرا لإعداد اتفاق إطار سياسي بحلول نهاية الشهر الحالي يضع الأسس لاتفاق شامل بحلول 30 من يونيو حزيران.
وبموجب التسوية النهائية توقف طهران الأنشطة النووية الحساسة لمدة عشر سنوات على الأقل مقابل رفع العقوبات المالية والنفطية الدولية المفروضة عليها. ويهدف هذا الاتفاق إلى إنهاء المواجهة النووية المستمرة منذ 12 عاما مع الغرب وخفض مخاطر اندلاع حرب في الشرق الأوسط.
وقال دبلوماسي غربي إن أي تخفيف أولي لعقوبات الأمم المتحدة على إيران إذا أبرم اتفاق - وهو واحد من مطالب طهران الرئيسية - قد يشمل "لفتات" مثل رفع أسماء أفراد وكيانات من القوائم السوداء لتجميد الأرصدة وحظر السفر مضيفا انه يتعين على طهران التحرك أكثر للسماح بالتوصل إلى اتفاق في الأيام القادمة.
وأضاف أن حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على إيران لن يرفع في المرحلة الأولى بعد أي اتفاق مع إيران مشيرا إلى أن مثل هذا الإجراء لن يتسم بالحكمة في ضوء الوضع المتقلب في المنطقة.
وتتفق كل الأطراف على أنها اقتربت أكثر من التوصل لاتفاق لكن لا تزال توجد اختلافات كبيرة.
وتصر طهران على أن يكون لها حرية الاستمرار في إجراء أبحاث على أجهزة الطرد المركزي المتطورة وهي المعدات التي تستخدم في تنقية اليورانيوم للاستخدام في محطات توليد الكهرباء بالطاقة النووية وإذا جرى تخصيبه بدرجة أعلى يستخدم في صناعة أسلحة نووية في منشاة فوردو المقامة تحت الأرض. وتصر طهران على الرفع الفوري لجميع عقوبات الأمم المتحدة وأكثر العقوبات الأمريكية والأوروبية صرامة.
وقال مسؤول إيراني كبير لرويترز "تحقق تقدم هائل في جميع القضايا." وأضاف "لا تزال توجد خلافات في قضيتي الأبحاث والتطوير وعقوبات الأمم المتحدة."
وأكد مسؤول غربي قريب من المحادثات أن أبحاث أجهزة الطرد المركزي والتخصيب بصفة عامة هي أصعب القضايا التي تنتظر حلا قائلا "العنصر الأساسي بالنسبة لنا هو الأبحاث والتطوير والتخصيب."
وأوضح وزير الخارجية الفرنسي الذي يقول مفاوضون انه طالب بأكثر القيود صرامة على الأنشطة النووية الإيرانية في المستقبل إذا كانت بلاده ستؤيد الاتفاق إن هناك المزيد من العمل الذي يجب إنجازه لكنه قلل في الوقت نفسه من أهمية المهلة المتاحة للتوصل إلى اتفاق.
وقال وزير الخارجية لوران فابيوس للصحفيين في الأمم المتحدة في نيويورك "الشيء المهم هو المحتوى وليس المهلة." واضاف "تحقق بعض التقدم لكن توجد أشياء لم تحل بعد."
ومن المقرر ان يصل فابيوس الى لوزان يوم السبت. وأكد وزيرا الخارجية البريطاني والروسي أيضا أنهما سينضمان الى المحادثات في مطلع الاسبوع.
وقال مسؤولون غربيون إن الولايات المتحدة والشركاء الأوروبيين عازفون عن السماح لإيران بتشغيل أجهزة الطرد المركزي في منشأة تخصيب فوردو مضيفا أن القضية لم تحل.
وذكر موقع للحكومة الإيرانية على الإنترنت في نوفمبر تشرين الثاني أن واشنطن قد تسمح لإيران بالاحتفاظ بنحو 6000 جهاز طرد مركزي من الأجيال الأولى بدلا من نحو عشرة آلاف جهاز طرد مركزي تعمل الآن من بين 20 ألفا تم تركيبها.
وبعد الاجتماع مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الجمعة قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للصحفيين - خارج الفندق الذي أقيم في القرن التاسع عشر على ضفاف بحيرة جنيف حيث تجري المحادثات - إنه لم يتضح إن كان سيتم التوصل إلى اتفاق في الأيام القادمة.
وقال ظريف "المفاوضات صعبة ومعقدة وتوجد لحظات اتفاق ولحظات اختلاف." وأضاف "نعتقد أن التوصل لاتفاق ما زال ممكنا لكن متى يحدث ذلك فهذه قصة أخرى. وإحساسنا هو اننا بالتأكيد سنتمكن من التوصل إلى اتفاق لكن هذا سيحتاج الى إرادة سياسية من الجانب الآخر."
وقال ظريف إن قضية العمليات العسكرية التي تقودها السعودية ضد المقاتلين الحوثيين في اليمن والذين تؤيدهم طهران أثيرت على هامش المحادثات وان كانت محادثات لوزان تتركز حصريا على القضية النووية.
وتحدث روحاني مع زعماء فرنسا وروسيا وبريطانيا والصين يوم الخميس في محاولة لكسر الجمود. وبعث برسالة إلى زعماء القوى الست ومن بينهم أوباما وان كان مسؤولون قالوا إن الرسالة لم تشر إلى أن طهران مستعدة لتقديم تنازلات.
وعندما سئل بشأن محادثة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند مع روحاني قال فابيوس إن الرئيس الإيراني "لم يكن محددا للغاية" فيما يتعلق بالمفاوضات النووية لكنه لم يتطرق إلى تفاصيل.
وقال مسؤولون غربيون إن المشكلة الرئيسية ما زالت رفض طهران تقديم تنازلات جدية. ويقول الإيرانيون نفس الشيء بشأن القوى الست ويتهمون الفرنسيين بتبني أكثر المواقف تعنتا.
وإذا تم التوصل إلى اتفاق إطار سياسي في الأيام القادمة فإن المفاوضين الأمريكيين والأوروبيين يريدون أن يكون محددا بقدر الإمكان وأن يشمل أرقاما لعدد أجهزة الطرد المركزي المسموح لطهران بتشغيلها ومخزونات اليورانيوم والقضايا الفنية الحساسة الأخرى.
وستضاف تفاصيل فنية أخرى إلى ملاحق يتم الاتفاق عليها قبل الأول من يوليو تموز.